خاتمه فى الأموية والشجرة الملعونة - فدک نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فدک - نسخه متنی

سید محمدحسن قزوینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أهل بيتى فيكم كسفينة نوح، من ركبها نجا و من تخلف عنها هلك. و قال صلى الله عليه و آله و سلم: إنى تارك فيكم الثقلين، كتاب الله، و عترتى أهل بيتى، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا. و هذه الأحاديث كلها مذكورة فى الصحاح و كتب المناقب، فالشيعة غير نائهين فى صراط الديانة: حيث أنهم عرفوا الحق عن مصدره، فلا يقاسون بمن قال النبى صلى الله عليه و آله و سلم لهم- لما اشتد به الوجع فى مرضه الذى مات فيه- ائتونى بدواة و قرطاس لأكتب لكم كتابا لن تضلوا بعدى أبدا، فاختلفوا فقال بعضهم: احضروا له ما طلب و منع آخرون و كثر اللغط والغوغاء و كان عمر فيمن منع عن إحضار الدواة والقرطاس قائلا كلاما معناه أن النبى صلى الله عليه و آله و سلم قد غلب عليه الوجع أو أنه يهجر، فنسب ذلك الهجر إلى النبى صلى الله عليه و آله و سلم لما علم بأنه صلى الله عليه و آله و سلم يريد بذلك إبرام العهد لعلى عليه السلام و إحكام الوصية بالكتاب، حتى وقعت الأمة بتلك الحيلولة فى الضلالة، و لذا قال حبر الأمة ابن عباس: الرزية كل الرزية ما حال بيننا و بين كتاب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و لعل الاختلاف الواقع بين المسلمين إلى يومنا هذا مستند إلى منع المانع عن الكتابة، و هى مفسدة عظيمة، غير مرتفعة و لا قابلة للرفع إلى قيام الحجة و ظهور الحق على يده.

إن الشيعة حازت هذه المنقبة و فازت بها من زمن النبى صلى الله عليه و آله و سلم بتمسكهم بعلى عليه السلام و متابعتهم له صلى الله عليه و آله و سلم فى الأحكام، أصولا و فروعا، و لذا و رد فى شأنهم قوله تعالى: «أن الذين آمنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خير البرية».

قال فى الصواعق المحرقة [ الصواعق المحرقة: تفسير الآية الحادية عشرة صفحة 99. ]: إن هذه الآية لما نزلت قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لعلى: يا على أنت و شيعتك خير البرية: تأتى يوم القيامة أنت و شيعتك راضين مرضيين.

قال: و أخرج الدارقطنى أن النبى صلى الله عليه و آله و سلم قال: يا أباالحسن، أما أنت و شيعتك فى الجنة.

قال الدارقطنى: لهذا الحديث عندنا طرق كثيرة.

ثم أخرج عن أم سلمة قالت: كانت ليلتى و كان النبى صلى الله عليه و آله و سلم عندى فأتته فاطمة، فتبعها على عليه السلام، فقال النبى صلى الله عليه و آله و سلم: ياعلى أنت و أصحابك فى الجنة، أنت و شيعتك فى الجنة. و قال: أخرج الطبرانى أنه صلى الله عليه و آله و سلم قال لعلى: أول أربعة يدخلون الجنة أنا و أنت والحسن والحسين، و ذرياتنا خلف ظهورنا، و أزواجنا خلف ذرياتنا، و شيعتنا عن أيماننا و شمائلنا. و أخرج الديلمى- يا على إن الله قد غفر لك و لذريتك و لولدك و لأهلك و لشيعتك و لمحبى شيعتك، فأبشر فإنك الأنزع البطين، و أنت و شيعتك تردون على الحوض رواء مرويين مبيضة وجوهكم. و الغرض بيان فساد ما توهم من أن اسم الشيعة من العناوين الخاصة
الحادثة فى الأزمنة المتأخرة و إظهار أن هذا العنوان من الفضائل المحمودة الثابتة للشيعة من زمن النبى صلى الله عليه و آله و سلم مبشرا بذلك صلى الله عليه و آله و سلم إلى أقوام يبايعون عليا عليه السلام فى غدير خم على أنه الإمام المفترض الطاعة، و لا يعدلون عنه و لا ينكثون بيعته، و هم الذين افترقوا عن الذين قال لهم رسول الله: ائتونى بدواة و قرطاس لأكتب لكم كتابا لن تضلوا بعدى أبدا فلم يأتوه و لم يرضوا منه ذلك الكلام، و لعلهم رأو الكتابة خلاف السياسة فأوقعوا أنفسهم فى أشد المحذور من جهة تعيين الخليفة، حتى أنهم أعرضوا عن الحضور لدفن النبى صلى الله عليه و آله و سلم كما فى منتخب «كنزالعمال» فى باب الخلافة أن أبابكر و عمر لم يحضرا دفن النبى صلى الله عليه و آله و سلم.

روى ابن أبى الحديد عن تاريخ الطبرى أن الصحابة تركوا تجهيز النبى صلى الله عليه و آله و سلم إلى ثلاثة أيام حتى اخضر بطنه صلى الله عليه و آله و سلم، و ذلك لما رأوا أن أمر الخلافة أشد و أعظم، فاجتمعت الصحابة فى السقيفة واختلفوا فى الإمارة، و قالت الأنصار: منا أمير، و قال المهاجرون: منا أمير، و لم ينفعهم اتفاق آرائهم على أبى بكر بعد أن أجمعوا على الخطأ و رفض الحق بترك إحضارهم لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم الدواة والقرطاس، و نسبوا إليه الهجر والهذيان، و أكثروا من التنازع و اللغو بمحضر النبى صلى الله عليه و آله و سلم.

فكيف يعتمد عقال على أمثال هؤلاء الجماعة و يثبع راءهم مع هذا الخطأ الواضح؟

خاتمه فى الأموية والشجرة الملعونة

قال الله تبارك و تعالى فى سورة الاسراء مخاطبا لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: «و ما جعلنا الرؤيا التى أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة فى القرآن و نخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا».

قال الفخر الرازى فى التفسير الكبير أنه قال سعيد بن المسيب: رأى رسول الله بنى أمية ينزون على منبره نزو القردة فساءه ذلك و هذا قول ابن عباس فى رواية عطاء [و قيل: رأى أن ولد الحكم يتداولون منبره كما يتداول الصبيان الكرة. أى سلطان النبى و منبره سيكون بيد بنى أمية الواحد بعد الآخر يتداولونه يدا بيد. و لذا قال أبوسفيان يوم تمت البيعة لعثمان بن عفان بن أبى العاص بن أمية ابن عبدشمس كما فى النزاع والتخاصم للمقريزى، قال أبوسفيان لعثمان: قد صارت إليك بعد تيم و عدى فأدرها كالكرة واجعل أو تادها بنى أمية فإنما هو الملك و ما من جنة و لا نار. و فى رواية قال: تلقفوها يا بنى أمية تلقف الصبيان للكرة.] و قال فى تفسير سورة القدر أن رسول الله رأى فى منامه بنى أمية يطأون منبره واحدا بعد واحد فشق ذلك عليه فأنزل الله «إنا أنزلناه فى ليلة القدر» إلى قوله «خير من ألف شهر» يعنى ملك بنى أمية. و قال جلال الدين السيوطى فى الجزء الرايع من تفسيره الدر المنثور فى تفسير الآية أنه أخرج ابن جرير عن سهل بن سعد رضى الله عنه قال: رأى
رسول الله بنى فلان ينزون على منبره نزو القرده فساءه ذلك فما استجمع ضاحكا حتى مات، و أنزل الله «و ما جعلنا الرؤيا التى أريناك إلا فتنة للناس، و أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عمر أن النبى صلى الله عليه و آله و سلم قال: رأيت ولد الحكم ابن أبى العاص على المنابر كأنهم القردة و أنزل الله فى ذلك: «و ما جعلنا الرؤية التى أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة» يعنى الحكم و ولده. و أخرج ابن أبى حاتم عن يعلى بن مرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أريت بنى أمية على منابر الأرض و سيملكونكم فتجدونهم أرباب سوء، واهتم رسول الله لذلك فأنزل الله «و ما جعلنا الرؤيا التى أريناك إلا فتنة للناس». و أخرج ابن مردويه عن الحسين بن على عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أصبح و هو مهموم فقيل مالك يا رسول الله، فقال إنى رأيت فى المنام كان بنى أمية يتعاورون منبرى هذا، فقيل يا رسول الله لا تهتم فإنها دنيا تنالهم فأنزل الله «و ما جعلنا الرؤيا التى أريناك إلا فتنة». و أخرج ابن أبى حاتم و ابن مردويه والبيهقى فى الدلائل و ابن عساكر عن سعيد بن المسيب، قال: رأى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بنى أمية على المنابر فساءه ذلك فأوحى الله إليه إنما هى دنيا أعطوها فقرت عينه، و هى قوله: «و ما جعلنا الرؤيا التى أريناك إلا فتنة للناس» يعنى بلاء للناس. و أخرج ابن مردويه عن عائشة أنها قالت لمروان بن الحكم سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول لأبيك وجدك إنكم الشجرة الملعونة فى القرآن [ مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أمية بن عبدشمس. ] و قال فضل بن روزبهان أحد علماء السنة أن الآية نزلت فى رؤيا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و أنه رأى فى الرؤيا أن أولاد مروان ينزون على منبره. و عن الثعلبى فى تفسيره بإسناده تارة إلى سعيد بن المسيب و أخرى إلى سهل بن سعد قال: رأى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بنى أمية ينزون على منبره نزو القردة فساءه. فما استجمع ضاحكا حتى مات، فأنزل الله فى ذلك «و ما جعلنا الرؤيا التى أريناك إلا فتنة للناس» الآية. و عن أبى هريرة أنه قال: رأى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بنى الحكم أو بنى العاص ينزون على منبره كما تنزو القردة فأصبح كالمتغيظ فما رؤى رسول الله مستجمعا ضاحكا بعد ذلك حتى مات. و فى تفسير على بن محمد الخازن أن النبى صلى الله عليه و آله و سلم رأى فى المنام أن ولد الحكم بن (أبى العاص) ابن أمية يتداولون منبره كما يتداول الصبيان الكرة فساءه ذلك.

قال: فإن اعترض معترض على هذا التفسير و قال السورة مكية والواقعة كانت بالمدينة، أجيب بأنه لا إشكال فيه فإنه لا يبعد عن أن النبى صلى الله عليه و آله و سلم رأى ذلك بمكة ثم كان ذلك حقيقة بالمدينة.

قوله تعالى: والشجرة الملعونة فى القرآن، يعنى و ما جعلنا الشجرة الملعونة فى القرآن إلا فتنة للناس، وقد عرفت تفسير النبى صلى الله عليه و آله و سلم للشجرة الملعونة ببنى أمية، و هو المناسب أيضا لتوصيفها بكونها ملعونة و كونها فتنة و بلاء للناس، و إلا فشجرة الزقوم على ما قيل فى تفسيرها لا ذنب لها حتى تلعن، و كونها فتنة و بلاء للناس إنما هو فى الدنيا لأنها محل البلاء، و شجرة الزقوم فى الآخرة و لا فتنة و لا بلاء هناك.

قلت: تضافرت النصوص و تكاثرت الأحاديث على تفسير الآية ببنى أمية و كونهم المقصودين بالشجرة الملعونة فى القرآن و فسرها بهم العلامة الزمخشرى فى الكشاف.

قال ابن حجر الهيتمى فى رسالته «تطهير الجنان» المطبوعة فى حاشية صواعقه و بسند رجاله رجال الصحيح أنه صلى الله عليه و آله و سلم رأى كان بنى الحكم ينزون على منبره و ينزلون فأصبح كالمتغيظ و قال مالى رأيت بنى الحكم ينزون على منبرى نزو القرد. و فى تفسير الثعلبى بإسناده عن عمر بن الخطاب فى قوله تعالى «الذين بدلوا نعمة الله كفرا و أحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها و بئس القرار» قال صلى الله عليه و آله و سلم: هما الأفجران بنوالمغيرة و بنوأمية، فأما بنوالمغيرة فكفيتموهم يوم بدر، و أما بنوأمية فمتعوا إلى حين.

فانظر أيها المنصف إلى ما صدر عن الوحى الإلهى فى حق بنى أمية و يكفيك من ذلك ما فى رسالة تطيهر الجنان المذكورة قال- فعن ابن عمر أن النبى صلى الله عليه و آله و سلم قال ليدخلن الساعة عليكم رجل لعين فوالله ما زلت أتشوف داخلا و خارجا حتى دخل الحكم، و أنه صلى الله عليه و آله و سلم قال: لكل شى ء آفة و آفة هذا الدين بنوأمية. و قال صلى الله عليه و آله و سلم: شر العرب بنوأمية. و أخرج الحاكم على شرط الشيخين عن أبى بردة قال كان أبغض الناس إلى رسول الله بنوأمية [
قال على فى بعض خطبه- ألا و إن أخوف الفتن عندى عليكم فتنة بنى أمية فإنها فتنة عمياء مظلمة، عمت خطتها، و خصت بليتها، و أصاب البلاء من أبصر فيها، و أخطأ البلاء من عمى عنها. و أيم الله لتجدن بنى أمية لكم أرباب سود بعدى كالناب الضروس، تغذم بفيها، و تخبط بيدها، و تزين برجلها، و تمنع درها، لا يزالون بكم حتى لا يتركوا منكم إلا نافعا لهم أو غير ضائر بهم، و لا يزال بلاؤهم عنكم حتى لا يكون انتصار أحدكم منهم إلا كانتصار العبد من ربه، والصاحب من مستصحبه، ترد عليكم فتنتهم شوهاء مخشية، و قطعا جاهلية، ليس فيها منار هدى و لا علم يرى، نحن أهل البيت منها بمنجاة و لسنا فيها بدعاة. «شرح النهج لابن أبى الحديد 7/ 45 أو 2/ 174». و قال عليه السلام فى بنى أمية أيضا: والله لا يزالون حتى لا يدعوا لله محرما إلا استحلوه، و لا عقدا إلا حلوه، و حتى لا يبقى بيت مدر و لا وبر إلا دخله ظلمهم، و نبا به سوء رعيهم، و حتى يقوم الباكيان يبكيان: باك يبكى لدينه، و باك يبكى لدنياه، و حتى تكون نصرة أحدكم من أحدهم كنصرة العبد من سيده، إذا شهد أطاعه، و إذا غاب اغتابه، و حتى يكون أعظمكم فيها غناء أحسنكم بالله ظنا. «شرح النهج لابن أبى الحديد 2/ 186». و قال عليه السلام أيضا»: أن بنى أمية لا يزالون يطعنون فى مسجل ضلاله، و لهم فى الأرض أجل حتى يهرقوا الدم الحرام فى الشهر الحرام، والله لكأنى أنظر إلى غرنوق من قريش يتخبط فى دمه فإذا فعلوا ذلك لم يبق لهم ملك على وجه الأرض «شرح النهج 19/ 131».] و بسند رجاله رجال الصحيح أن النبى صلى الله عليه و آله و سلم قال إذا بلغ بنو أبى العاص ثلاثين رجلا كان دين الله دخلا، و مال الله دولا، و عباد الله خولا. و أخرج الحاكم و صححه أنه صلى الله عليه و آله و سلم قال: إن أهل بيتى سيلقون بعدى من أمتى قتلا و تشريدا، و إن أشد قوما لنا بغضا بنوأمية و بنوالمغيرة و بنومخزوم.

قال: و إن مروان سب الحسين بن على عليه السلام، فغضب و قال: فوالله لعنك الله على لسان بنيه صلى الله عليه و آله و سلم و أنت فى صلب أبيك. و عن ابن الزبير قال: و رب هذه الكعبة لعن الله الحكم و ما ولد على لسان نبيه. و فى رواية البزار: لقد لعن الله الحكم و ما ولد على لسان نبيه صلى الله عليه و آله و سلم. و لما أدخل مروان على رسول الله قال: هذا الوزغ بن الوزغ الملعون ابن الملعون [
قال على عليه السلام فى مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أمية- يحمل راية ضلالة بعد ما يشيب صدغاه و إن له إمرة كلعقة الكلب أنفه، و هو أبوالأكبش الأربعة، و ستلقى الأمة منه و من ولده يوما أحمر، و نظر على عليه السلام يوما إلى مروان فقال له: ويل لك، و ويل لأمة محمد منك و من بيتك أو من بنيك إذا شاب صدغاك. و كان مروان يدعى خيط باطل لأنه كان طويلا مضطربا، ذكره المعتزلى فى شرح النهج. و ضرب مروان يوم الدار على قفاه فخر لغيه فلما بويع له بالخلافة قال فيه أخوه عبدالرحمن بن الحكم و كان لا يرى رأى أخيه:

فوالله ما أدرى و إنى لسائل- حليلة مضروب القفا كيف يصنع
لحا الله قوما أمروا خيط باطل- على الناس يعطى ما يشاء و يمنع]- رواه الحاكم و صححه و إن الحكم استأذن على النبى فعرف صوته فقال ائذنوا له فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين و من يخرج من
صلبه يتشرفون فى الدنيا و ما لهم فى الآخرة من خلاق. و عن محمد بن زياد قال: لما بايع معاوية لابنه يزيد قال مروان: سنة أبى بكر و عمر، و قال عبدالرحمن بن أبى بكر سنة هرقل و قيصر، فقال له مروان: أنت الذى أنزل الله فيك: والذى قال لوالديه أف لكما، فبلغ ذلك عائشة فقالت كذب والله ما هو به ولكن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لعن أبامروان و مروان فى صلبه.

قال ابن حجر: أنه جاء بسند رجاله رجال الصحيح أن عمرو بن العاص صعد المنبر فوقع فى على عليه السلام ثم فعل مثله المغيرة بن شعبة فقيل للحسن اصعد المنبر لترد عليهما فامتنع إلا أن يعطوه عهدا أنهم يصدقونه إن قال حقا فأعطوه ذلك. فصعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أنشدك الله يا عمرو و يا مغيرة أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لعن السائق والقائد أحدهما معاوية؟ قالا: بلى. ثم قال أنشدك يا معاوية و يا مغيرة ألم تعلما أن النبى صلى الله عليه و آله و سلم لعن عمرا بكل قافية؟ قال اللهم بلى. ثم أنشدك الله يا عمرو و يا معاوية ألم تعلما أن النبى صلى الله عليه و آله و سلم لعن قوم هذا؟ قال بلى. قال الحسن فإنى أحمد الله الذى جعلكم فيمن تبرأ من هذا- يعنى عليا- انتهى ما فى الصواعق و حاشيتها.

قال الدميرى فى «حياة الحيوان» إن الحكم هذا كان يرمى بالداء العضال و كذلك أبوجهل من قبل [
الحكم بن أبى العاص بن أمية هو عم عثمان بن عفان، كان من مسلمة الفتح و من المؤلفة قلوبهم و قد نفاه رسول الله إلى الطائف. واختلف فى السبب الموجب لنفيه، فقيل أنه كان يتحيل و يستخفى و يسمع ما يسره رسول الله إلى أكابر الصحابة ثم يغش ذلك فى مشركى قريش و سائر الكفار والمنافقين حق ظهر ذلك عليه. و قيل كان يتجسس على رسول الله و هو عند نسائه و يسترق السمع و يصغى إلى ما يجرى هناك مما لا يجوز الاطلاع عليه ثم يحدث به المنافقين على طريق الاستهزاء. و قيل كان يحكى النبى صلى الله عليه و سلم فى مشيته و بعض حركاته فقد قيل إن النبى صلى الله عليه و سلم كان إذا مشى يتكفأ و كان الحكم يحكيه و كان شانئا له مبغضا حاسدا فالتفت رسول الله فرآه يوما يمشى خلفه يحكيه فى مشيته فقال له صلى الله عليه و سلم كذلك فلتكن يا حكم فكان الحكم مختلجا يرتعش من يومئذ، فذكر ذلك عبدالرحمن بن حسان بن ثابت فقال لعبدالرحمن بن الحكم يهجوه:

ن اللعين أبوك فارم عظامه- إن ترم ترم مخلجا مجنونا
يمشى خميص البطن من عمل التقى- و يظل من عمل الخبيث بطينا]، ثم أقول مختصرا إن تأسيس معاوية و بنى مروان لسب على عليه السلام و أهل بيته، أهل بيت الوحى والرسالة الذين

/ 22