الأخلاق و الموعظة الحسنة - تفسیر القرآن الکریم، مفتاح أحسن الخزائن الالهیة جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر القرآن الکریم، مفتاح أحسن الخزائن الالهیة - جلد 1

السید مصطفی الخمینی‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الأخلاق و الموعظة الحسنة

اعلم يا أخي و يا صديقي العزيز الكريم:أنّه بعد الاطّلاع على ما سطّرناه في هذهالصحف، و بعد الاتّصاف بما في العلوم والرسوم العاديّة، عليك أن تجتهد فيما هوالمقصود الأعلى و الغاية القصوى و المسلكالأحلى و المشرب الأشهى، و هو صيرورةالإنسان عالما عقليّا مضاهيا للعالمالعيني برفض الرذائل و كدورات المادّة والمدّة، و جلب الفضائل بالسعي فيما هودستور الشرع الإسلامي و المذهب الإيماني،و الجدّ في العمل بتعاليم اللّه و قوانينهالعمليّة الجوارحيّة و الجوانحيّة، فإذاشهدت أنّ اللّه تبارك و تعالى قد أنعم عليكالنّعم الظاهرة و الباطنة، و أعطيت الآلاءالكثيرة الخفيّة و الجليّة، و هيّأ لكأسباب الرقاء و الوصول إلى دار البقاءبإبلاغ الكتب السماويّة و إرسال الرسلالملكوتيّة و أعدّ لك ما تحتاج إليه فيالمعيشة الدنيويّة بالنظام التامّ و فوقالتمام، فعليك أن توجّه إليه حمدك و أنتقطعه عن الغير، و تنقطع إليه انقطاعاكليّا تامّا، فتكون في جميع اللحظات والحركات و الساعات و الآنات، متوجّها إلىحضرته حامدا شاكرا، مثنيا مادحا بجميع الأعضاء والأفعال، و تطبيق جميع الحركات على النظامالشرعيّ الذي جاء به النبيّ الأكرم والرسول الختمي الأعظم صلى الله عليه وآلهوسلم.

فهل وجدانك يقتضي أن تعصيه و تخالفه بماأنعم عليك من القوى، ففي محضره الربوبي هلترضى أن تصرف قدرته و إرادته و حكمته فيمالا يرضى به و ينهى عنه؟! نعوذ باللّهالسميع العليم من الشيطان الرجيم.

فلا تكن أيّها العزيز قانعا بهذهالاصطلاحات الباردة و تلك التخيّلات التيربّما تكون باطلة و عاطلة، بل عليك صرفعمرك الشريف في حمده القلبي و اللساني والحالي و الفعلي، فتكون بحسب القلب حامداإيّاه، و راضيا بما يصنعه، و مسلّمالأمره، محبّا لمعروفه مبغضا لمنكره،فتجاهد الجهاد الأكبر، فتكون شهيدا أو فيحكم الشهيد ثوابا، فيشملك الرواياتالواردة في ثواب الشهداء «1»، فإذا كنتهكذا، و صرت من أهل الحال لتستحقّ المواهبالإلهيّة و الواردات القلبيّة، و ترثالجنّة التي يرثها عباده الصالحون بسببالعمل الصالح و تزكية القلوب القاسية، وعلامة ذلك الشوق إلى الإنابة و التوبة،فإنّها أوّل قدم العبد في الدخول إلى دارالربّ، و الوصول إلى حلاوة القرب، فيااللّه انزع ما في قلوبنا من غلّ حتّى نكونصالحين للجلوس على مأدبتك، و أذقنا اللهمّطعم عفوك و حلاوة مغفرتك و رحمتك حتّى نخرجعن غياهب الذّلّ و عن جلباب‏
الكفر و النفاق، و إليك يا ربّ المشتكى.

(1) راجع وسائل الشيعة 11: 9- 10، كتاب الجهاد،أبواب جهاد العدو، الباب 1، الحديث 19- 23.

/ 457