تفسیر جزء عم نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر جزء عم - نسخه متنی

مساعد بن سلیمان بن ناصر الطیار

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إذا حملت الآية على قول انتفى الآخر ؛ كاختلافهم في تفسير (القرء) من قوله تعالى : {والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء} [البقرة : 228] ، وهذا النوع قليل في التفسير الوارد عند السلف . ويلاحظ أن بعض التضاد يمكن أن تحتمله الآية لسبب خاص بها ، ومن ذلك تفسير قوله تعالى : {والليل إذا عسعس} [التكوير : 17] ، حيث فسر بـ "أقبل" ، و "أدبر" ، وهما معنيان متضادان ، لكن لما كان محل الإقبال - وهو أول الليل - والإدبار - وهو آخر الليل - مختلفاً ، جاز حمل الآية على المعنيين معاً ؛ ليكون الإقسام بأول الليل وآخره . ومنه تفسير قوله تعالى : {وإذا البحار سجرت} [التكوير : 6] ، فقد ورد في تفسيرها : امتلأت، ويبست ، وهما من معاني التسجير في اللغة ، ولكنها ضدان ، فإذا حملتهما على اختلاف الزمن الحاصل فيه هذا الفعل ، وجعلت الفعل دالاً على هذين الحالين ، صح حمل الآية عليهما معاً ، لهذا السبب ، والله أعلم . أما أسباب الاختلاف في التفسير فكثيرة ، ويلاحظ أن أنواع الاختلاف السابقة في حقيقتها أسباب اختلاف ، كما يلاحظ أن أسباب الاختلاف كأنواعه ، منها ما هو اختلاف محقق، ومنها ما الاختلاف فيه أشبه بالصوري ؛ لائتلاف الأقوال في النهاية على قول واحد ، ولذا سأذكر بعضها في الأسباب ، ومنها :

1 ـ الاشتراك اللغوي ، وهو أن يكون للفظ أكثر من معنى في لغة العرب ، ومنه تفسير قوله تعالى : {وأنزلنا من المعصرت} [النبأ : 14] ، وقوله تعالى {ولا يذوقون فيها رداً} [النبأ : 24] ، وقوله تعالى : {يسقون من رحيق مختوم} [المطففين : 25] ، وغيرها .

2 ـ التواطؤ : وهو أن يشترك الأفراد في المسمى اشتراكاً متساوياً ، فنسبة أحدهم إلى المسمى كنسبة الآخر ، ويشمل التواطؤ الأوصاف التي تحتمل أكثر من وصف ؛ كالنازعات ، والخنس ، والغاشية ، والفجر ، والعاديات ، وغيرها . كما يشمل الضمير الذي يحتمل رجوعه إلى أكثر من مرجع ؛ كما في تفسير قوله تعالى {ياأيها الإنسن إنك كادح إلى ربك كدحا فملقيه} [الانشقاق : 6] فقيل : ملاق ربك ، وقيل : ملاق عملك ، وقوله تعالى : {وإنه على ذلك لشهيد} [العاديات : 7] ، قيل : إن الإنسان...، وقيل : إن ربه ...، وغيرها من الأمثلة .

3 ـ التفسير بالمثال ، والاختلاف فيه يعود إلى قول واحد ، وإنما ورد الاختلاف بينهم بسبب أنهم عمدوا إلى ذكر أمثلة للمعنى العام ؛ كتفسيرهم قول الله تعالى : {وأما بنعمة ربك فحدث} [الضحى : 11] ، وقوله تعالى : {ثم لتسئلن يؤمئذ عن النعيم } [التكاثر : 8] ، والله أعلم .

4 ـ أن يكون تفسير المفسر على اللفظ ، ويكون تفسير غيره على المعنى أو القياس، وهذه هي الأصول التي يعود إليها التفسير : أما التفسير على اللفظ ، فهو تفسير اللفظ بما ورد في لغة العرب . وأما التفسير على المعنى ، فهو ما كان خارجاً عن المعنى المطابق للفظ في لغة العرب ، مبيناً للمعنى المراد من اللفظ في الآية ، ولم يكن من باب القياس ؛ كتفسير قتادة لقوله تعالى : {أو إطعم في يوم ذي مسغبة} [البلد : 14] ، قال : يوم يشتهى الطعام ، والمسبغة : المجاعة ، فعبر عنها بهذا التعبير ، وهو أعم من يوم المجاعة ؛ لأن الطعام يشتهى في كل وقت ، لكنه في يوم المجاعة أكثر . وكذا تفسيره لقوله تعالى : {والنهار إذا جلها} [الشمس : 3] ، قال : إذا غشيها ، والتجلية : الإظهار والإيضاح ، فإذا جلاها النهار ، فقد غشيها ، فيكون تعبيراً عن لازم اللفظ، لا عن معناه في اللغة ، والله أعلم . وأما التفسير على القياس ، فهو حمل الآية على ما يشابهها في المعنى ، أو تدل عليه بدلالة الإشارة ، كتفسير سورة النصر بأنها قرب أجل الرسول صلى الله عليه وسلم ، قال ابن عباس : "كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر ، فكان بعضهم وجد في نفسه ، فقال : لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله ؟ فقال عمر : إنه من حيث علمتم ، فدعا ذات يوم ، فأدخلني معهم ، فما رئيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم . قال : ما تقولون في قوله تعالى : {إذا جاء نصر الله والفتح} [النصر : 1] ؟ فقال بعضهم : أمرنا نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا ، وسكت بعضهم فلم يقل شيئاً . فقال لي : أكذاك يا ابن عباس ؟ قلت : لا ، قال : فما تقول ؟ قلت : هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له ، قال : إذا جاء نصر الله والفتح ، وذلك علامة أجللك ، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً . فقال عمر : ما أعلم منها إلا ما تقول " . وأسباب الاختلاف غير هذه كثيرة، وإنما أشرت هنا إلى بعضها ، والله أعلم .

/ 83