القرآن معجزه باقيه حتى يرث اللّه الارض ومن عليها، وقد تولى اللّه حفظه، فلا يمكن بحال ان يناله التغيير او التبديل، قال تعالى: (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) «الحجر: 9»، وجميع المعارف الال-هيه والحقائق الموجوده فى القرآن تستند الى حقيقه واحده هى التوحيد، ولقد وصف اللّه-تعالى- القرآن بالحكيم، لانه كتاب لا يوجد فيه نقطه ضعف او لهو حديث، ولا انحراف فيه فى جميع الاحوال، كما لا يوجد فيه اى اختلاف، وفى هذا دليل على انه منزل من اللّه تعالى، لان اقوال الناس لا تخلو -فى المراحل المختلفه- من الاختلاف والانحراف ولهو الحديث ونقاط الضعف، وعجز الناس على الاتيان بمثل القرآن دليل على اعجازه، وعجز المشركين عن معارضته دليل على التوحيد، وخضوع الاعناق للقرآن يعنى ان اسناده الى اللّه-تعالى- يحتاج الى دليل سوى القرآن نفسه. وفى عهد البعثه كان القرآن الملجا الوحيد للنبى(ص) عندما كان يقيم حجته على الناس، ولقد بين لهم النبى الخاتم ما انزل اليهم من ربهم على امتداد البعثه، والزم القرآن الناس بان يكون لهم فى النبى(ص) اسوه حسنه، وجعل اتباع الرسول(ص) شرطا فى حب اللّه، ولقد بين القرآن والسنه - منذ اليوم الاول للمسيره- ان كل راى دينى يجب ان ينتهى الى القرآن الكريم، حتى لا يتمكن الاجانب من نشر الاباطيل بين المسلمين، كما بين القرآن والسنه ان كتاب اللّه لا يقبل النسخ والابطال والتهذيب والتغيير، وان اى تعطيل سيفتح الطريق امام سنن الاولين.