میزان الحکمه جلد 11

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

میزان الحکمه - جلد 11

محمد محمدی ری شهری؛ ترجمه حمیدرضا شیخی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

كلام في قصّة أيّوب عليه السلام ، في فصول :
گفتارى درباره داستان ايّوب عليه السلام در چند فصل

1 ـ قصّته عليه السلام في القرآن

«لم يُذكر من قصّته في القرآن إلاّ ابتلاؤه بالضرّ في نفسه و أولاده ، ثمّ تفريجه تعالى بمعافاته و إيتائه أهله و مثلهم معهم رحمة منه و ذكرى للعابدين (الأنبياء : 83 ، 84 ، ص : 41 ـ 44) .

2 ـ جميل ثنائه عليه السلام

ذكره تعالى في زمرة الأنبياء من ذرّيّة إبراهيم عليهم السلام في سورة الأنعام و أثنى عليهم بكلّ ثناء جميل (الأنعام : 84 ـ 90) و ذكره في سورة ص فعدّه صابرا و نِعم العبد و أوّابا (ص : 44) .

3 ـ قصّته عليه السلام في الروايات

في تفسيرِ القمّيّ : حدّثَني أبي عن ابن فضّالٍ عن عبد اللّه ِ بنِ بَحرٍ عنِ ابنِ مسكانَ عن أبي بَصيرٍ عن أبي عبدِ اللّه ِ عليه السلام قالَ : سَألتُهُ عن بَلِيَّةِ أيُّوبَ الّتي ابتُلِيَ بها في الدّنيا: لأيِّ عِلّةٍ كانَت ؟ قالَ : لِنِعمَةٍ أنعَمَ اللّه ُ عَزَّ و جلَّ علَيهِ بِها في الدّنيا و أدّى شُكرَها ، و كانَ في ذلكَ الزّمانِ لا يُحجَبُ إبليسُ دُونَ العَرشِ ، فلَمّا صَعِدَ و رأى شُكرَ نِعمَةِ أيُّوبَ حَسَدَهُ إبليسُ ، فقالَ : يا ربِّ ، إنّ أيُّوبَ لم يُؤَدِّ إليكَ شُكرَ هذهِ النِّعمَةِ إلاّ بما أعطَيتَهُ مِن الدّنيا ، و لو حَرَمتَهُ دُنياهُ ما أدّى إليكَ شُكرَ نِعمَةٍ أبَدا ، فَسَلّطْني على دُنياهُ حتّى تَعلَمَ أنّه لَم يُؤَدِّ إليكَ شُكرَ نِعمَةٍ أبَدا ، فقيلَ لَهُ : قد سَلَّطتُكَ على مالِهِ و وُلدِهِ .

قالَ : فانحَدَرَ إبليسُ فلَم يُبقِ لَهُ مالاً و لا وَلَدا إلاّ أعطَبَهُ ، فازْدادَ أيُّوبُ للّه ِ شُكرا و حَمدا ، و قالَ : فسَلِّطْني على زَرعِهِ يا رَبِّ . قالَ : قد فَعَلتُ ، فجاءَ مَع شَياطينهِ فنَفَخَ فيهِ فاحتَرَقَ ، فازدادَ أيُّوبُ للّه ِ شُكرا و حَمدا ، فقالَ : يا ربِّ سَلِّطْني على غَنَمِهِ فأهلَكَها ، فازدادَ أيُّوبُ للّه ِ شُكرا و حَمدا ، فقالَ : يا ربِّ سَلِّطْني على بَدَنهِ ، فَسلَّطَهُ على بَدَنهِ ما خَلا عَقلَهُ و عَينَيهِ ، فنَفَخَ فيهِ إبليسُ فصارَ قُرحَةً واحِدَةً مِن قَرنهِ إلى قَدَمهِ .

فبَقيَ في ذلكَ دَهرا طويلاً يَحمَدُ اللّه َ و يَشكُرُهُ حتّى وَقَعَ في بَدَنهِ الدُّودُ ، فكانَت تَخرُجُ مِن بَدَنهِ فيَرُدُّها فيقولُ لَها : ارجِعي إلى مَوضِعِكِ الّذي خَلَقَكِ اللّه ُ مِنهُ ، و نَتنَ حتّى أخرَجَهُ أهلُ القَريَةِ مِن القَريَةِ و ألقَوهُ في المَزبَلَةِ خارِجَ القَريَةِ .
و كانَتِ امرأتُهُ رَحمَةُ بِنتُ أفراييمَ بنِ يُوسفَ ابنِ يَعقوبَ بنِ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ عليهم السلام ، و علَيها يُتَصَدَّقُ مِن الناسِ و تَأتيهِ بما تَجِدُهُ .

قالَ : فلَمّا طالَ علَيهِ البَلاءُ و رأى إبليسُ صَبرَهُ أتى أصحابا لأيُّوبَ كانوا رُهبانا في الجِبالِ ، و قالَ لَهُم : مُرُّوا بِنا إلى هذا العَبدِ المُبتلى فنَسألهُ عَن بَليَّتهِ ، فَرَكِبوا بِغالاً شُهبا و جاؤوا ، فلَمّا دَنَوا مِنهُ نَفرَت بِغالُهُم مِن نَتنِ ريحِهِ ، فنَظَرَ بَعضُهُم إلى بَعضٍ ثُمّ مَشَوا إليهِ ـ و كانَ فيهِم شابٌّ حَدَثُ السِّنِّ ـ فقَعَدوا إلَيهِ فقالوا : يا أيُّوبُ، لو أخبَرتَنا بذَنبِكَ لَعلَّ اللّه َ يُهلِكُنا إذا سَألناهُ ، و ما نَرى ابتِلاءكَ بهذا البَلاءِ الّذي لَم يُبتَلَ بهِ أحَدٌ إلاّ مِن أمرٍ كُنتَ تَستُرُهُ .

فقالَ أيُّوبُ : و عِزَّةِ ربِّي إنّهُ لَيَعلَمُ أنّي ما أكَلتُ طَعاما إلاّ و يَتيمٌ أو ضَعيفٌ يأكُلُ مَعي ، و ما عَرَضَ لي أمرانِ كلاهُما طاعَةُ اللّه ِ إلاّ أخَذتُ بأشَدِّهِما على بَدَني ، فقالَ الشّابُّ : سَوءَةً لَكُم ! عَيَّرتُم نَبيَّ اللّه ِ حتّى أظهَرَ مِن عِبادَةِ ربِّهِ ما كانَ يَستُرُها ! فقالَ أيُّوبُ : يا رَبِّ، لو جَلَستُ مجلِسَ الحُكمِ مِنكَ لأدلَيتُ بحُجَّتي ، فَبَعثَ اللّه ُ إلَيهِ غَمامَةً فقالَ : يا أيُّوبَ، أدلِ بحُجَّتِكَ فقد أقعَدتُكَ مَقعَدَ الحُكمِ ، و ها أنا ذا قَريبٌ و لَم أزَلْ .

فقالَ : يا ربِّ، إنّكَ لَتَعلَمُ أنّه لَم يَعرِضْ لي أمرانِ قَطُّ كِلاهُما لكَ طاعَةٌ إلاّ أخَذتُ بأشَدِّهِما على نَفسي ، أ لَم أحمَدْكَ ؟! أ لَم أشكُرْكَ ؟ ! أ لَم اُسَبِّحْكَ ؟ ! قالَ : فنُودِيَ مِن الغَمامَةِ بعَشرَةِ آلافِ لِسانٍ : يا أيُّوبُ، مَن صَيَّرَكَ تَعبُدُ اللّه َ و النّاسُ عَنهُ غافِلونَ؟! و تَحمَدُهُ و تُسَبِّحُهُ و تُكَبِّرُهُ و النّاسُ عَنهُ غافِلونَ ؟! أ تَمُنُّ علَى اللّه ِ بِما للّه ِ فيهِ المِنّةُ علَيكَ ؟! قالَ : فأخَذَ التُّرابَ و وضَعَهُ في فيهِ ، ثُمّ قالَ : لكَ العُتبى يا ربِّ ، أنتَ فَعَلتَ ذلكَ بِي .

فأنزَلَ اللّه َ عليهِ مَلَكا فَرَكضَ برِجلِهِ فخَرَجَ الماءُ فغَسَلَهُ بذلكَ الماءِ فعادَ أحسَنَ ما كانَ و أطرأَ ، و أنبَتَ اللّه ُ علَيهِ رَوضَةً خَضراءَ ، و رَدَّ علَيهِ أهلَهُ و مالَهُ و ولدَهُ و زَرعَهُ ، و قَعَدَ مَعهُ المَلَكُ يُحَدِّثُهُ و يُؤنِسُهُ .

فأقبَلَتِ امرأتُهُ مَعها الكِسرَةُ
(1) ، فلَمّا انتَهت إلَى المَوضِعِ إذا المَوضِعُ مُتَغيِّرٌ و إذا رجُلانِ جالِسانِ! فبَكَت و صاحَت و قالَت : يا أيُّوبُ، ما دَهاكَ ؟! فناداها أيُّوب، فأقبَلَتْ فلَمّا رأتهُ و قد رَدَّ اللّه ُ علَيهِ بَدَنَهُ و نِعَمَهُ سَجَدَتْ للّه ِ شُكرا ، فرأى ذُؤابَتَها مَقطوعَةً ، و ذلكَ أنّها سألَتْ قَوما أن يُعطوها ما تَحمِلُهُ إلى أيُّوبَ مِن الطَّعامِ ـ و كانَت حسَنَةَ الذَّوائبِ ـ فقالوا لها : تَبيعينا ذُؤابَتَكِ هذهِ حتّى نُعطيَكِ ؟ فقَطَعَتها و دفَعَتها إلَيهِم و أخَذَت مِنهُم طَعاما لأيُّوبَ ، فلَمّا رآها مَقطوعَةَ الشَّعرِ غَضِبَ و حَلَفَ علَيها أن يَضرِبَها مِائةً ، فأخبَرتهُ أنّه كانَ سَبَبُهُ كَيتَ و كَيتَ ، فاغتَمَّ أيّوبُ من ذلكَ فأوحَى اللّه عَزَّ و جلَّ إليهِ :
« خُذْ بِيَدِكَ ضِغْثا فاضْرِبْ بهِ و لا تَحْنَثْ» (2)

، فأخَذَ عِذقا مُشتَمِلاً على مِائةِ شِمراخٍ فضَرَبَها ضَربَةً واحِدَة ً فخَرَجَ مِن يَمينهِ .
أقول : و روي عن ابن عبّاس ما يقرب منه ، و عن وهب أنّ امرأته كانت بنت ميشا بن يوسف . و الرواية ـ كما ترى ـ تذكر ابتلاءه بما تتنفّر عنه الطّباع ، و هناك من الروايات ما يؤيّد ذلك ، لكنّ بعض الأخبار المرويّة عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام ينفي ذلك و ينكره أشدّ الإنكار كما يأتي .

و عن «الخصال» : القطّانُ عن السُّكّريِّ عنِ الجَوهريِّ عن ابن عمارةَ عن أبيهِ عن جعفرِ بنِ محمّدٍ عن أبيهِ عليهم السلام قالَ : إنّ أيُّوبَ عليه السلام ابتُلِيَ سَبعَ سِنينَ مِن غَيرِ ذَنبٍ ، و إنّ الأنبياءَ لا يُذنِبونَ لأنّهُم مَعصومونَ مُطَهَّرونَ لا يُذنِبونَ و لا يَزيغونَ و لا يَرتَكِبونَ ذَنبا صَغيرا و لا كبيرا .

و قالَ : إنّ أيُّوبَ مِن جميعِ ما ابتُلِيَ بهِ لَم تُنتِنْ لَهُ رائحَةٌ ، و لا قَبُحَت لَهُ صُورَةٌ ، و لا خَرَجَت مِنهُ مُدَّةٌ من دَمٍ و لا قَيحٍ ، و لا استَقذَرَهُ أحَدٌ رآهُ ، و لا استَوحَشَ منهُ أحَدٌ شاهَدَهُ ، و لا تَدَوَّدَ شيءٌ مِن جَسَدِهِ ، و هكذا يَصنَعُ اللّه ُ عَزَّ و جلَّ بجَميعِ مَن يَبتَليهِ مِن أنبيائهِ و أوليائهِ المُكرَمينَ علَيهِ .
و إنّما اجتَنَبَهُ النّاسُ لِفَقرِهِ و ضَعفِهِ في ظاهِرِ أمرِهِ ؛ لِجَهلِهِم بما لَهُ عندَ ربِّهِ تعالى ذِكرُهُ من التأييدِ و الفَرَجِ ، و قد قالَ النّبيُّ صلى الله عليه و آله : أعظَمُ النّاسِ بَلاءً الأنبياءُ ثُمّ الأمثَلُ فالأمثَلُ .

و إنّما ابتَلاهُ اللّه ُ بالبَلاءِ العَظيمِ الّذي يَهونُ مَعهُ على جَميعِ النّاسِ لِئلاّ يَدَّعوا لَهُ الرُّبوبيّةَ إذا شاهَدوا ما أرادَ اللّه ُ أن يُوصِلَهُ إلَيهِ مِن عَظائمِ نِعَمِهِ مَتى شاهَدوهُ ، و ليَستَدِلّوا بذلكَ على أنّ الثَّوابَ مِن اللّه ِ على ضَربَينِ : استِحقاقٌ و اختِصاصٌ ، و لِئلاّ يَحتَقِروا ضَعيفا لضَعفِهِ و لا فَقيرا لفَقرِهِ و لا مَريضا لمَرَضهِ ، و ليَعلَموا أنّه يُسقِمُ مَن يَشاءُ و يَشفي مَن يَشاءُ مَتى شاءَ كيفَ شاءَ بأيِّ سَبَبٍ شاءَ ، و يَجعَلُ ذلكَ عِبرَةً لِمَن شاءَ و شَقاوَةً لِمَن شاءَ و سَعادَةً لِمَن شاءَ ، و هُو عَزَّ و جلَّ في جَميعِ ذلكَ عَدلٌ في قَضائهِ ، و حَكيمٌ في أفعالِهِ لا يَفعَلُ بعِبادِهِ إلاّ الأصلَحَ لَهُم و لا قُوّةَ لَهُم إلاّ بهِ . و في «تفسير القمّي» ـ في قوله تعالى :

«وَ وَهَبْنا لَهُ أهْلَهُ و مِثْلَهُم مَعَهُم ...» (3)

الآية ـ قال : فرَدَّ اللّه عليه أهلَه الّذين ماتوا قبل البلاء ، و ردّ عليه أهلَه الّذين ماتوا بعد ما أصابهم البلاء ؛ كلّهم أحياهم اللّه له فعاشوا معه .
و سُئِلَ أيّوب بعد ما عافاه اللّه : أيّ شيءٍ كان أشدّ عليك ممّا مرّ ؟ فقال : شماتة الأعداء .

و في «مجمع البيان» ـ في قوله تعالى :
«أنّي مَسَّنيَ الشَّيْطانُ...» (4)

الآية ـ : قيل : إنّه اشتدّ مرضه حتّى تجنّبه النّاس ، فوسوس الشّيطان إلَى النّاس أن يستقذروه و يخرجوه من بينهم و لا يتركوا امرأته الّتي تخدمه أن تدخل عليهم ، فكان أيّوب يتأذّى بذلك و يتألّم به ، و لم يشكُ الألم الّذي كان من أمر اللّه سبحانه . قال قتادة : دام ذلك سبع سنين ، و روي ذلك عن أبي عبد اللّه عليه السلام » .
(5)




1-الكسرة : القطعة من الخبز .

2-ص : 44 .

3-ص : 43 .

4-ص : 41 .

5-الميزان في تفسير القرآن : 17/212 .

/ 340