أي: بسبب ذلك القول المختلف الذي هو حديث النفس أو الاعتقاد
الفاسد (من إفك) أي: المحجوب المحكوم عليه في القضاء السابق بسوء الخاتمة دون
غيره أو يصرف عما توعدون من الكمال من صرف بالشقاوة الأزلية في علم الله.(قتل الخراصون) أي: لعن الكذابون بالأقوال المختلفة (الذين هم في غمرة)
أي: جهل يغمرهم، غافلون عن الكمال والجزاء (يسألون أيان يوم الدين) لبعدهم عن
ذلك المعنى واستبعادهم لذلك وتعجبهم منه لمكان الاحتجاب، أي: متى وقوع هذا
الأمر المستبعد (يوم هم) أي: يقع يوم هم يعذبون على نار الحرمان في ظلمات
الهيئات بفساد الأبدان والوقوع في الهلاك والخسران مقولا لهم.(ذوقوا فتنتكم) أي: عذابكم (الذي كنتم به تستعجلون) بالانهماك في اللذات
البدنية واستئثار الحظوظ العاجلة والكمالات البهيمية والسبعية.
تفسير سورة الذاريات من آية 15 - 49
(إن المتقين) الذين تجردوا عن هيئات الطبيعة وصفات النفس في جناتالصفات وعلومها آخذين أي: قابلين (ما آتاهم ربهم) من أنوار تجليات الصفات
راضين بها (إنهم كانوا قبل ذلك) أي: قبل الوصول إلى مقام تجليات الصفات
(محسنين) بشهود الأفعال في مقام العبادات والمعاملات كما قال عليه السلام:
'' الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ''.