يجب ان نعترف بان المسيره البشريه حملت ضمن طياتها البصمه الوثنيه، التى زين الشيطان برنامجها، واغوى به قطاعا عريضا على امتداد المسيره، ونحن -فى عصرنا- نرى اعلام هذا القطيع، ويجب ان نعترف ان الماسونيه شجره عتيقه، فروعها هى الصهيونيه وملحقاتها، وهذه الشجره فى بستان يملكه اليهود، والخدم فى هذا البستان هم علماء التغريب والعلمانيه وغيرهم، ومهمه الخدم هى تذويب الاحساس القومى لدى الشعوب بنشر الافكار العالميه، ونتيجه لذلك يكون اليهود هم الشعب الوحيد الذى يظل محتفظا بقوميته، ويكون له المجد فى النهايه، وله السيطره على جميع شعوب الارض باعتباره شعب اللّه المختار. فالشعب اليهودى داخل دائرته ظل على امتداد تاريخه بعد السبى يومن بضروره العمل من اجل احياء مملكه داود، التى يكون لها المجد على شعوب الارض، ويسبح معها الجبال والطير، وظل اتباع هذا الاعتقاد على امتداد تاريخهم وفى احلك الاوقات يقيمون حياتهم على اساس هذا الدين الذى يحقق هذه النتيجه، وعندما عاشوا فى بقاع الارض المختلفه متباعدين، كانوا فى الوقت نفسه متقاربين نتيجه لوحده الفكر والهدف، ولم يذوبوا فى المجتمعات، وانما اجتمعوا فى احياء خاصه بهم داخل المجتمعات الكبيره، وعملوا من اجل ان تكون المجتمعات الكبيره فى قبضتهم، وذلك عن طريق سيطرتهم على الاقتصاد ورجال الحكم. وبعد عوده اليهود الى فلسطين، وبعد انتصارهم عام 1967م، يخطى من يظن ان الحرب بين الفطره وبين اليهود قد انتهت، ومخدوع كل من يظن ان كل ما هو معلق بين المسلمين وبين اليهود قد تحله العقود او المواثيق او اتفاقيات الصلح والاعتراف المتبادل، لان المهمه الاسرائيليه لن تنتهى الا بظهور امير السلام الذى ينتظره اليهود. وقد ياخذ السلام بين العرب وبين اليهود اشكالا متعدده، ولكن تبقى الحقيقه الاكيده ان هذا السلام فى نظر اليهود سيكون ورقه تكتيكيه من اوراق الحرب المستمره، حتى ياتى امير السلام (الدجال) فينصب فسطاطه فى المنطقه، ويتبعه جميع الذين تعاموا عن هذه الحقيقه. ويجب ان نعترف ان قطاعا عريضا داخل المسيره الاسلاميه لا يعرف ذاته، ولا يعرف القوى المعاديه له، او بمعنى آخر، يجب ان نعترف بان هولاء يبدو وكانهم لا يريدون ان يعرفوا ذواتهم، او كانهم لا يقدرون على محاوله المعرفه، وانهم لا يعرفون عدوهم معرفه حقيقيه، او لعلهم لم يحاولوا ان يعرفوا، وفى جميع الحالات يجب ان نعترف باننا لا نعرف انفسنا ولا نعرف عدونا.