سورة المدثر - تفسير ابن عربي (جزء 2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 2) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

سورة المدثر

تفسير سورة المدثر من آية 1 - 7

بسم الله الرحمن الرحيم

(يا أيها المدثر) أي: المتلبس بدثار البدن، المحتجب بصورته (قم) عن ما
ركنت إليه وتلبست به من أشغال الطبيعة وانتبه عن رقدة الغفلة (فأنذر) نفسك وقواك
وجميع من عداك عذاب يوم عظيم (وربك فكبر) أي: إن كنت تكبر شيئا وتعظم قدره
فخصص ربك بالتعظيم والتكبير لا يعظم في عينك غيره ويصغر في قلبك كل ما سواه
بمشاهدة كبريائه (وثيابك فطهر) أي ظاهرك طهره أولا قبل تطهير باطنك عن مدانس
الأخلاق وقبائح الأفعال ومذام العادات ورجز الهيولى المؤدي إلى العذاب (فاهجر)
أي: جرد باطنك عن اللواحق المادية والهيئات الجسمانية الغاسقة والغواشي الظلمانية
الهيولانية (ولا تمنن تستكثر) ولا تعطي المال عند تجردك عنه مستغزرا طالبا للأغواض
والثواب الكثير به، فإن ذلك احتجاب بالنعمة عن المنعم وقصور همة، بل خالصا لوجه
الله افعل ما تفعل صابرا على الفضيلة له لا لشيء آخر، وهذا معنى قوله:
(ولربك فاصبر) أو لا تعط ما أعطيت في الزهد والطاعة والترك والتجريد
مستكثرا رائيا إياه كثيرا فتحتجب برؤية فضيلتك وتبتلى بالعجب فيكون ذنب رؤية
الفضيلة أعظم من ذنب الرذيلة، كما قال عليه السلام: '' لو لم تذنبوا لخشيت عليكم أشد
من الذنب، العجب العجب العجب ''، بل اصبر علي الفضيلة خالصا لوجه ربك لا
لغرض آخر هاربا عن الرذيلة بالطبع لا فضيلة لها أصلا، فلا تبتهج برؤية زينتها بالفضيلة
بل بفضل الله عليك فتتذلل وتخضع لا تتعزز وتستكثر.

تفسير سورة المدثر من آية 8 - 28

(فإذا نقر في الناقور) أي: نزع الروح عن الجسد فتنقر الهيئات الروحانية
ومحاسن الصور والملاذ والإدراكات عنه ويؤثر بالتفريق والتبديد في ذلك المنقور،
وذلك عبارة عن النفحة الأولى للإماتة أو ينقر في البدن المبعوث فتنتقش فيها الهيئات
المكتسبة المردية الموجبة للعذاب أو الحسنة المنجية الموجبة للثواب، فيكون عبارة عن
النفخة الثانية التي للإحياء وهو الأظهر، فلا يخفى عسر ذلك اليوم على المحجوبين على
أحد وإن خفي يسره على غيرهم إلا على المحققين من أهل الكشف والعيان.

/ 400