بیشترلیست موضوعات تفسير
جزء عم المقدمة المسألة الأولى : مفهوم التفسير المسألة الثانية : أنواع الاختلاف
وأسبابه المسألة الثالثة : طبقات السف في التفسير المسألة الرابعة : تفسير السلف للمفردات سورة النبأ سورة النازعات سورة عبس سورة التكوير سورة الانفطار سورة المطففين سورة الإنشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى سورة الغاشية سـورة الفجــر سـورة الليـل سـورة الضحـى سـورة الشـرح سـورة التيــن سورة العلق ســورة القــدر سورة البينة سورة الزلزلة سورة العاديات ســورة القارعــة سـورة التكاثــر سـورة العصـر سورة الهمزة سـورة الفيـل سورة قريش ســورة الماعــون سـورة الكوثـر سـورة الكافـرون سـورة النصــر سـورة الـمَسَـد ســورة الإخـلاص ســورة الفلــق سـورة النـاس توضیحاتافزودن یادداشت جدید
معتد أثيم * إذا تتلى عليه آياتنا قال أسطير الأولين * كلا بل ران على قبولهم ما كانوا يكسبون * كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون * ثم إنهم لصالوا الجحيم * ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون * كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين * وما أراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون * إن الأبرار لفي نعيم * على الأرائك ينظرون * تعرف في وجوهم نضرة النعيم * يسقون من رحيق مختوم * ختمه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون * ومزاجه من تسنيم * عينا يشرب بها المقربون * إن الذين أجرموا كانوا من الذين ءامنوا يضحكون * وإذا مروا بهم يتغامزون * وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين * فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون * على الأرائك ينظرون * هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون . عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما قدم نبي الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، كانوا من أخبث الناس كيلا ، فأنزل الله : {ويل للمطففين} ، فحسنوا كيلهم . 1 ـ قوله تعالى : {ويل للمطففين} : يتوعد الله سبحانه بالهلال والخسارة ، الذين يبخسون حق الناس بأخذ القليل منه : إما بنقص كيل الناس ووزنهم وإما بزيادتهم كيل أنفسهم ووزنه على حساب الناس . 2 -3 ـ قوله تعالى : {الذين إذا اكتلوا على الناس يستوفون * وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون} : هذا بيان للتطفيف الذي يكون من هؤلاء المطففين ، وذلك أنهم إذا أخذوا كيلهم أو وزنهم من الناس أخذوه تاما غير ناقص ، وذا أعطوا الناس كيلهم أو وزنهم نقصوا منه الشيء القليل ، ظلماً منهم ولؤماً . 4 -5 ـ قوله تعالى : {ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون * ليوم عظيم} ؛ أي : ألا يقع في حس هؤلاء المطففين أنهم سيبعثون يوم القيامة الذي عظم بما يقع فيه من الأهوال ، ويحاسبون على تطفيفهم ؟ 6 ـ قوله تعالى : {يوم يقوم الناس لرب العالمين} : هذا بيان لليوم العظيم ، وهو يوم قيام الناس أمام ربهم للحساب ، كما قال صلى الله عليه وسلم : يوم يقوم الناس لرب العالمين، "حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنية" . 7 -9 ـ قوله تعالى : {كلا إن كتب الفجار لفي سجين * وما أدراك ما سجين * كتاب مرقوم} : رد على المطفيين بأن الأمر ليس كما يعتقدون من عدم البعث ، ثم أخبر عن كتاب الذين فجروا في أعمالهم أنه في سفال وخسار في الأرض السفلى ، ولتهويل أمر هذا الكتاب استفهم على طريقة القرآن في الاستفهام عن سجين ، وبين أن كتابهم قد فرغ منه ، فلا يزاد فيه ولا ينقص منه ، ولا يزول رقمه كما لا يزال الخيط الذي على الثوب ، والله أعلم . 10 -11 ـ قوله تعالى : {ويل يومئذ للمكذبين * الذين يكذبون بيوم الدين} ؛ أي : يوم يقوم الناس لرب العالمين فالهلاك والثبور لمن كذب بيوم الجزاء والحساب . 12 ـ قوله تعالى : {وما يكذب به إلا كل معتد أثيم} ؛ أي : ما يقع التكذيب بيوم الدين إلا من كل من هو متجاوز لما أحل الله ، مرتكب لما حرم الله . 13 ـ قوله تعالى : {إذا تتلى عليه آياتنا قال أسطير الأولين} ؛ أي : من صفة هذا المعتدي الأثيم أنه إذا قرأت عليه آيات القرآن قال عنها : إنها شبه الأقاصيص المكذوبة والمخترعة على السابقين من الأمم . 14 ـ قوله تعالى : {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} ؛ أي : ليس الأمر كما يقول هذا المكذب في القرآن ، ويعتقد في ابعث ، ولكن غلب على قلبه وغطاه ما كسبه من الذنوب ، فجعلته لا يبصر الحق ، كما قال صلى الله عليه وسلم : "إذا أذنب العبد نكت في قلبه نكتة سوداء ، فإن تاب ، صقل منها ، فإن عاد ، عادات ، حتى تعظم في قلبه ، فذلك الران الذي يقول الله : {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} ". 15 -17 ـ قوله تعالى {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون * ثم إنهم لصالوا الجحيم * ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون} : هذا تكرار للرد على أولئك المكذبين ، وبيان أنهم ممنوعون من رؤية الله سبحانه ، ثم إنهم سيدخلون النار التي تشويهم بحرها ، ثم تقول لهم ملائكة العذاب: هذا العذاب الذي كنتم لا تصدقون به . 18 -20 ـ قوله تعالى :{كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين * وما أدراك ما عليون * كتاب مرقوم} ؛ أي : ليس الأمر كما تقولون من تكذيبكم بالجزاء والعذاب ، ثم أخبر عن كتاب الذين أطاعوا ربهم فأكثروا ، وعبدوه فأحسنوا ، أخبر أن كتابهم عال قدرة في السماء السابعة، ولتعظيم أمر هذا الكتاب استفهم عن موضع كتابهم على طريق القرآن في الاستفهام ، فقال : وما أعلمك ما عليون ؟ ، ثم بين أن كتابهم قد فرغ منه ، فلا يزاد فيه ولا ينقص منه ، ولا يزول رقمه كما لا يزول الخيط الذي على الثوب ، والله أعلم .