سورة العنكبوت - تفسير ابن عربي (جزء 2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 2) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

سورة العنكبوت

تفسير سورة العنكبوت من آية 1 - 2

بسم الله الرحمن الرحيم

(ألم) أي: الذات الإلهية والصفات الحقيقية التي أصلها وأولها باعتبار النسبة إلى
الغير العلم والإضافية التي أولها ومنشؤها المبدئية اقتضت أن لا يترك الناس على
نقصانهم وغفلتهم واحتجابهم بمجرد أقوالهم المطابقة للحق وظواهر أعمالهم، بل يفتنوا
بأنواع البليات ويمتحنوا بالشدائد والرياضات حتى يظهر ما كمن في استعداداتهم وأودع
في غرائزهم. فإن الذات الإلهية أحبت أن تظهر كمالاتها المخزونة في عين الجمع
فأودعها معادن أعيان الناس، وأوجدها في عالم الشهادة، كما قال تعالى: '''' كنت كنزا
مخفيا '''' الحديث. فتحبب إليهم بالابتلاء بالنعم والنقم ليعرفوه عند ظهور صفاته عليهم
فيصيروا مظاهر له في الانتهاء إليه، كما كانوا معادن وخزائن عند الابتداء منه، فإن كونه
منتهى من لوازم كونه مبتدأ.

تفسير سورة العنكبوت من آية 3
إلى الآية 24

(ولقد فتنا الذين من قبلهم) من أهل الاستبصار والاستعداد بأنواع المصائب
والمحن والرياضات والفتن، حتى يتميز الصادق في الطلب، القابل للكمال بظهور كماله
من الكاذب المهوس الضعيف الاستعداد.

(من كان يرجو لقاء الله) في أحد المواطن سواء كان موطن الثواب والآثار أو
موطن الأفعال أو موطن الأخلاق أو موطن الصفات أو موطن الذات (فإن أجل الله) في
إحدى المقامات الثلاث (لأت) أي: فليتيقن وقوع اللقاء بحسب حاله ورجائه عند
الأجل المعلوم، وليعمل الحسنات ليجد الكرامة في جنة النفس من باب الآثار والأفعال
عند الموت الطبيعي، أو ليجتهد في المحو بالرياضات والمراقبات ليشاهد في جنة القلب
من تجليات الصفات ومقامات الأخلاق ما يشتهيه ويدعيه عند الموت الإرادي، أو
ليجاهد في الله حق جهاده بالفناء فيه ليجد روح الشهود وذوق الجمال في جنة الروح
عند الموت الأكبر والطامة الكبرى.

(ومن جاهد) في أي مقام كان لأي موطن أراد (فإنما يجاهد لنفسه). (والذين آمنوا) كل واحد من أنواع الإيمان المذكورة (وعملوا الصالحات)
بحسب إيمانهم
(لنكفرن عنهم) سيئات أعمالهم وأخلاقهم، أو صفاتهم أو ذواتهم بأنوار ذاته
(ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون) من أعمالنا الصادرة عن صفاتنا بدل أعمالهم.

(ووصينا الإنسان) إلى آخره، جعل أول مكارم الأخلاق إحسان الوالدين إذ هما
مظهرا صفتي الإيجاد والربوبية، فكان حقهما يلي حق الله بقرن طاعتهما بطاعته لأن
العدل ظل التوحيد، فمن وحد الله لزمه العدل وأول العدل مراعاة حقوقهما لأنهما أولى
الناس، فوجب تقديم حقوقهما على حق كل أحد إلا على حقه تعالى، ولهذا أوجبت
طاعتهما في كل شيء إلا في الشرك بالله.

/ 400