مکارم الأخلاق و معالم الاعلاق نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مکارم الأخلاق و معالم الاعلاق - نسخه متنی

رضی الدین أبی نصر الحسن بن الفضل الطبرسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ولقد كان (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يأكلعلى الارض، ويجلس جلسة العبد ويخصف بيدهنعله ويرقع بيده ثوبه، ويركب الحمارالعاري، ويردف خلفه ويكون الستر على باببيته تكون فيه التصاوير فيقول: يا فلانة -لاحدى أزواجه - غيبيه عني فإني إذا نظرتإليه ذكرت الدنيا وزخارفها، فأعرض عنالدنيا بقلبه وأمات ذكرها من نفسه وأحب أنتغيب زينتها عن عينه، لكيلا يتخذ منهارياشا (1) ولا يعتقدها قرارا ولا يرجو فيهامقاما، فأخرجها من النفس وأشخصها عن القلبوغيبها عن البصر وكذلك من أبغض شيئا أبغضأن ينظر إليه وأن يذكر عنده.

ولقد كان في رسول الله (صلّى الله عليهوآله وسلّم) ما يدلك على مساوئ الدنياوعيوبها، إذ جاع فيها مع خاصته، وزويت عنهزخارفها مع عظيم زلفته، فلينظر ناظر بعقلهأأكرم الله بذلك محمدا أم أهانه؟ فإن قال:أهانه فقد كذب والله العظيم، وأتى بالافكالعظيم، وإن قال: أكرمه فليعلم أن الله قدأهان غيره حيث بسط الدنيا له وزواها عنأقرب الناس منه.

فإن تأسى متأس بنبيه واقتص أثره وولجمولجه وإلا فلا يأمن الهلكة فإن الله جعلمحمدا (صلّى الله عليه وآله وسلّم) علماللساعة ومبشرا بالجنة ومنذرا بالعقوبة،خرج من الدنيا خميصا وورد الاخرة سليما،لم يضع حجرا على حجر حتى مضى لسبيله وأجابداعي ربه، فما أعظم منة الله عندنا حينأنعم علينا به سلفا نتبعه وقائدا نطأ عقبهوالله لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت منراقعها ولقد قال لي قائل: ألا تنبذها؟!فقلت:

اغرب عني فعند الصباح يحمد القوم السرى.

فهذه الخطبة كا فية في مقصودنا على طريقالجملة ونحن نذكر تفصيل مكارم أخلاقه(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في جميعأحواله وتصرفاته وجلوسه وقيامه وسفرهوحضره وأكله وشربه خاصة وجميع ما روي عنهوعن الصادقين عليهم السلام في أحوال الناسعامة ونسأل الله التو فيق في إتمامه، إنهعلى ما يشاء قدير، وتيسير العسير عليه سهليسير.

(1) الرياش: ما كان فاخرا من اللباسوالاثاث.

/ 476