2) التغريب
وخرج دعاته من تحت العباءه اليهوديه، والتغريب تيار كبير ذو ابعاد سياسيه واجتماعيه وثقافيه وفنيه، ويرمى الى صبغ حياه الامم والمسلمين -بخاصه- بالاسلوب الغربى، وذلك بهدف الغاء شخصيتهم المستقله وخصائصهم المتفرده، وجعلهم اسرى التبعيه الكامله للحضاره الغربيه، ولقد استطاعت حركه التغريب ان تتغلغل الى كل بلاد العالم الاسلامى، والى كل البلاد المشرقيه على امل بسط بصمات الحضاره الغربيه الماديه الحديثه على هذه البلاد، وربطها بالعجله الغربيه، ولم يخل بلد اسلامى او مشرقى من هذا التيار(235). ويضاف الى هذه التيارات تيار الوجوديه، وهو تيار فلسفى، يكفر اتباعه باللّه ورسله وكتبه وبكل الغيبيات وكل ما جاءت به الاديان، ويعتبرونها عوائق امام الانسان نحو المستقبل، وقد اتخذوا الالحاد مبدا، ووصلوا الى ما يتبع ذلك من نتائج مدمره، ومن اشهر زعماء هذا التيار جان بول سارتر الفرنسى، المولود سنه 1905م، وهو ملحد ويناصر الصهيونيه، وانتشرت افكار هذا التيار بين المراهقين والمراهقات فى فرنسا والمانيا والسويد والنمسا وانجلترا وامريكا وغيرها، حيث ادت الى الفوضى الخلقيه، والاباحيه الجنسيه، واللامبالاه بالاعراف الاجتماعيه والاديان(236). ويضاف الى ذلك الفرويديه، وهى مدرسه فى التحليل النفسى، اسسها اليهودى سيجموند فرويد، وهى تفسر السلوك الانسانىتفسيرا جنسيا، وتجعل الجنس هو الدافع وراء كل شىء، كما انها تعتبر القيم والعقائد حواجز وعوائق تقف امام الاشباع الجنسى، مما يورث الانسان عقدا وامراضا نفسيه، ولم ترد فى كتب فرويد وتحليلاته ايه دعوى صريحه للانحلال كما يتبادر الى الذهن، وانما كانت هناك ايماءات تحليليه كثيره تتخلل المفاهيم الفرويديه، تدعو الى ذلك، وقد استفاد الاعلام الصهيونى من هذه المفاهيم لتقديمها على نحو يغرى الناس بالتحلل من القيم، وييسر لهم سبله بعيدا عن تعذيب الضمير(237).