تفسير سورة فصلت من آية 19 - 29 - تفسير ابن عربي (جزء 2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 2) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

(وأوحى في كل سماء) من الطبقات المذكورة (أمرها) وشأنها المخصوص بها من الأعمال
والإدراكات والمكاشفات والمشاهدات والمواصلات والمناغيات والتجليات. (وزينا السماء الدنيا) أي العقل بمصابيح الحجج والبراهين (وحفظناها) من استراق شياطين
الوهم والخيال، كلام الملأ الأعلى من الروحانيات بالترقي إلى الأفق العقلي واستفادة
الصور القياسية لترويج أكاذيبها وتخيلاتها بها.

تفسير سورة فصلت من آية 19 - 29

(حتى إذا ما جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم) أي: غيرت صور
أعضائهم وصورت أشكالها على هيئة الأعمال التي ارتكبوها، وبدلت جلودهم
وأبشارهم، فتنطق بلسان الحال، وتدل بالأشكال على ما كانوا يعملون. ولنطقها بهذا
اللسان قالت: (أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء) إذ لا يخلو شيء ما من النطق، ولكن
الغافلين لا يفهمون (وقيضنا لهم قرناء) أي: قدرنا لهم أخذانا وأقرانا من شياطين
الإنس والجن من الوهم والتخيل لتباعدهم من الملأ الأعلى، ومخالفتهم بالذات للنفوس
القدسية والأنوار الملكوتية بانغماسهم في المواد الهيولانية، واحتجابهم بالصفات
النفسانية، وانجذابهم إلى الأهواء البدنية والشهوات الطبيعية، فناسبوا النفوس الأرضية
الخبيثة، والكدرة المظلمة، وخالفوا الجواهر القدسية والذوات المجردة، فجعلت
الشياطين أقرانهم وحجبوا عن نور الملكوت (فزينوا لهم ما بين أيديهم) ما بحضرتهم
من اللذات البهيمية والسبعية والشهوات الطبيعية (وما خلفهم) من الآمال والأماني التي
لا يدركونها (وحق عليهم القول) في القضاء الإلهي بالشقاء الأبدي كائنين (في أمم قد خلت من قبلهم من) المكذبين بالأنبياء والمحجوبين عن الحق من الباطنين والظاهريين
(إنهم كانوا خاسرين) لخسرانهم نور الاستعداد الأصلي، وربح لكمال الكسبي،
ووقوعهم في الهلاك الأبدي والعذاب السرمدي.

/ 400