تصلب القوم أمام مطالب فاطمة - فدک نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فدک - نسخه متنی

سید محمدحسن قزوینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ق من لزم عهد رسول الله أنتم. فقد جاءكم فآويتم و نصرتم، ألا إنى لست باسطا يدا و لا لسانا على من لم يستحق ذلك منا، ثم نزل [ شرح ابن أبى الحديد 16/ 214- الرعة: بالتخفيف أى الاستماع والإصغاء. القالة: القول، ثعالة: اسم الثعلب علم غير معروف. شهيده ذنبه: أى لا شاهد له على ما يدعى إلا بعضه و جزء منه، و أصله مثل، قالوا إن الثعلب أراد أن يغوى الأسد بالذئب، فقال إنه قد أكل الشاة التى كنت قد أعددتها لنفسك و كنت حاضرا، قال فمن يشهد لك بذلك؟ فرفع ذنبه و عليه دم و كان الأسد قد افتقد الشاة فقبل شهادته و قتل الذئب. مرب: أى ملازم. كروها جذعة: أعيدوها إلى الحال الأولى (يعنى الفتنة والهرج). أم طحال: امرأة بغى فى الجاهلية و يضرب بها المثل فيقال أزنى من أم طحال. ]

قال ابن أبى الحديد: قرأت هذا الكلام على النقيب أبى يحيى جعفر بن يحيى بن أبى زيد البصرى و قلت له بمن يعرض؟ فقال بل يصرح، قلت لو صرح لم أسألك، فضحك و قال: بعلى بن أبى طالب عليه السلام قلت: هذا الكلام كله لعلى بقوله؟ قال نعم، إنه الملك يا بنى، قلت: فما مقالة الأنصار؟ قال هتفوا بذكر على فخاف من اضطراب الأمر عليهم، إنتهى.

لهذا قلت إن الزهراء اتخذت من فدك ذريعة للوصول إلى استرداد خلافة على عليه السلام، و إلا فما الذى حداها و هى تطالب بميراثها أن تشيد بمواقف الإمام و أحقيته بالخلافة حتى أثارت الأنصار فهتفوا بذكر على؟ و ما الذى حدا أبابكر أن يذكر عليا بسود فى خطبته كقوله إنما هو ثعالة شيهده ذنبه، مرب لكل فتنة [ ايد كلامه هذا عن كلامه السابق فى فضل الزهراء و أميرالمؤمنين، فإن عزوناه و جدناه أباك دون النساء و أخا لبعلك دون الأخلاء الخ. ] و أما خطبتها الثانية: فكلها منصبة على معاتبتها للمهاجرين والأنصار لابتعادهم عن على و تسليمهم الخلافة إلى غيره مع كفاءته و جدارته و عدم لياقة الغير بالقيام بها. ثم قدمت الشواهد والأدلة على صحة قولها، و أخيرا نبهتم إلى ما سينتظرهم من ذل و هوان سبب ما قدمت أيديهم.

روى عبدالله بن الحسن بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين الشهيد [
ذكر كلامها هذا ابن أبى الحديد فى شرح النهج 16/ 233 عن عبدالله ابن الحسن بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين. و ذكره فى كشف الغمة والطبرسى فى الاحتجاج و فى معانى الأخبار. أما الشيخ المفيد فقد ذكره فى الأمالى عن ابن عباس. و يروى كلامها أيضا عن سويد بن غفلة قال: لما مرضت سيدة النساء فاطمة دخلت علهيا نساء المهاجرين والأنصار فقلن لها: كيف أصبحت من علتك يا بنت رسول الله؟ فقالت: عائفة: كارهة. قالية: مبغضة. اللفظ: الطرح من الفم. عجم العود: عضه بأسنانه لاختبار صلابته. شنأتهم: أبغضتهم. سبرتهم: اختبرتهم. قرع الصفاء: كناية عن النيل بسوء. صدع: شق. خطل الآراء: فسادها و اضطرابها. لاجرم: كلمة تورد لتحقيق الشى ء. الربقة: عروة فى حبل تجعل فى البهيمة أويدها لمسكها، والضمير للخلافة. أوقتها: ثقلها. العقر: القتل والهلاك. الطبن: الفطن الحاذق. نقموا: أنكروا. سمجا: لينا سهلا. الخشاش ما يجعل فى أنف البعير. المنهل: المورد: النمر: الزاكى من الماء. فضفاضا: واسعا. ترنق: تكدر. بطانا: أى عظمت بطونهم من الشراب. يحكى: أى يستفيد. الناهل: العطشان.

احتنكه: استولى عليه. اذنابى: ذنب الطائر. القوادم: الريشات العشر من مقدم الجناح. الكاهل: مابين الكتفين. الزعاف: السم. التالى: التابع. غب: عاقبة. الجأش: أى النفس والقلب. الفى ء: الغنيمة.] عليهم السلام قالت: لما اشتد بفاطمة بنت رسول الله الوجع و ثقلت فى
علتها، اجتمع عندها نساء من المهاجرين والأنصار، فقلن لها: كيف أصبحت من علتك يا بنت رسول الله؟ فحمدت الله و صلت على أبيها ثم قالت:

أصبحت والله عائفة لدنيا كن، قالية لرجالكن، لفظتهم بعد أن عجمتهم، و شنأتهم بعد أن سيرتهم، فقبحا لفلول الحد، واللعب بعد الجد، و قرع الصفاة، و صدع القناة، و خطل الآراء، و زلل الأهواء، و لبئسما قدمت لهم أنفسهم ان سخط الله عليهم و فى العذاب هم خالدون، لا جرم والله لقد قلدتهم ربقتها، و حملتهم أوقتها، و شنت عليهم غارتها، فجدعا و عقرا و بعدا للقوم الظالمين. و يحهم أتى زعزعوها عن رواسى الرسالة، و قواعد النبوه والدلالة، و مهبط الروح الأمين والطبن بأمور الدنيا والدين، ألا ذلك هو الخسران المبين. و ما الذى نقموا من أبى الحسن؟ نقموا منه والله نكير سيفه، و قلة مبالاته بحتفه، و شدة و طأته، و نكال وقعته، و تنمره فى ذات الله، و تالله لو مالوا عن المحجة اللائحة، و زالوا عن قبول الحجة الواضحة، لردهم إليها و لمحلهم عليها، و لساربهم سيرا سجحا لا يلكم خشاشه، و لا يكل سائره. و لا يمل راكبه، و لأوردهم منهلا مميزا صافيا رويا فضفاضا، تطفح ضفتاه و لا يترنق جانباه، و لأصدرهم باطنا و نصح لهم سرا و إعلانا و لم يكن يحكى من الغنى بطائل، و لا يحظى من الدنيا بنائل، غير رى الناهل، و شبعة الكافل، و لبان لهم الزاهد من الراغب، والصادق من الكاذب. و لو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون، والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا و ما هم بمعجزين.

ألا هلم فاستمع و ما عشت أراك الدهر عجبا، و أن تعجب فعجب قولهم، ليت شعرى إلى أى سند استندوا، و على أى عماد اعتمدوا، و بأى عروة تمسكوا، و على أى ذرية قدموا و احتنكوا، لبئس المولى و لبئس العشير، و بئس للظالمين بدلا.

استبذلوا والله الذنابى بالقوادم، والعجز بالكاهل، فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون. و يحهم أفمن يهدى إلى الحق أحق أن يتبع، أم من لا يهدى إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون.

أما لعمرى لقد لقحت فنظرة ريثما تنتج، ثم احتلبوا مل ء القعب دما عبيطا، و ذعافا مبيدا، هنالك يخسر المبطلون، و يعرف التالون غب ما أسس الأولون، ثم طيبوا عن دنياكم نفسا و اطمئنوا للفتنة جاشا، و أبشروا بسيف صارم، و سطوة معتل غاشم. و بهرج شامل دائم، و استبداد من الظالمين، يذع فياكم زهيدا و جمعكم حصيدا، فيا حسرة لكم، و أنى بكم، و قد عميت عليكم، أنلزمكموها و أنتم لها كارهون.

قال سعيد بن غفلة: فأعادت النساء قولها على رجالهن فجاء إليها قوم من المهاجرين والأنصار معتذرين و قالوا: يا سيدة النساء لو كان أبوالحسن ذكر لنا هذا الأمر من قبل أن يبرم العهد، و يحكم العقد، لما عدلنا عنه إلى غيره، فقالت: إليكم عنى فلا عذر بعد تعذيركم، و لا أمر بعد تقصيركم. را بعا- أرادت الزهراء عليهاالسلام بمنازعة أبى بكر إظهار حاله و حال أصحابه للناس، و كشفهم على حقيقتهم، ليهلك من هلك عن بينة، و يحيى من حى عن بينة، و إلا فبضعة الرسول أجل قدرا و أعلى شأنا من أن تقلب الدنيا على أبى بكر حرصا على الدنيا، و لا سيما أن النبى صلى الله عليه و آله و سلم أخبرها بقرب موتها و سرعة لحاقها به، و لذا لم ينهها على عليه السلام عن منازعة أبى بكر فى فدك و هو القائل: و ما أصنع بفدك و غير فدك، والنفس مكانها فى غد جدث، و لم تكن الزهراء أقل من على تقى و زهدا فى الدنيا. ثم إن عليا عليه السلام كان بإمكانه أن يعوض الزهراء عن ما غصب منها بما يملكه من الأموال و يمنعها من الهوان فإن مما يملك إرثى البغيبغة و أبى ينزز و هما أكثر قيمة من فدك، و قد جعلهما عليه السلام قبل وفاته وقفا على الفقراء، و كان واردهما السنوى 470 ألف درهم. و أيضا هذا هو السبب فى حمل على الزهراء على بغلة، والمرور بها على دور المهاجرين والأنصار، و مطالبتهم بنصرتها مع علمها بخذلانهم، كل ذلك لاطلاع الناس أبد الدهر على حقيقة الأمر، و إظهار حال الغاصبين و حال أصحابهم.

تصلب القوم أمام مطالب فاطمة

كان الحاكمون قد اغتصبوا الخلافة من أهلها الشرعيين و استولوا على مقاليد الأمور، والذى يغتصب الخلافة يسهل عليه أن يغتصب ما سواها، والذى يتحدى الله والرسول لا يصعب عليه أن يتحدى فاطمة و عليا والهاشميين. فعملوا على تقوية حكمهم و إضعاف الجبهة المعارضة، و إرغامها بكل وسيلة، و إبعادها عن جميع الامتيازات المادية والمعنوية.

أما الامتيازات المعنوية فقد أذابوها.

باستيلائهم على الحكم و منعهم بنى هاشم أن تجتمع فيهم النبوة والخلافة [ قال عمر لابن عباس: كرهت قريش أن تجمع لكم النبوة والخلافة. ] و أما الامتيازات المادية فهى منبثقة عن الامتياز فى الفضل والشرف والحقوق فعمدوا إلى إهدارها والقضاء عليها لئلا يبقى لمعارضيهم أى فضل و شرف رسمى ينهض بهم للمطالبة بحقهم و يؤهلهم للخلافة.

لذا وضعوا اليد على فدك والميراث و سهم ذى القربى «الخمس» أى أنهم استولوا على الموارد الاقتصادية المهمة لمناوئيهم لينشغلوا بمعيشتهم عن التفكير فى السياسة والمنازعة فى الخلافة، كما أرادوا إشغال معارضيهم بالأمور الجانبية دون التوغل فى أعماق القضية الحقيقية و هى الخلافة الإسلامية.

قال ابن أبى الحديد: قلت لمتكلم من متكلمى الإمامية يعرف بعلى بن تقى من بلدة النيل [ النيل هنا: بليدة فى سواد الكوفة قرب حلة بنى مزيد. ]: و هل كانت فدك إلا ثخلا يسيرا و عقارا ليس بذلك الخطير فقال لى: ليس الأمر كذلك بل كانت جليلة جدا و كان فيها من النخل نحوما بالكوفة الآن [ أى فى القرن السادس الهجرى. ] و ما قصد أبوبكر و عمر بمنع فاطمة عنها إلا ألا يتقوى بحاصلها و غلتها على المنازعة فى الخلافة، و لهذا أتبعا ذلك بمنع فاطمة و على و سائر بنى هاشم و بنى المطلب حقهم فى الخمس. فإن الفقير الذى لامال له تضعف همته و يتصاغر عند نفسه، و يكون مشغولا بالاحتراف والاكتساب عن طلب الملك والرئاسة [ شرح النهج 16/ 236. ] و قال الإمام الصادق للمفضل بن عمر: لما بويع أبوبكر أشار عليه عمر أن يمنع عليا و أهل بيته الخمس والفى ء و فدكا فإن شيعته إذا علموا ذلك تركوه، و أقبلوا إليك رغبة فى الدنيا، فصرفهم أبوبكر عن جميع ما هو لهم [ كشكول السيد حيدر الآمدى. ] و ثمة سبب آخر و هو إرادة التظاهر بالقوة أمام أهل البيت و سد الطريق أمامهم، و قطع أى أمل فى نفوسهم للوصول إلى غايتهم.

قال ابن أبى الحديد قال لى علوى من أهل الحلة يعرف بعلى بن مهنا ذكى ذو فضائل: ما تظن قصد أبى بكر و عمر بمنع فاطمة فدك؟ قلت: ما قصدا؟ قال: أرادا ألا يظهر لعلى و قد اغتصباه الخلافة رقة ولينا و خذلانا، و لا يرى عندهما خورا، فاتبعا القرح بالقرح [ شرح النهج 16/ 236. ] و قال ابن أبى الحديد أيضا: سألت على بن الفارقى مدرس المدرسة الغربية ببغداد فقلت له: أكانت فاطمة صادقة [ أى فى دعوى النحلة. ]؟ قال نعم، قلت: فلم لم يدفع إليها أبوبكر فدك و هى عنده صادقة؟

فتبسم ثم قال كلاما لطيفا مستحسنا مع ناموسه و حرمته و قلة دعابته، قال: لو أعطاها اليوم فدك بمجرد دعواها لجاءت إليه غدا و ادعت لزوجها الخلافة و زحزحته عن مقامه و لم يكن يمكنه الاعتذار والموافقة بشى ء لأنه يكون قد سجل على نفسه أنها صادقة فيما تدعى كائنا ما كان، من غير حاجة إلى بينة و لا شهود.

ثم قال ابن أبى الحديد: و هذا كلام صحيح و إن كان أخرجه مخرج الدعابة والهزل [ شرح النهج 16/ 284. ] و من جملة أسباب وضع اليد على فدك هو الاستعانة بحاصلاتها الضخمة فى حرب المرتدين و غيرهم و رغم كيان السلطة الحاكمة، و لذا قال عمر لأبى بكر لما كتب بفدك لفاطمة:

من ماذا تنفق على المسلمين و قد حاربتك العرب كما ترى [ السيرة الحلبية 3/ 391. ]

الغاية التى من أجلها أوصت الزهراء بدفنها ليلا

كان المسلمون قد سمعوا النبى صلى الله عليه و آله و سلم يتحدث عن فاطمة الزهراء و فضلها و قربها من الله و ورعها، و أنها بضعة منه، و أنها سيدة نساء العالمين، و هى ممن باهل النبى بها نصارى نجران، و ممن أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، و ممن وجبت مودتهم، و ممن نزل فى حقهم سورة هل أتى، و جميع الأحاديث التى وردت فى فضل أهل البيت تشملها، منها قوله صلى الله عليه و آله و سلم فى على و فاطمة والحسنين «أنا حرب لمن حاربهم و سلم لمن سالمهم» [ الإصابة فى ترجمة الزهراء و ذكره الترمذى من حديث زيد بن أرقم، و أخرجه ابن حبان فى صحيحه، والحاكم فى مستدركه، والضياء فى مختاراته، والطبرانى و غيرهم. ] و قال فى حق فاطمة خاصة: «إن الله يغضب لغضبك و يرضى لرضاك» [ الإصابة فى ترجمة الزهراء. ] و قال: «فاطمة بعضة منى يؤذينى ما آذاها، و يريبنى ما رابها [ الإصابة. ] و قال: «فاطمة بعضة منى يغضبنى ما يغضبها» [ ذكره البنهانى عن البخارى. ] و قال: «رضا فاطمة من رضاى، و سخط فاطمة من سخطى، فمن أحب ابنتى فاطمة فقد أحبنى، و من أرضى فاطمة فقد أرضانى، و من أسخط فاطمة فقد أسخطنى» [ ابن قتيبة فى الإمامة والسياسة]
فالنبى الكريم يرضى لرضى فاطمة و يسخط لسخطها، والذى يؤذى فاطمة يؤذى رسول الله، والذى يؤذى رسول الله يؤذى الله، والله تعالى يقول: «إن الذين يؤذون الله و رسوله لعنهم الله فى الدنيا والآخرة و أعد لهم عذابا مهينا» [ الأحزاب: 57. ]

كل هذا سمعوه من الله والرسول، و اشتهر بين الناس غضب الزهراء و سخطها على الرجلين، و أنهما آذياها، فهجرتهما بعد منعهما حقها، حتى قال عمر لأبى بكر: انطلق بنا إلى فاطمة فإنا قد أغضبناها. كل ذلك بغية
كسب رضاها و إسكات الجماهير عن التحدث عن غضب الزهراء على الرجلين. و بعد محاولات كثيرة تمكنوا من الدخول عليها، ولكنهم لم يستطيعوا كسب رضاها فخرجوا منها خائبين». و لكن الزهراء خافت أن يعذيعا بأنهما دخلا عليها و أرضياها، و ارتفع عن نفسها ما كان من الغضب عليهما، فأرادت أن تؤكد غضبها و سخطها عليهما، فعهدت إلى على عليه السلام أن لا يصليا على جنازتها و لا يحضرا تشييعها، و لا يقدما على قبرها. كما أوصت بدفنها ليلا، فقالت فى وصيتها: و أوصيك أن لا يشهد جنازتى أحد من هؤلاء الذين ظلمونى، و لا تترك أحدا يصلى على منهم. و لا من أتباعهم، و ادفنى ليلا إذا هدأت العيون و نامت الأبصار. و نفذ على عليه السلام وصاياها، فغسلها و صلى عليها و دفنها ليلا، و عفى موضع قبرها حتى لا يقوما عليه، و لم يعلمهما بوفاتها، فعاتباه على ترك إعلامهما بشأنها و عدم إحضارهما الصلاة عليها، فأخبرهما بأنه فعل ذلك بوصية منها. و هذا الاحتجاج صريح منها على فعل الرجلين، و تأكيد منها على استمرار غضبها عليهما و إخفاء قبرها مع عظم شأنها دليل آخر على سخطها و عدم رضاها.

قال نظام العلماء التبريزى فى كتابه «الشهاب الثاقب»: إنى تحدثت مع رجل من إخواننا السنة فى المدينة المنورة، فسألته قائلا: لمادا دفنت

/ 22