الظلم هو: وضع الشىء فى غير موضعه، وقال فى لسان العرب: ومن امثال العرب فى الشبه: من استرعى الذئب فقد ظلم، واصل الظلم الجور ومجاوزه الحد، ومنه حديث الوضوء: (فمن زاد او نقص، فقد اساء وظلم)، اى اساء الادب بتركه السنه والتادب بادب الشرع، وظلم نفسه بما نقصها من الثواب من ترداد المرات فى الوضوء، وفى التنزيل: (الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن) «الانعام: 82»، قال ابن عباس: اى لم يخلطوا ايمانهم بشرك، والظلم: الميل عن القصد. والعرب تقول: الزم هذا الصوب ولا تظلم عنه، اى لا تجر عنه، وقوله تعالى: (ان الشرك لظلم عظيم) «لقمان: 13»، يعنى ان اللّه-تعالى- هو المحيى المميت، الرازق المنعم وحده لا شريك له، فاذا اشرك به غيره، فذلك اعظم الظلم، لانه جعل النعمه لغير ربها(221). وبينت الدعوه الخاتمه ان الافتراء على اللّه كذبا، والتكذيب باياته او الاعراض عنها، والصد عن سبيله -سبحانه- من اعظم الظلم، لان الظلم يعظم بعظمه من يتعلق به، واذا اختص بجنب اللّه كان اشد الظلم، واخبر -سبحانه- فى كتابه بانه اهلك القرون الاولى لما ظلموا، ووعد -سبحانه- رسله بهلاك الظالمين، قال تعالى: (فاوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين× ولنسكننكم الارض من بعدهم) «ابراهيم: 13-14».