میزان الحکمه جلد 11

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

میزان الحکمه - جلد 11

محمد محمدی ری شهری؛ ترجمه حمیدرضا شیخی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قصّته عليه السلام في التوراة الحاضرة :
داستان يوسف عليه السلام در تورات فعلى

قالت التوراة
(1) : و كان بنو يعقوب اثنَي عشر : بنو ليئة : رأُوبين بِكر يعقوب ، و شمعون ، و لاوِي ، و يَهودا ، و يساكر ، و زنولون . و ابنا راحِيل : يوسف ، و بنيامين . و ابنا بلهة جارية راحيل: دان ، و نفتالي . و ابنا زلفة جارية ليئة : جاد ، و أشير . هؤلاء بنو يعقوب الذين ولدوا في فدان أرام .

قالت
(2) : يوسف إذ كان ابن سبع عشرة سنة كان يرعى مع إخوته الغنم ، و هو غلام عند بني بلهة و بني زلفة امرأتَي أبيه . و أتى يوسف بنميمتهم الرديّة إلى أبيهم ، و أمّا إسرائيل فأحبّ يوسف أكثر من سائر بنيه، لأنّه ابن شيخوخته ، فصنع له قميصا ملوّنا ، فلمّا رأى إخوته أنّ أباهم أحبّه أكثر من جميع إخوته أبغضوه و لم يستطيعوا أن يكلّموه بسلام . و حلم يوسف حلما ، فأخبر إخوته ، فازدادوا أيضا بغضا له ، فقال لهم : اسمعوا هذا الحلم الذي حلمت : فها نحن حازمون حزما في الحفل ، و إذا حزمتي قامت و انتصبت فاحتاطت حزمكم و سجدت لحزمتي . فقال له إخوته : أ لعلّك تملك علينا ملكا أم تتسلّط علينا تسلّطا ، و ازدادوا أيضا بغضا له من أجل أحلامه و من أجل كلامه .

ثم حلم أيضا حلما آخر و قصّه على إخوته، فقال : إنّي قد حلمت حلما أيضا ، و إذا الشمس و القمر و أحد عشر كوكبا ساجدة لي . و قصّه على أبيه و على إخوته ، فانتهره أبوه و قال له : ما هذا الحلم الذي حلمت ؟! هل يأتي أنا و اُمّك و إخوتك لنسجد لك إلَى الأرض ؟! فحسده إخوته، و أمّا أبوه فحفظ الأمر .

و مضى إخوته ليرعوا غنم أبيهم عند شكيم ، فقال إسرائيل ليوسف : أ ليس إخوتك يرعون عند شكيم ؟ تعال فاُرسلك إليهم ، فقال له : ها أنا ذا، فقال له : اذهب انظر سلامة إخوتك و سلامة الغنم و ردّ لي خبرا . فأرسله من وطاء حبرون ، فأتى إلى شكيم ، فوجده رجل و إذا هو ضالّ في الحفل، فسأله الرجل قائلاً : ما ذا تطلب ؟ فقال : أنا طالب إخوتي ، أخبرني أين يرعون ؟ فقال الرجل : قد ارتحلوا من هنا ؛ لأنّي سمعتهم يقولون : لنذهب إلى دوثان . فذهب يوسف وراء إخوته فوجدهم في دوثان ، فلمّا أبصروه من بعيد قبل ما اقترب إليهم احتالوا له ليميتوه ، فقال بعضهم لبعض : هو ذا هذا صاحب الأحلام قادم ! فالآن هلمّ نقتله و نطرحه في إحدى هذه الآبار ، و نقول : وحش رديّ أكله ، فنرى ما ذا يكون أحلامه ؟ !

فسمع رأُوبين و أنقذه من أيديهم ، و قال : لا نقتله ، و قال لهم رأُوبين : لا تسفكوا دما ، اطرحوه في هذه البئر التي في البرّيّة و لا تمدّوا إليه يدا ، لكي ينقذه من أيديهم ليردّه إلى أبيه . فكان لمّا جاء يوسف إلى إخوته أ نّهم خلعوا عن يوسف قميصه القميص الملوّن الذي عليه ، و أخذوه و طرحوه في البئر ، و أمّا البئر فكانت فارغة ليس فيها ماء . ثمّ جلسوا ليأكلوا طعاما ، فرفعوا عيونهم و نظروا ، و إذا قافلة إسماعيليّين مقبلة من جلعاد ، و جِمالهم حاملة كتيراء و بلسانا ولادنا ذاهبين لينزلوا بها إلى مصر ، فقال يهوذا لإخوته : ما الفائدة أن نقتل أخانا و نخفي دمه ؟!

تعالوا فنبيعه للإسماعيليّين و لا تكن أيدينا عليه لأنّه أخونا و لحمنا ، فسمع له إخوته .

و اجتاز رجال مديانيّون تجّار فسحبوا يوسف و أصعدوه من البئر ، و باعوا يوسف للإسماعيليّين بعشرين من الفضّة ، فأتوا بيوسف إلى مصر . و رجع رأُوبين إلَى البئر ، و إذا يوسف ليس في البئر ، فمزّق ثيابه ثمّ رجع إلى إخوته و قال : الولد ليس موجودا ، و أنا إلى أين أذهب ؟! فأخذوا قميص يوسف و ذبحوا تيسا من المعزى و غمسوا القميص في الدم ، و أرسلوا القميص الملوّن و أحضروه إلى أبيهم و قالوا : وجدنا هذا ، حقِّقْ أ قميص ابنك هو أم لا ؟ فتحقّقه و قال : قميص ابني ؛ وحش رديّ أكله ، افترس يوسف افتراسا . فمزّق يعقوب ثيابه و وضع مِسْحا على حَقْوَيه و ناح على ابنه أيّاما كثيرة ، فقام جميع بنيه و جميع بناته ليعزّوه فأبى أن يتعزّى و قال : إنّي أنزل إلى ابني نائحا إلَى الهاوية، و بكى عليه أبوه .

قالت التوراة
(3) : و أمّا يوسف فاُنزل إلى مصر، و اشتراه فوطيفار خصيّ فرعون رئيس الشرط، رجل مصريّ من يد الإسماعيليّين الذين أنزلوه إلى هناك . و كان الربّ مع يوسف ، فكان رجلاً ناجحا ، و كان في بيت سيّده المصريّ .

و رأى سيّده أنّ الربّ معه ، و أنّ كلّ ما يصنع كان الربّ ينجحه بيده ، فوجد يوسف نعمة في عينيه و خدمه فوكله إلى بيته و دفع إلى يده كلّ ما كان له . و كان من حين وكله على بيته و على كلّ ما كان له أنّ الربّ بارك بيت المصريّ بسبب يوسف ، و كانت بركة الربّ على كلّ ما كان له في البيت و في الحفل ، فترك كلّ ما كان له في يد يوسف و لم يكن معه يعرف شيئا إلاّ الخبز الذي يأكل، و كان يوسف حسن الصورة و حسن المنظر .

و حدث بعد هذه الاُمور أنّ امرأة سيّده رفعت عينيها إلى يوسف ، و قالت : اضطجِعْ معي فأبى ، و قال لامرأة سيّده : هوذا سيّدي لا يعرف معي ما في البيت ، و كلّ ماله قد دفعه إلى يدي ليس هو في هذا البيت ، و لم يمسك عنّي شيئا غيرك لأنّك امرأته فكيف أصنع هذا الشرّ العظيم ، و اُخطئ إلَى اللّه ؟ !

و كان إذ كلّمت يوسف يوما فيوما أنّه لم يسمع لها أن يضطجع بجانبها ليكون معها .
ثمّ حدث نحو هذا الوقت أنّه دخل البيت ليعمل عمله ـ و لم يكن إنسان من أهل البيت هناك في البيت ـ فأمسكته بثوبه قائلة : اضطجِعْ معي ، فترك ثوبه في يدها ، و هرب و خرج إلى خارج . و كان لمّا رأت أنّه ترك ثوبه في يدها و هرب إلى خارج أنّها نادت أهل بيتها و كلّمتهم قائلة : انظروا ! قد جاء إلينا برجل عبرانيّ ليداعبنا ، دخل إليّ ليضطجع معي فصرختُ بصوت عظيم ، و كان لمّا سمع أنّي رفعت صوتي و صرخت أنّه ترك ثوبه بجانبي و هرب و خرج إلى خارج ! فوضعت ثوبه بجانبها حتّى جاء سيّده إلى بيته، فكلّمته بمثل هذا الكلام قائلة : دخل إليّ العبد العبرانيّ الذي جئت به إلينا ليداعبني ، و كان لمّا رفعت صوتي و صرخت أنّه ترك ثوبه بجانبي و هرب إلى خارج ! فكان لمّا سمع سيّده كلام امرأته الذي كلّمته به ـ قائلة بحسب هذا الكلام صنع بي عبدك ـ أنّ غضبه حَمِي ، فأخذ يوسفَ سيّده و وضعه في بيت السجن ، المكان الذي كان أسرَى الملك محبوسين فيه ، و كان هناك في بيت السجن .

و لكنّ الربّ كان مع يوسف ، و بسط إليه لطفا و جعل نعمة له في عينَي رئيس بيت السجن ، فدفع رئيس بيت السجن إلى يد يوسف جميع الأسرَى الذين في بيت السجن ، و كلّ ما كانوا يعملون هناك كان هو العامل ، و لم يكن رئيس بيت السجن ينظر شيئا البتّة ممّا في يده ؛ لأنّ الربّ كان معه ، و مهما صنع كان الربّ ينجحه . ثمّ ساقت التوراة
(4) قصّة صاحبَي السجن و رؤياهما و رؤيا فرعون مصر ، و ملخّصه : أنّهما كانا رئيس سُقاة فرعون و رئيس الخبّازين أذنبا فحبسهما فرعون في سجن رئيس الشرط عند يوسف ، فرأى رئيس السُّقاة في منامه أنّه يعصر خمرا ، و الآخر أنّ الطير تأكل من طعام حمله على رأسه ، فاستفتَيا يوسف فعبّر رؤيا الأوّل برجوعه إلى سقي فرعون شغله السابق ، و الثاني بصلبه و أكل الطير من لحمه ، و سأل الساقي أن يذكره عند فرعون لعلّه يخرج من السجن ، لكنّ الشيطان أنساه ذلك .

ثمّ بعد سنتين رأى فرعون في منامه سبع بقرات سِمان حسنة المنظر خرجت من نهر ، و سبع بقرات مهزولة قبيحة المنظر وقفت علَى الشاطئ، فأكلت المَهازيل السِّمان ، فاستيقظ فرعون . ثمّ نام فرأى سبع سنابل خضر حسنة سمينة ، و سبع سنابل رقيقة ملفوحة بالريح الشرقيّة نابتة وراءها ، فأكلت الرقيقةُ السمينةَ ، فهال فرعونَ ذلك و جمع سحرة مصر و حكماءها و قصّ عليهم رؤياه ، فعجزوا عن تعبيره .

و عند ذلك ادّكر رئيسُ السقاة يوسفَ ، فذكره لفرعون ، و ذكر ما شاهده من عجيب تعبيره للمنام، فأمر فرعون بإحضاره ، فلمّا اُدخل عليه كلّمه و استفتاه فيما رآه في منامه مرّة بعد اُخرى، فقال يوسف لفرعون : حلم فرعون واحد قد أخبر اللّه فرعون بما هو صانع : البقرات السبع الحسنة في سبع سنين و سنابل سبع الحسنة في سبع سنين هو حلم واحد ، و البقرات السبع الرقيقة القبيحة التي طلعت وراءها هي سبع سنين و السنابل السبع الفارغة الملفوحة بالريح الشرقيّة يكون سبع سنين جوعا .

هو الأمر الذي كلّمت به فرعون قد أظهر اللّه لفرعون ما هو صانع ، هو ذا سبع سنين قادمة شبعا عظيما في كلّ أرض مصر ، ثمّ تقوم بعدها سبع سنين جوعا ، فينسى كلّ السبع في أرض مصر و يتلف الجوع الأرض ، و لا يعرف السبع في الأرض من أجل ذلك الجوع بعده ؛ لأنّه يكون شديدا جدّا . و أمّا عن تكرار الحلم على فرعون مرّتين فلأنّ الأمر مقرّر من عند اللّه ، و اللّه مسرع لصنعه .

فالآن لينظر فرعون رجلاً بصيرا و حكيما و يجعله على أرض مصر يفعل فرعون فيوكّل نظّارا علَى الأرض ، و يأخذ خُمس غِلّة أرض مصر في سبع سني الشبع ، فيجمعون جميع طعام هذه السنين الجيّدة القادمة ، و يخزنون قمحا تحت يد فرعون طعاما في المدن و يحفظونه، فيكون الطعام ذخيرة للأرض لسبع سني الجوع التي تكون في أرض مصر ، فلا تنقرض الأرض بالجوع .

قالت التوراة ما ملخّصه : إنّ فرعون استحسن كلام يوسف و تعبيره و أكرمه و أعطاه إمارة المملكة في جميع شؤونها ، و خلع عليه بخاتمه ، و ألبسه ثياب بوص ، و وضع طوق ذهب في عنقه ، و أركبه في مركبته الخاصّة و نودي أمامه : أن اركعوا ، و أخذ يوسف يدبّر الاُمور في سني الخصب ثمّ في سني الجدب أحسن إدارة .

ثمّ قالت التوراة
(5) ما ملخّصه : إنّه لمّا عمّت السنة أرض كنعان أمر يعقوب بنيه أن يهبطوا إلى مصر فيأخذوا طعاما ، فساروا و دخلوا على يوسف فعرفهم و تنكّر لهم و كلّمهم بجفاء و سألهم : من أين جئتم ؟ قالوا : من أرض كنعان لنشتري طعاما . قال يوسف: بل جواسيس أنتم جئتم إلى أرضنا لتفسدوها ! قالوا : نحن جميعا أبناء رجل واحد في كنعان كنّا اثنَي عشر أخا فُقد منّا واحد و بقي أصغرنا ها هو اليوم عند أبينا ، و الباقون بحضرتك ، و نحن جميعا اُمَنا لا نعرف الفساد و الشرّ .

قال يوسف : لا و حياة فرعون نحن نراكم جواسيس ، و لا نخلّي سبيلكم حتّى تحضرونا أخاكم الصغير حتّى نصدّقكم فيما تدّعون ، فأمر بهم فحُبِسوا ثلاثة أيّام ، ثمّ أحضرهم و أخذ من بينهم شمعون و قيّده أمام عيونهم ، و أذن لهم أن يرجعوا إلى كنعان و يجيؤوا بأخيهم الصغير . ثمّ أمر أن يملأ أوعيتهم قمحا و تردّ فضّة كلّ واحد منهم إلى عِدله ففعل . فرجعوا إلى أبيهم و قصّوا عليه القصص ، فأبى يعقوب أن يرسل بنيامين معهم و قال : أعدمتموني الأولاد : يوسف مفقود و شمعون مفقود و بنيامين تريدون أن تأخذوه ؟ ! لا يكون ذلك أبدا ! و قال : قد أسأتم في قولكم للرجل : إنّ لكم أخا تركتموه عندي ، قالوا : إنّه سأل عنّا و عن عشيرتنا قائلاً : هل أبوكم حيّ بعد ؟ و هل لكم أخ آخر ؟ فأخبرناه كما سألَنا ، و ما كنّا نعلم أنّه سيقول : جيؤوا إليّ بأخيكم .

فلم يزل يعقوب يمتنع حتّى أعطاه يهوذا الموثّق أن يردّ إليه بنيامين ، فأذن في ذهابهم به معهم ، و أمرهم أن يأخذوا من أحسن متاع الأرض هديّة إلى الرجل ، و أن يأخذوا معهم أصرّة الفضّة التي رُدّت إليهم في أوعيتهم ، ففعلوا .
و لمّا وردوا مصر لقوا وكيل يوسف على اُموره، و أخبروه بحاجتهم و أنّ بضاعتهم رُدَّت إليهم في رحالهم و عرضوا له هديّتهم ، فرحّب بهم و أكرمهم و أخبرهم أنّ فضّتهم لهم ، و أخرج إليهم شمعون الرهين ، ثمّ أدخلهم على يوسف ، فسجدوا له، و قدّموا إليه هديّتهم ، فرحّب بهم و استفسرهم عن حالهم و عن سلامة أبيهم ، و عرضوا عليه أخاهم الصغير فأكرمه و دعا له . ثمّ أمر بتقديم الطعام فقدّم له وحده ، و لهم وحدهم ، و لمن عنده من المصريّين وحدهم .

ثمّ أمر وكيله أن يملأ أوعيتهم طعاما و أن يدسّ فيها هديّتهم و أن يضع طاسة في عدل أخيهم الصغير ففعل ، فلمّا أضاء الصبح من غدٍ شدُّوا الرحال علَى الحمير و انصرفوا .
فلمّا خرجوا من المدينة و لمّا يبتعدوا قال لوكيله : أدركِ القوم و قل لهم : بئس ما صنعتم! جازيتم الإحسان بالإساءة سرقتم طاس سيّدي الذي يشرب فيه و يتفأّل به! فتبهّتوا من استماع هذا القول ، و قالوا : حاشانا من ذلك ، هو ذا الفضّة التي وجدناها في أفواه عدالنا جئنا بها إليكم من كنعان ، فكيف نسرق من بيت سيّدك فضّة أو ذهبا ؟! من وجد الطاس في رحله يقتل و نحن جميعا عبيد سيّدك ، فرضي بما ذكروا له من الجزاء فبادروا إلى عدولهم ، و أنزل كلّ واحد منهم عدله و فتحه ، فأخذ يفتّشها و ابتدأ من الكبير حتَّى انتهى إلى الصغير و أخرج الطاس من عدله .

فلمّا رأى ذلك إخوته مزّقوا ثيابهم و رجعوا إلَى المدينة و دخلوا على يوسف و أعادوا عليه قولهم معتذرين معترفين بالذنب و عليهم سيماء الصَّغار و الهوان و الخجل ، فقال : حاشا أن نأخذ إلاّ من وُجِد متاعنا عنده ، و أمّا أنتم فارجعوا بسلام إلى أبيكم.
فتقدّم إليه يهوذا و تضرّع إليه و استرحمه و ذكر له قصّتهم مع أبيهم حين أمرهم يوسف بإحضار بنيامين ، فسألوا أباهم ذلك فأبى أشدّ الإباء حتّى آتاه يهوذا الميثاق على أن يردّ بنيامين إليه ، و ذكر أ نّهم لا يستطيعون أن يلاقوا أباهم و ليس معهم بنيامين ، و أنّ أباهم الشيخ لو سمع منهم ذلك لمات من وقته . ثمّ سأله أن يأخذه مكان بنيامين عبدا لنفسه و يطلق بنيامين ، لتقرّ بذلك عين أبيهم المستأنس به بعد فقد أخيه من اُمّه يوسف .

قالت التوراة : فلم يستطع يوسف أن يضبط نفسه لدى جميع الواقفين عنده ، فصرخ : أخرجوا كلّ إنسان عنّي ! فلم يقف أحد عنده حين عرّف يوسف إخوته بنفسه ، فأطلق صوته بالبكاء ، فسمع المصريّون و سمع بيت فرعون ، و قال يوسف لإخوته : أنا يوسف أ حيٌّ أبي بعد ؟ فلمّا يستطع إخوته أن يجيبوه لأنّهم ارتاعوا منه .

و قال يوسف لإخوته : تقدّموا إليّ ، فتقدّموا فقال : أنا يوسف أخوكم الذي بعتموه إلى مصر ، و الآن لا تتأسّفوا و لا تغتاظوا لأنّكم بعتموني إلى هنا ؛ لأنّه لاستبقاء حياة أرسلني اللّه قدّامكم ؛ لأنّ للجوع في الأرض الآن سنتين و خمس سنين أيضا لا يكون فيها فلاحة و لا حصاد ، فقد أرسلني اللّه قدّامكم ليجعل لكم بقيّة في الأرض و ليستبقي لكم نجاة عظيمة ، فالآن ليس أنتم أرسلتموني إلى هنا بل اللّه ، و هو قد جعلني أبا لفرعون و سيّدا لكلّ بيته و متسلّطا على كلّ أرض مصر .

أسرِعوا و اصعدوا إلى أبي و قولوا له : هكذا يقول ابنك يوسف : انزِل إليّ لا تقف فتسكن في أرض جاسان و تكون قريبا منّي أنت و بنوك و بنو بيتك و غنمك و بقرك و كلّ مالك ، و أعولك هناك لأنّه يكون أيضا خمس سنين جوعا لئلاّ تفتقر أنت و بيتك و كلّ مالك ، و هو ذا عيونكم ترى و عَينا أخي بنيامين أنّ فمي هو الذي يكلّمكم ، و تخبرون أنّي بكلّ مجدي في مصر و بكلّ ما رأيتم ، و تستعجلون و تنزلون بأبي إلى هنا . ثمّ وقع على عين بنيامين أخيه و بكى ، و بكى بنيامين على عنقه ، و قبّل جميع إخوته و بكى عليهم .

ثمّ قالت التوراة ما ملخّصه : إنّه جهّزهم أحسن التجهيز و سيّرهم إلى كنعان ، فجاؤوا أباهم و بشّروه بحياة يوسف و قصّوا عليه القصص ، فسُرّ بذلك . و سار بأهله جميعا إلى مصر وهم جميعا سبعون نسمة ، و وردوا أرض جاسان من مصر . و ركب يوسف إلى هناك يستقبل أباه ، و لقيه قادما فتعانقا ، و بكى طويلاً ،ثمّ أنزله و بنيه و أقرّهم هناك. و أكرمهم فرعون إكراما بالغا و آمنهم، و أعطاهم ضيعة في أفضل بقاع مصر ، و عالهم يوسف ما دامت السنون المجدبة ، و عاش يعقوب في أرض مصر بعد لقاء يوسف سبع عشرة سنة .
هذا ما قصّته التوراة من قصّة يوسف فيما يحاذي القرآن ، أوردناها ملخّصة إلاّ في بعض فقراتها لمسيس الحاجة» .
(6)

داستان يوسف عليه السلام در تورات فعلى

تورات مى گويد
(7) : و بنى يعقوب دوازده بودند : پسران ليئه : رَؤوبين زاده يعقوب و شمعون و لاوى و يهودا و يسّاكار و زنولون. و پسران راحيل : يوسف و بنيامين. و پسران بِلْهَه، كنيز راحيل : دان و نَفْتالى. و پسران زِلْفَه، كنيز ليئه : جاد و اشير. اينانند پسران يعقوب كه در فدّان آرام براى او متولد شدند.




1-الإصحاح 35 من سفر التكوين ، تذكر التوراة أنّ ليئة و راحيل امرأتَي يعقوب بنتا لابان الأراميّ و أنّ راحيل اُمّ يوسف ماتت حين وضعت بنيامين . (كما في هامش المصدر).

2-الإصحاح 37 من سفر التكوين . (كما في هامش المصدر) .

3-الإصحاح 39 من سفر التكوين . (كما في هامش المصدر).

4-الإصحاح 41 من سفر التكوين . (كما في هامش المصدر).

5-الإصحاح 42 و 43 من سفر التكوين . (كما في هامش المصدر) .

6-الميزان في تفسير القرآن : 11/260 .

7-به گفته تورات، ليئه و راحيل همسران يعقوب و دختران ابان آرامى بودند و راحيل مادر يوسف هنگام زادن بن يامين، درگذشت.

/ 340