كلمة الختام - فدک نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فدک - نسخه متنی

سید محمدحسن قزوینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

عنه، فسألتهم أن يبيعونى حصتهم منها، فمن بائع و واهب حتى استجمعت لى فرأيت أن أردها على ولد فاطمة.

قالوا: فإن أبيت إلا هذا فأمسك الأصل و اقسم الغلة، ففعل [ شرح النهج 16/ 278. ]

فنقمة بنى أمية على عمر بن عبدالعزيز و عتابهم له و قولهم له: هجنت فعل الشيخين، دليل على أنه خرج على فعل الشيخين، و أن الشيخين طول حياتهما لم يردا فدكا على أهل البيت، و لو أن عمر ردها عليهم لاستدل بفعله عمر بن عبدالعزيز على صحة ردها على ولد فاطمة.

ثم قول عمر بن عبدالعزيز إن فدك كانت صافية على عهد أبى بكر و عمر ثم صار أمرها إلى مروان، دليل على عدم وصولها بيد أهل البيت فى عهد الشيخين. و بالإضافة إلى هذا فقد تخلص عمر بن عبدالعزيز من لومهم و عتابهم بأن ادعى أنها استجمعت لهو ملكها، ثم رأى أن يردها على ولد فاطمة.

فظهر من مجموع ما تقدم أن الشيخين أمسكا فدك و لم يرداها إلى أحد من أهل البيت لا وراثة و لا تولية. و أن الذى رده عمر على على والعباس هو صدقة رسول الله بالمدينة، والمعبر عنها بما أفاء الله على رسوله فى المدينة- أى الحوائط السبعة- لا فدك.

كما قال الحموى و ابن منظور: و هى التى كان على بن أبى طالب والعباس يتنازعان فيها، فكان على يقول: إن النبى صلى الله عليه و آله و سلم جعلها فى حياته
لفاطمة [ و قول الإمام أن النبى صلى الله عليه و سلم جعلها فى حياته لفاطمة يشعر بأنها غير فدك و إلا لقال أنحلها أو أعطاها. ] (كما سبق فى رواية السمهودى عن ابن زبالة عن محمد بن كعب: أن النبى صلى الله عليه و آله و سلم أوقفها على خصوص فاطمة) و كان العباس يأبى ذلك و يقول: هى ملك لرسول الله و أنا وارثه، فكانا يتخاصمان إلى عمر فيأبى أن يحكم بينهما و يقول: أنتما أعرف بشأنكما أما أنا فقد سلتها إليكما [ معجم البلدان و لسان العرب. ] و كان نزاع على والعباس صوريا أرادا من عمر أن يحكم لأحدهما على الآخر حتى يحتجا عليه بما حكم، فإن حكم لعلى فقد أقر بأن النبى صلى الله عليه و آله و سلم جعلها لفاطمة فى حياته فكيف غصبها منها أبوبكر و أعانه عمر على ذلك؟! و إن حكم للعباس أقر بالميراث و قد أنكره أبوبكر برواية لا نورث و ساعده عمر على ذلك، و لذا لم يحكم بينهما عمر لئلا يقع فى أحد المحذورين. و تخاصم على والعباس عند عمر يشبه تخاصم الملكية عند داود فى النعاج و طلب الحكم بينهما بالحق، و إنما أرادا أن يفهما داود وجوب التثبت فى الحكم و عدم التسريع فيه.

فعلى ما تحقق كانت فدك بيد الشيخين و لم يرداها على أهل البيت، و كان أبوبكر يأخذ نحلتها فيدفع إليهم ما يكفيهم و يقسم الباقى، و كان عمر كذلك، ثم كان عثمان كذلك، ثم كان على كذلك» [ شرح النهج 16/ 216. ] و يروى أن عثمان بن عفان لما استخلف أقطعها لمروان بن الحكم.

قال الحافظ ابن حجر فى الصواعق المحرقة: «إنما أقطع عثمان فدك لمروان لأنه تأول أن الذى يختص بالنبى صلى الله عليه و آله و سلم يكون للخليفة بعده، فاستغنى عثمان عنها بأمواله فوصل بها بعض قرابته». و أما على عليه السلام فلم يسترجع فدك إلى أهل البيت أيام خلافته، و كان الإمام لما وصل الأمر إليه قد كلم فى رد فدك فقال: إنى لأستحى من الله تعالى أن أرد شيئا منع منه أبوبكر و أمضاه عمر [ شرح النهج 16/ 252. و تقدم فى ص 188 فراجعه «الناشر». ] و هو القائل: بلى كانت فى أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء، فشحت عليها نفوس قوم و سخت عنها نفوس قوم آخرين، و نعم الحكم الله [ نهج البلاغة. و قد تقدم هذا الكلام فى ص 189 «الناشر». ] و أجاب السيد المرتضى قاضى القضاة عن هذا الأمر قائلا: «الوحه فى تركه عليه السلام رد فدك هو الوجه فى إقراره أحكام القوم و كفه عن نقضها و تغييرها، لأنه كان فى انتهاء الأمر إليه فى بقية من التقية قوية» [ شرح النهج 16/ 278 و قال ابن أبى الحديد: قال أبوبكر الجوهرى، و أخبرنا أبوزيد محمد بن إسحاق قال: سألت أباجعفر محمد بن على قلت: أرأيت عليا حين ولى العراق و ما ولى من أمر الناس كيف صنع فى سهم ذوى القربى؟ قال: سلك بهم طريق أبى بكر و عمر. قلت و كيف؟ و لم؟ و أنتم تقولون ما تقولون، قال: أما والله ما كان أهله يصدرون إلا عن رأيه، فقلت: فما منعه؟ قال كان يكره أن يدعى عليه مخالفة أبى بكر و عمر، أقول: فإذا كان الإمام فى خلافته يحذر من إعطاء سهم ذى القربى إلى أهله مع أنه منصوص عليه فى القرآن فكيف يرد فدكا؟. ] و أجاب الإمام الكاظم عليه السلام عن عدم استرجاع على عليه السلام فدكا- قال: لأنا أهل البيت لا يأخذ لنا حقوقنا ممن ظلمنا إلا هو (يعنى البارى عز و جل) و نحن أولياء المؤمنين، إنما نحكم لهم و نأخذ حقوقهم ممن ظلمهم و لا نأخذ لأنفسنا [ علل الشرائع: باب العلل التى من أجلها ترك على فدكا. ] و أجاب الصادق عليه السلام: لأن الظالم والمظلومة قد كانا قدما على الله و أثاب الله المظلومة و عاقب الظالم، فكره أن يسترجع شيئا قد عاقب الله عليه غاصبه و أثاب عليه المغصوب منه [ علل الشرائع و مجمع البحرين. ] و إذا لم يردها أميرالمؤمنين أيام خلافته على أهل البيت، فمن المستبعد أن يبقيها فى يد مروان على تقدير وجودها عنده، لأن الإمام قد خطب فى اليوم الثانى من خلافته قائلا: «ألا إن كل قطيعة أقطعها عثمان، و كل مال أعطاه من مال الله، فهو مردود فى بيت المال، فإن الحق القديم لا يبطله شى ء، ولو وجدته قد تزوج به النساء و ملك به الإمام لرددته، فإن فى العدل سعة، و من ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق [ نهج البلاغة شرح الشيخ محمد عبده 1/ 46. ] و هذه من جملة قطائع عثمان فكيف يستبقيها فى يد مروان. و إذا كان الإمام قد أخذها من مروان و لم يردها إلى أهل البيت فماذا فعل بها:

1- يحتمل أنه عمل بها الشيخين [ شرح النهج 16/ 216. ]

2- يحتمل أنه كان ينفق غلاتها فى مصالح المسلمين برضى منه و من أولاده [ فدك فى التاريخ للحجة الصدر. ] «فلما ولى الأمر معاوية بن أبى سفيان أقطعها مروان بن الحكم [ معجم البلدان والروض المعطار. ] ثم ارتجعها منه لموجدة وجدها عليه [
قال فى صبح الأعشى 4/ 290 قال فى الروض المعطار: و كان معاوية قد وهبها لمروان ثم ارتجعها منه لموجدة وجدها عليه، و كانت تغل فى أيام إمرته عشرة آلاف دينار.

أقول ربما بعدما ارتجعها منه جعلها لمروان و عمرو بن عثمان و ابنه يزيد.] و روى أن معاوية أقطع مروان بن الحكم ثلثها و أقطع عمرو بن عثمان بن عفان ثلثها، و أقطع يزيد بن معاوية ثلثها، و ذلك بعد موت الحسن بن على عليهماالسلام فلم يزالوا يتداولونها حتى خلصت كلها لمروان بن الحكم أيام خلافته، فوهبها لعبدالعزيز ابنه، فوهبها عبدالعزيز لابنه عمر بن عبدالعزيز، فلما ولى عمر بن عبدالعزيز الخلافة كانت أول ضلامة ردها دعا حسن بن الحسن بن على بن أبى طالب عليهم السلام، و قيل: بل دعا على بن الحسين عليه السلام فردها عليه [ شرح النهج 16/ 216. ]». و قيل إن مروان وهبها لعبدالعزيز ابنه فورثها عمر بن عبدالعزيز و إخوته، فسألهم أن يبيعوه حصتهم منها، فمن بائع و واهب حتى استجمعت لعمر بن عبدالعزيز فردها على ولد فاطمة [ شرح النهج 16/ 278. ]

«و كانت بيد أولاد فاطمة عليهاالسلام مدة ولاية عمر بن عبدالعزيز، فلما ولى يزيد بن عاتكة (أى ابن عبدالملك) قبضها منهم، فصارت فى أيدى بنى مروان كما كانت يتداولونها، حتى انتقلت الخلافة عنهم.

فلما ولى أبوالعباس السفاح ردها على عبدالله بن الحسن بن الحسن.

ثم قبضها أبوجعفر لما حدث من بنى حسن ما حدث.

ثم ردها محمد المهدى ابنه على ولد فاطمة عليهاالسلام.

ثم قبضها موسى الهادى بن المهدى و هارون أخوه.

فلم تزل فى أيديهم حتى ولى المأمون فردها على الفاطميين [ شرح النهج 16/ 217. ]

«فلم تزل فى أيدى الفاطميين» حتى كان فى أيام المتوكل فأقطعها عبدالله ابن عمر البازيار، و كان فيها إحدى عشرة نخلة غرسها رسول الله بيده، فكان بنوفاطمة يأخذون تمرها، فإذا قدم الحجاج أهدوا لهم من ذلك التمر فيصلونهم، فيصير إليهم من ذلك مال جزيل جليل. فصرم عبدالله بن عمر البازيار ذلك التمر، و وجه رجلا يقال له بشران بن أبى أمية الثقفى إلى المدينة فصرمه، ثم عاد إلى البصرة ففلج [ شرح النهج 16/ 217. ] و لما استخلف المنتصر بن المتوكل أمر برد فدك إلى ولد الحسن والحسين [ تاريخ كربلاء ص 156 عن مروج الذهب المسعودى. ] و انتهى تاريخ فدك بعد مد و جزر، و بعد أخذ ورد حتى صارت قاعا صفصفا و قطع آخر غرس فيها، و معلوم أن الأرض غير المستقرة لا يعتنى بتعميرها و لا تشجيرها. و قد صارت لفدك أهمية كبيرة فى تاريخ المسلمين فهى تتمشى مع الخلافة الإسلامية جنبا إلى جنب. و نستطيع أن نعرف اتجاه الخلفاء و موقفهم من العلويين بموقفهم من فدك.

كلمة الختام

كانت هذه جولة بين الروايات والأخبار لمعرفة أسباب النزاع المحتدم بين الزهراء من جهة و بين أبى بكر و عمر من جهة أخرى، و ذلك للتعرف على ملابساته و غاياته، و لا نهدف من وراء هذه الجولة سوى معرفة الحق و كشف الالتباس، و إلا فلبست فدك موجودة حاليا بين أيدينا كى ندفعها إلى من يستحقها، كما أن أطراف النزاع قد وفدوا على ربهم و هو أعرف بحالهم. و إن غرضنا من هذا العرض هو التأكيد على مذهب أهل البيت و أتباعهم القائلين بعدم عصمة الصحابى من الذنب و عدم نزاهته من الخطأ. و إذا ثبت خطأهم مع الزهراء فى فدك فقد يثبت خطأهم مع على فى أمر الخلافة التى صارت سببا لانقسام المسلمين و اختلافهم مما سبب إضعافهم أمام خصومهم. و إننا نأمل من وراء هذه الدراسات والبحوث أن نوجد تقاربا و تفاهما أكثر بين الفرقتين المسلمتين الكبيرتين: السنة والشيعة، و لعلنا نستطيع رأب الصدع، و لم الشمل، إذ نحن فى هذا العصر أحوج مانكون إلى الاتحاد والاجتماع مقابل الثالوث البغيض المعادى للإسلام والمسلمين والمتربص بنا الدوائر: الاستعارية والصهيونية- الإلحاد.

فلنرجع جميعا إلى الوثام والحب اللذين كانا قائمين بين المسلمين أيام رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قبل أن تحزب الأحزاب و تتعد البطائن و تؤلف الجماعات للاستيلاء على الحكم والمال، و إذا كان بعض الأقدمين ينتفعون من هذا الاختلاف، فأية فائدة للمسلمين اليوم فى ذلك؟ بل إن النفع فى الاختلاف اليوم هو من نصيب أعداء الإسلام والمسلمين، فإلى كتاب الله و سيرة رسول الله و هدى أهل بيته الطاهرين و أصحابه الميامين والسلام عليكم أجمعين.

فضائل الامام أميرالمؤمنين على

أضاف سيدنا المؤلف رحمه الله تعالى هذا الفصل
فى فضائل الامام أميرالمؤمنين عليه السلام و شيعته، و ما ورد فى خصومهم و مناوئيهم

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و سلام على عباده الذين اصطفى محمد و أهل بيته الطيبين الطاهرين

كان يبدو لنا أن نفصل هذا الملحق عن الكتاب حيث لا صلة له بموضوع الكتاب، غير أن إلحاقه به كان من قبل المغفور له سيدنا المؤلف قدس الله روحه الطاهرة و هو يحرص كل الحرص على طبعه و نشره خوف الإهمال و خوف ضياعه و تلفه. و تفاءلت بكتاب الله فى طبع هذا الملحق بالكتاب فكانت هذه الآية الكريمة:

«و لقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى و رحمة لقوم يؤمنون» و نسأل الله أن يتقبل مساعينا، و ولائنا لأهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، والله من وراء القصد؟

القاهرة: 5 شعبان المعظم 1396 ه

السيد مرتضى الرضوى

/ 22