میزان الحکمه جلد 11

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

میزان الحکمه - جلد 11

محمد محمدی ری شهری؛ ترجمه حمیدرضا شیخی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

9 ـ الهدايةُ إلى سُبلِ السّلامِ

الكتاب

«يَهْدِي بِهِ اللّه ُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَ يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإذْنِهِ وَ يَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» .
(1)

الحديث

19562- الإمامُ عليٌّ عليه السلام :

إنّ اللّه َ تعالى خَصَّكُم بالإسلامِ ، و استَخلَصَكُم لَهُ ؛ و ذلكَ لأنّه اسمُ سلامَةٍ و جِماعُ كرامَةٍ .
(2)

19563- عنه عليه السلام ـ في وَصفِ السّالِكِ الطَّريقَ إلَى اللّه ِ سبحانَهُ ـ : و بَرَقَ لَهُ لامِعٌ كثيرُ البَرقِ ، فأبانَ لَهُ الطَّريقَ ، و سَلكَ بهِ السَّبيلَ ، و تَدافَعَتهُ الأبوابُ إلى بابِ السَّلامَةِ و دارِ الإقامَةِ .
(3)

19564- عنه عليه السلام : إنّ تَقوَى اللّه ِ دَواءُ داءِ قُلوبِكُم ، و بَصَرُ عَمى أفئدتِكُم ، و شِفاءُ مَرَضِ أجسادِكُم .
(4)

التّفسير

قال العلاّمة الطباطباييّ قدس سره في قوله تعالى :
«يَهْدي بهِ اللّه ُ مَنِ اتّبعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ»
:

الباء في قوله : «بِه» للآلة ، و الضمير عائد إلَى الكتاب أو إلَى النور سواء اُريد به النبيّ صلى الله عليه و آله أو القرآن فمآل الجميع واحد ، فإنّ النبيّ صلى الله عليه و آله أحد الأسباب الظاهريّة في مرحلة الهداية، و كذا القرآن و حقيقة الهداية قائمة به ، قال تعالى :
«إنّكَ لا تَهْدِي مَن أحْبَبْتَ و لكنَّ اللّه َ يَهدِي مَن يَشاءُ» (5)

، و قال :
«و كَذلكَ أوْحَيْنا إلَيكَ رُوحا مِن أمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي ما الكِتابُ و لاَ الإيمانُ و لَكِنْ جَعَلْناهُ نُورا نَهْدِي بهِ مَن نَشاءُ مِن عِبادِنا و إنّكَ لَتَهدي إلى صِراطٍ مُستَقيمٍ * صِراطِ اللّه ِالّذي لَهُ ما في السَّماواتِ و ما في الأرضِ ألا إلَى اللّه ِ تَصيرُ الاُمورُ» (6)

و الآيات كما ترى تنسب الهداية إلَى القرآن و إلَى الرّسول صلى الله عليه و آله في عين أنّها ترجعها إلى اللّه سبحانه ، فهو الهادي حقيقةً و غيره سبب ظاهريّ مسخّر لإحياء أمر الهداية .

و قد قيّد تعالى قوله :
«يَهدِي بهِ اللّه ُ»

بقوله :
«مَنِ اتَّبعَ رِضْوانَهُ»

و يؤول إلَى اشتراط فعليّة الهداية الإلهيّة باتّباع رضوانه ، فالمراد بالهداية هو الإيصال إلَى المطلوب ، و هو أن يورده اللّه تعالى سبيلاً من سبل السلام أو جميع السبل أو أكثرها واحدا بعد آخر .
و قد أطلق تعالى السلامَ ، فهو السلامة و التخلّص من كلِّ شقاء يختلّ به أمر سعادة الحياة في دنيا أو آخرة ، فيوافق ما وصف القرآن الإسلام للّه و الإيمان و التقوى بالفلاح و الفوز و الأمن و نحو ذلك ، و قد تقدّم في الكلام على قوله تعالى :
«اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقيمَ» (7)

في الجزء الأوّل من الكتاب أنّ للّه سبحانه بحسب اختلاف حال السائرين من عباده سُبُلاً كثيرة تتّحد الجميع في طريق واحد منسوب إليه تعالى يسمّيه في كلامه بالصراط المستقيم ، قال تعالى :

«و الّذينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا و إنَّ اللّه َ لَمَعَ المُحْسِنينَ» (8)

، و قال تعالى :
«و أنّ هذا صِراطِي مُسْتَقيما فاتَّبِعُوهُ و لا تَتَّبِعوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم عَن سَبيلهِ»
.
(9)

فدلّ على أنّ له سبلاً كثيرة ، لكنّ الجميع تتّحد في الإيصال إلى كرامته تعالى من غير أن تفرّق سالكيها و يبين كلّ سبيل سالكيه عن سالكي غيره من السبل كما هو شأن غير صراطه تعالى من السبل . فمعنَى الآية ـ و اللّه العالم ـ : يهدي اللّه سبحانه و يورد بسبب كتابه أو بسبب نبيّه من اتّبع رضاه سبلاً من شأنها أنّه يسلَم من سار فيها من شقاء الحياة الدنيا و الآخرة ، و كلّ ما تتكدّر به العيشة السعيدة .

فأمر الهداية إلَى السلام و السعادة يدور مدار اتّباع رضوان اللّه ، و قد قال تعالى :

«و لاَ يَرْضى لِعِبَادِهِ الكُفْرَ» (10)

«فَإِنَّ اللّه َ لا يَرْضى عَنِ القَومِ الفاسِقينَ».
(11)

و يتوقّف بالأخرة علَى اجتناب سبيل الظلم و الانخراط في سلك الظالمين، و قد نفَى اللّه سبحانه عنهم هدايته و آيسهم من نيل هذه الكرامة الإلهيّة بقوله :
«و اللّه ُ لاَ يَهْدِي القَومَ الظّالِمينَ» (12)

فالآية ـ أعني قوله :
«يَهْدِي بِهِ اللّه ُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ»

ـ تجري بوجه مجرى قوله :
«الّذِينَ آمَنُوا و لَم يَلْبِسوا إيمانَهُم بِظُلْمٍ اُولئكَ لَهُمُ الأمنُ و هُم مُهْتَدُونَ» (13)
.
(14)




1-المائدة : 16 .

2-نهج البلاغة : الخطبة : 152 .

3-نهج البلاغة : الخطبة : 220 .

4-نهج البلاغة : الخطبة : 198 .

5-القصص : 56 .

6-الشورى : 52 ، 53 .

7-الفاتحة : 6 .

8-العنكبوت : 69 .

9-الأنعام : 153 .

10-الزمر : 7 .

11-التوبة : 96 .

12-الجمعة : 5.

13-الأنعام : 82 .

14-الميزان في تفسير القرآن : 5/244 .

/ 340