سورة عبس - تفسیر جزء عم نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر جزء عم - نسخه متنی

مساعد بن سلیمان بن ناصر الطیار

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

لأنهم المنتفعون بها .

46 ـ قوله تعالى : {كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها} ؛ أي : كأن هؤلاء المكذبين بالبعث يوم يعاينون الساعة بأبصارهم ، ولم يمكثوا في هذه الدنيا إلا زمناً يسيراً ، لا يتجاوز قدره آخر النهار ، أو أوله ، والله أعلم .

سورة عبس

آياتها : 42

بسم الله الرحمن الرحيم

{ عبس وتولى * أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعله يزكى * أو يذكر فتنفعه الذكرى * أما من استغنى * فأنت له تصدى * وما عليك إلا يزكى * وأما من جاءك يسعى * وهو يخشى * فأنت عنه تلهى * كلا إنها تذكرة * فمن شاء ذكره * في صحف مكرمة * مرفوعة مطهرة * بأيدي سفرة * كرام بررة * قتل الإنسان ما أكفره * من أي شيء خلقه * من نطفة خلقه فقدره * ثم السبيل يسره * ثم أماته فأقبره * ثم إذا شاء أنشره * كلا لما يقض ما أمره * فلينظر فيها حبا * وعنبا وقصبا * وزيتونا ونخلا * وحدائق غلبا * وفاكهة وأبا * متاعا لكم ولأنعامكم * فإذا جاءت الصاخة * يقوم يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه * وصاحباته وبنيه * لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه * وجوه يومئذ مسفرة * ضاحكة مستبشرة * ووجوه يومئذ عليها برة * ترهقها فترة * أولئك هم الكفرة الفجرة } .

نزلت سورة عبس بشأن عبد الله بن أم مكتوم ، قالت عائشة : أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول : أرشدني ، وعنده من عظماء المشركين . قال : فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعرض عنه ، ويقبل على الآخر ، ويقول : أترى بما أقوله بأساً ؟ فيقول : لا ، ففي هذا أنزلت : {عبس وتولى} .

1 -2 ـ قوله تعالى : {عبس وتولى * إن جاءه الأعمى} ؛ أي : قطب وجهه وكلح ؛ لأجل أن جاءه الأعمى يسترشد عن الدين ، وأعرض وانشغل عنه بالغني الكافر رجاء أن يسلم .

3 ـ قوله تعالى : {وما يدريك لعله يزكى} ؛ أي : وما يعلمك ، لعل هذا الأعمى الذي عبست في وجهه يتطهر من ذنوبه بموعظتك ، فيسلم؟ ..

4 ـ قوله تعالى : {أو يذكر فتنفعه الذكرى} ؛ أي : فإن لم يقع منه تزك ، حصل الاتعاظ بالموعظة ، فتنفعه ولو بعد حين؟ .

5 -6 ـ قوله تعالى : {أما من استغنى * فأنت له تصدى} ؛ أما من عد نفسه غنياً عنك ، وعن الإيمان بك ، فأنت تتعرض له .

7 ـ قوله تعالى {وما عليك ألا يزكى} ؛ أي : أي شيء سيلحقك إذا لم يسلم هذا الكافر؟ .

8 -10 ـ قوله تعالى : {وأما من جاء يسعى * وهو يخشى * فأنت عنه تلهى} ؛ أي : أما هذا الأعمى الذي أتى حيث الخطي إليك بنفسه ، وقد وفر في قلبه الخوف من الله ، فأنت تنشغل عنه بهذا الكافر المظنون إسلامه .

11 ـ قوله تعالى : {كلا إنها تذكرة} ؛ أي : ما الأمر كما فعلت يا محمد عليه الصلاة والسلام - من أن تعبس في وجه من جاء يسعى . إن هذه الآيات موعظة وتذكرة لمن أراد أن يتذكر .

12 ـ قوله تعالى : {فمن شاء ذكره} ؛ أي : فمن أراد من عباد الله - صادقاً في إرادته- أن يتعظ بالقرآن وآياته حصل له الاتعاظ .

13 ـ قوله تعالى : {في صحف مكرمة} ؛ أي : هذا القرآن مكتوب في صحف الملائكة ، وهي صحف شريفة رفيعة القدر .

14 ـ قوله تعالى : {مرفوعة مطهرة} ؛ أي : هي في مكان عال وقدر رفيع ؛ لأنها بأيدي الملائكة ، ولذا فإن الدنس لا يقربها .

15 ـ قوله تعالى : {بأيدي سفرة} ؛ أي : هذه الصحف التي كتب بها القرآن بأيدي رسل الله من الملائكة الذين يؤدون عنه وحيه إلى عباده .

16 ـ قوله تعالى : {كرام برره} ؛ أي ك هؤلاء السفرة من الملائكة في مرتبة شريفة عند الله ، حيث خصهم بوحيه ، وهم كثيرو الخير ، كثيرو الطاعة : {لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} [التحريم : 6] .

17 ـ قوله تعالى : {قتل الإنسان ما أكفره} : هذا دعاء على الإنسان الكافر بالقتل ، لشدة كفره بالله ، ومن لازم ذلك لعنه وطرده من رحمة الله .

18 ـ قوله تعالى : {من أي شيء خلقه} : استفهام على سبيل التقرير ، والمعنى : ما أصل خلق هذا الإنسان حتى يستغني عن الإيمان بربه ويكفر ؟ .

19 ـ قوله تعالى : {من نطفة خلقه فقدره} : بين الله في هذا أصل الإنسان ، وأن منشأه من ماء قليل هو أصل هذا التناسل البشري ، وأنه قدره بعد ذلك أطواراً في الخلق ، حتى صار جنيناً في بطن أمه .

20 ـ قوله تعالى : {ثم السبيل يسره} ؛ أي : ثم بعد هذه الأطوار التي عاشها في بطن أمه، سهل الله له الخروج من هذا البطن .

21 ـ قوله تعالى : {ثم أماته فأقبره} ؛ أي : حكم الله عليه بالموت بعد أن عاش في هذه الحياة ، وأمر بدفنه في باطن الأرض .

22 ـ قوله تعالى : {ثم إذا شاء أنشره} ؛ أي : بعد أن يموت هذا الإنسان ، فإن الله سيبعثه

/ 83