تفسير سورة سبأ من آية 16 - 19 - تفسير ابن عربي (جزء 2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 2) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المقهورة بالقوى الطبيعية لضعفها بالرياضة وانقطاع مدد القلب عنها حينئذ أي: لا
يطلعون إلا على حال الدابة التي تأكل المنسأة بالاستيلاء عليها لأن النفس الحيوانية عند
عروج القلب ضعفت وسقطت قواها ولم يبق منها إلا القوى الطبيعية الحاكمة عليها
(فلما خر) من صعقته الموسوية وذهل في الحضور والاشتغال بالحضرة الإلهية عن
استعمالها في الأعمال وإعمالها بالرياضات (تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون) غيب
مقام السر بالاطلاع على المكاشفات لو كانوا مجردين (ما لبثوا في العذاب المهين) من
الرياضة الشاقة التي تمنعهم الحظوظ والمرادات ومقتضيات الطباع والأهواء بالمخالفات
والإجبار على الأعمال المتعبة في السلوك والاقتصار بها على الحقوق.

(لقد كان لسبأ) أهل مدينة البدن (في مساكنهم) في مقارهم ومحالهم (أيه)
دالة لهم على صفات الله وأفعاله (جنتان) جنة الصفات والمشاهدات عن يمينهم من
جهة القلب والبرزخ التي هو أقوى الجهتين وأشرفهما، وجنة الآثار والأفعال عن
شمالهم من جهة الصدر والنفس التي هي أضعف الجهتين وأخسهما (كلوا من رزق ربكم) من الجهتين كقوله: (لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم) [المائدة، الآية: 66]،
(واشكروا له) باستعمال نعم ثمراتها في الطاعات والسلوك فيه بالقربات (بلدة طيبة)
باعتدال المزاج والصحة (ورب غفور) يستر هيئات الرذائل وظلمات النفوس والطباع
بنور صفاته وأفعاله، فلكم التمكين من جهة الاستعداد والأسباب والآلات والتوفيق
بالإمداد وإفاضات الأنوار.

تفسير سورة سبأ من آية 16 - 19

(فأعرضوا) عن القيام بالشكر والتوسل بها إلى الله بل عن الأكل من ثمراتها التي
هي العلوم النافعة والحقيقية بالانهماك في اللذات والشهوات والانغماس في ظلمات
الطبائع والهيئات. (فأرسلنا عليهم سيل) الطبيعة الهيولانية بنقب جرذان سيول الطبائع
العنصرية سكر المزاج الذي سدته بلقيس النفس التي هي ملكتهم. والعرم الجرذ
(وبدلناهم بجنتيهم جنتين) من شوك الهيئات المؤذية وأصل الصفات السيئة البهيمية
والسبعية والشيطانية (ذواتي أكل خمط) أي: ثمرة مرة بشعة كقوله: (طلعها كأنه
رؤوس الشياطين 65) [الصافات، الآية: 65]

/ 400