كما ان لطريق الشذوذ علامات، فان لطائفه الحق علامات، وكما ان اللّه-تعالى- حذر من شر مخبوء فى بطن الغيب، ومنه الدجال، فانه -تعالى- بشر بخير مخبوء فى بطن الغيب، ومنه المهدى المنتظر، ونزول عيسى بن مريم آخر الزمان.
اقوال العلماء فى ظهور المهدى ونزول عيسى آخر
الزمان قال الشوكانى: (ان الاحاديث الوارده فى المهدى متواتره، والاحاديث الوارده فى الدجال متواتره، والاحاديث الوارده فى نزول عيسى متواتره)(246)، وقال صاحب عون المعبود شرح سنن ابى داود: (اعلم ان المشهود بين الكافه من اهل الاسلام على ممر الاعصار، انه لا بد فى آخر الزمان من ظهور رجل من اهل البيت، يويد الدين، ويظهر العدل، ويتبعه المسلمون، ويستولى على الممالك الاسلاميه، ويسمى بالمهدى، ويكون خروج الدجال بعده، وان عيسى-(ع) ينزل بعد المهدى، او ينزل معه فيساعده على قتل الدجال، وياتم بالمهدى فى صلاته. وخرج احاديث المهدى جماعه من الائمه، منهم: ابو داود، والترمذى، وابن ماجه، والبزار، والحاكم، والطبرانى، وابو يعلى، واسناد احاديث هولاء بين الصحيح والحسن والضعيف. وقد بالغ المورخ عبد الرحم-ن بن خلدون فى تاريخه فى تضعيف احاديث المهدى كلها، فلم يصب، بل اخطا)(247)، وقال صاحب التاج الجامع للاصول: (اشتهر بين العلماء -سلفا وخلفا- انه فى آخر الزمان لا بد من ظهور رجل من اهل البيت يسمى بالمهدى، يستولى على الممالك الاسلاميه، ويتبعه المسلمون، ويعدل بينهم، ويويد الدين، ولقد اخطا من ضعف احاديث المهدى كلها، وما روى من حديث: لا مهدى الا عيسى، فضعيف كما قال البيهقى والحاكم وغيرهما)(248). وقال ابن كثير فى البدايه والنهايه: (لا شك ان المهدى الذى هو ابن المنصور ثالث خلفاء بنى العباس ليس هو المهدى الذى وردت الاحاديث المستفيضه بذكره، وانه يكون فى آخر الزمان يملا الارض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما، وقد افردنا للاحاديث الوارده فيه جزءا على حده، كما افرد له ابو داود كتابا فى سننه)(249). وقال الحافظ الكتانى: (الاحاديث الوارده فى المهدى على اختلاف رواياتها كثيره جدا، تبلغ حد التواتر، وهى عند الامام احمد والترمذى وابى داود وابن ماجه والحاكم والطبرانى وابى يعلى والبزار، وغيرهم من دواوين الاسلام من السفن والمعاجم والمسانيد، واسندوها الى جماعه من الصحابه، وبعضها صحيح، وبعضها حسن، وبعضها ضعيف، والاحاديث تشد بعضها بعضا، وامر المهدى مشهور بين الكافه من اهل الاسلام على ممر الاعصار، وانه لا بد فى آخر الزمان من ظهور رجل من اهل البيت النبوى يويد الدين، ويظهر العدل، ويتبعه المسلمون، ويسمى بالمهدى)(250)، وقال الكتانى: (وفى شرح عقيده السفارينى الحنبلى ما نصه: وقد كثرت بخروج المهدى الروايات حتى بلغت حد التواتر، وشاع ذلك بين علماء السنه حتى عد من معتقداتهم، وقد رويت احاديث المهدى عن الصحابه بروايات متعدده، وعن التابعين من بعدهم، مما يفيد مجموعه العلم القطعى، فالايمان بخروج المهدى واجب، كما هو مقرر عند اهل العلم، ومدون فى عقائد اهل السنه والجماعه)(251).