كلام في أنّ الملائكة وسائط في التدبير :گفتارى درباره اينكه فرشتگان ، واسطه تدبير جهان هستى اند - میزان الحکمه جلد 11

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

میزان الحکمه - جلد 11

محمد محمدی ری شهری؛ ترجمه حمیدرضا شیخی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

كلام في أنّ الملائكة وسائط في التدبير :گفتارى درباره اينكه فرشتگان ، واسطه تدبير جهان هستى اند

الملائكة وسائط بينه تعالى و بين الأشياء بَدءاً و عَودا على ما يعطيه القرآن الكريم ، بمعنى أنّهم أسباب للحوادث فوق الأسباب المادّية في العالم المشهود قبل حلول الموت و الانتقال إلى نشأة الآخرة و بعده .
أمّا في العَود ـ أعني حال ظهور آيات الموت و قبض الروح و إجراء السؤال و ثواب القبر و عذابه و إماتة الكلّ بنفخ الصُّور و إحيائهم بذلك و الحشر و إعطاء الكتاب و وضع الموازين و الحساب و السَّوق إلَى الجنّة و النار ـ فوساطتهم فيها غنيّ عن البيان ، و الآيات الدالّة علَى ذلك كثيرة لا حاجة إلى إيرادها ، و الأخبار المأثورة فيها عن النبيّ صلى الله عليه و آله و أئمّة أهل البيت عليهم السلام فوق حدّ الإحصاء.

و كذا وساطتهم في مرحلة التشريع من النزول بالوحي و دفع الشياطين عن المداخلة فيه و تسديد النبيّ و تأييد المؤمنين و تطهيرهم بالاستغفار .
و أمّا وساطتهم في تدبير الاُمور في هذه النشأة فيدلّ عليها ما في مفتتح هذه السورة من إطلاق قوله :

«و النّازِعاتِ غَرْقا * و النّاشِطاتِ نَشْطا * و السّابِحاتِ سَبْحا * فالسَّابِقاتِ سَبْقا * فالمُدَبِّراتِ أمْرا»
(1)

بما تقدّم من البيان .

و كذا قوله تعالى:
«جاعِلِ المَلائكَةِ رُسُلاً اُولي أجْنِحَةٍ مَثْنى و ثُلاثَ و رُباع»
(2)

الظاهر بإطلاقه ـ على ما تقدّم من تفسيره ـ في أنّهم خُلقوا و شأنهم أن يتوسّطوا بينه تعالى و بين خلقه و يرسلوا لإنفاذ أمره الذي يستفاد من قوله تعالى في صفتهم :

«بَلْ عِبادٌ مُكْرَمونَ * لا يَسْبِقونَهُ بالقَولِ و هُمْ بأمْرِهِ يَعْمَلونَ»
(3)
، و قوله :
«يَخافُونَ ربَّهُم مِن فَوقِهِم و يَفعَلونَ ما يُؤمَرونَ» (4)

و في جعل الجناح لهم إشارة ذلك .

فلا شغل للملائكة إلاّ التوسّط بينه تعالى و بين خلقه بإنفاذ أمره فيهم ، و ليس ذلك على سبيل الاتّفاق بأن يُجري اللّه سبحانه أمرا بأيديهم ثمّ يُجري مثله لا بتوسيطهم فلا اختلاف و لا تخلّف في سنّته تعالى:

«إنّ ربّي على صِراطٍ مُسْتَقيمٍ» (5)
، و قال :
«فلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللّه ِ تَبديلاً و لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللّه ِ تَحويلاً» .
(6)

و من الوساطة : كون بعضهم فوق بعض مقاما و أمر العالي منهم السافل بشيءٍ من التدبير ؛ فإنّه في الحقيقة توسّط من المتبوع بينه تعالى و بين تابعه في إيصال أمر اللّه تعالى، كتوسّط ملك الموت في أمر بعض أعوانه بقبض روح من الأرواح، قال تعالى حاكيا عن الملائكة :
«و ما مِنّا إلاّ لَهُ مَقامٌ مَعْلومٌ» (7)
، و قال :
«مُطاعٍ ثَمَّ أمينٍ» (8)
، و قال :
«حَتّى إذا فُزِّعَ عَن قُلوبِهِم قالوا ما ذا قالَ ربُّكُمْ قالوا الحَقّ» (9)

و لا ينافي هذا الذي ذكر ـ من توسّطهم بينه تعالى و بين الحوادث ؛ أعني كونهم أسبابا تستند إليها الحوادث ـ استناد الحوادث إلى أسبابها القريبة المادّية ؛ فإنّ السببيّة طوليّة لا عرضيّة ؛ أي إنّ السبب القريب سبب للحادث ، و السبب البعيد سبب للسبب .

كما لا ينافي توسّطهم و استناد الحوادث إليهم استناد الحوادث إليه تعالى و كونه هو السبب الوحيد لها جميعا على ما يقتضيه توحيد الربوبيّة؛ فإنّ السببيّة طوليّة كما سمعت لا عرضيّة، و لا يزيد استناد الحوادث إلَى الملائكة استنادها إلى أسبابها الطبيعيّة القريبة ، و قد صدَّق القرآن الكريم استناد الحوادث إلَى الحوادث الطبيعيّة كما صدَّق استنادها إلَى الملائكة .

و ليس لشيءٍ من الأسباب استقلال قباله تعالى حتّى ينقطع عنه فيمنع ذلك استناد ما استند إليه إلَى اللّه سبحانه ، على ما يقول به الوثنيّة من تفويضه تعالى تدبير الأمر إلَى الملائكة المقرّبين ، فالتوحيد القرآنيّ ينفي الاستقلال عن كلّ شيء من كلِّ جهة ، لا يملكون لأنفسهم نفعا و لا ضرّا و لا موتا و لا حياةً و لا نشورا .

فمثل الأشياء في استنادها إلى أسبابها المترتّبة القريبة و البعيدة و انتهائها إلَى اللّه سبحانه بوجه بعيد كمثل الكتابة يكتبها الإنسان بيده و بالقلم ، فللكتابة استناد إلَى القلم ، ثمّ إلَى اليد الّتي توسّلت إلَى الكتابة بالقلم، و إلَى الإنسان الذي توسّل إليها باليد و بالقلم ، و السبب بحقيقة معناه هو الإنسان المستقلّ بالسببيّة ؛ من غير أن ينافي سببيّته استناد الكتابة بوجه إلَى اليد و إلَى القلم .
و لا منافاة أيضا بين ما تقدّم أنّ شأن الملائكة هو التوسُّط في التدبير و بين ما يظهر من كلامه تعالى أنّ بعضهم أو جميعهم مداومون على عبادته تعالى و تسبيحه و السجود له ، كقوله :

«و مَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكبِرونَ عَن عِبادَتِهِ و لا يَسْتَحْسِرونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيلَ و النَّهارَ لا يفْترُونَ» (10)
، و قوله :
«إنَّ الّذينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكبِرُون عَنْ عِبَادَتِهِ وَ يُسَبِّحُونَهُ و لَهُ يَسْجدُونَ» (11)

، و ذلك لجواز أن تكون عبادتهم و سجودهم و تسبيحهم عين عملهم في التدبير و امتثالهم الأمر الصادر عن ساحة العزّة بالتوسّط ، كما ربّما يومئ إليه قوله تعالى :

«وَ للّه ِِ يَسْجدُ ما في السَّماواتِ و مَا في الأَرْضِ مِن دَابّةٍ و الملائِكَةُ و هُمْ لا يسْتَكْبِرُونَ» (12)
.
(13)




1-النازعات : 1 ـ 5 .

2-فاطر : 1 .

3-الأنبياء : 26 و 27 .

4-النحل : 50 .

5-هود : 56 .

6-فاطر : 43 .

7-الصافّات : 164 .

8-التكوير : 21 .

9-سبأ : 23 .

10-الأنبياء : 19 ، 20 .

11-الأعراف : 206 .

12-النحل : 49 .

13-الميزان في تفسير القرآن: 20/182 ـ 184.

/ 340