بیشترلیست موضوعات تفسير
جزء عم المقدمة المسألة الأولى : مفهوم التفسير المسألة الثانية : أنواع الاختلاف
وأسبابه المسألة الثالثة : طبقات السف في التفسير المسألة الرابعة : تفسير السلف للمفردات سورة النبأ سورة النازعات سورة عبس سورة التكوير سورة الانفطار سورة المطففين سورة الإنشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى سورة الغاشية سـورة الفجــر سـورة الليـل سـورة الضحـى سـورة الشـرح سـورة التيــن سورة العلق ســورة القــدر سورة البينة سورة الزلزلة سورة العاديات ســورة القارعــة سـورة التكاثــر سـورة العصـر سورة الهمزة سـورة الفيـل سورة قريش ســورة الماعــون سـورة الكوثـر سـورة الكافـرون سـورة النصــر سـورة الـمَسَـد ســورة الإخـلاص ســورة الفلــق سـورة النـاس توضیحاتافزودن یادداشت جدید
إذا حملت الآية على قول انتفى الآخر ؛ كاختلافهم في تفسير (القرء) من قوله تعالى : {والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء} [البقرة : 228] ، وهذا النوع قليل في التفسير الوارد عند السلف . ويلاحظ أن بعض التضاد يمكن أن تحتمله الآية لسبب خاص بها ، ومن ذلك تفسير قوله تعالى : {والليل إذا عسعس} [التكوير : 17] ، حيث فسر بـ "أقبل" ، و "أدبر" ، وهما معنيان متضادان ، لكن لما كان محل الإقبال - وهو أول الليل - والإدبار - وهو آخر الليل - مختلفاً ، جاز حمل الآية على المعنيين معاً ؛ ليكون الإقسام بأول الليل وآخره . ومنه تفسير قوله تعالى : {وإذا البحار سجرت} [التكوير : 6] ، فقد ورد في تفسيرها : امتلأت، ويبست ، وهما من معاني التسجير في اللغة ، ولكنها ضدان ، فإذا حملتهما على اختلاف الزمن الحاصل فيه هذا الفعل ، وجعلت الفعل دالاً على هذين الحالين ، صح حمل الآية عليهما معاً ، لهذا السبب ، والله أعلم . أما أسباب الاختلاف في التفسير فكثيرة ، ويلاحظ أن أنواع الاختلاف السابقة في حقيقتها أسباب اختلاف ، كما يلاحظ أن أسباب الاختلاف كأنواعه ، منها ما هو اختلاف محقق، ومنها ما الاختلاف فيه أشبه بالصوري ؛ لائتلاف الأقوال في النهاية على قول واحد ، ولذا سأذكر بعضها في الأسباب ، ومنها : 1 ـ الاشتراك اللغوي ، وهو أن يكون للفظ أكثر من معنى في لغة العرب ، ومنه تفسير قوله تعالى : {وأنزلنا من المعصرت} [النبأ : 14] ، وقوله تعالى {ولا يذوقون فيها رداً} [النبأ : 24] ، وقوله تعالى : {يسقون من رحيق مختوم} [المطففين : 25] ، وغيرها . 2 ـ التواطؤ : وهو أن يشترك الأفراد في المسمى اشتراكاً متساوياً ، فنسبة أحدهم إلى المسمى كنسبة الآخر ، ويشمل التواطؤ الأوصاف التي تحتمل أكثر من وصف ؛ كالنازعات ، والخنس ، والغاشية ، والفجر ، والعاديات ، وغيرها . كما يشمل الضمير الذي يحتمل رجوعه إلى أكثر من مرجع ؛ كما في تفسير قوله تعالى {ياأيها الإنسن إنك كادح إلى ربك كدحا فملقيه} [الانشقاق : 6] فقيل : ملاق ربك ، وقيل : ملاق عملك ، وقوله تعالى : {وإنه على ذلك لشهيد} [العاديات : 7] ، قيل : إن الإنسان...، وقيل : إن ربه ...، وغيرها من الأمثلة . 3 ـ التفسير بالمثال ، والاختلاف فيه يعود إلى قول واحد ، وإنما ورد الاختلاف بينهم بسبب أنهم عمدوا إلى ذكر أمثلة للمعنى العام ؛ كتفسيرهم قول الله تعالى : {وأما بنعمة ربك فحدث} [الضحى : 11] ، وقوله تعالى : {ثم لتسئلن يؤمئذ عن النعيم } [التكاثر : 8] ، والله أعلم . 4 ـ أن يكون تفسير المفسر على اللفظ ، ويكون تفسير غيره على المعنى أو القياس، وهذه هي الأصول التي يعود إليها التفسير : أما التفسير على اللفظ ، فهو تفسير اللفظ بما ورد في لغة العرب . وأما التفسير على المعنى ، فهو ما كان خارجاً عن المعنى المطابق للفظ في لغة العرب ، مبيناً للمعنى المراد من اللفظ في الآية ، ولم يكن من باب القياس ؛ كتفسير قتادة لقوله تعالى : {أو إطعم في يوم ذي مسغبة} [البلد : 14] ، قال : يوم يشتهى الطعام ، والمسبغة : المجاعة ، فعبر عنها بهذا التعبير ، وهو أعم من يوم المجاعة ؛ لأن الطعام يشتهى في كل وقت ، لكنه في يوم المجاعة أكثر . وكذا تفسيره لقوله تعالى : {والنهار إذا جلها} [الشمس : 3] ، قال : إذا غشيها ، والتجلية : الإظهار والإيضاح ، فإذا جلاها النهار ، فقد غشيها ، فيكون تعبيراً عن لازم اللفظ، لا عن معناه في اللغة ، والله أعلم . وأما التفسير على القياس ، فهو حمل الآية على ما يشابهها في المعنى ، أو تدل عليه بدلالة الإشارة ، كتفسير سورة النصر بأنها قرب أجل الرسول صلى الله عليه وسلم ، قال ابن عباس : "كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر ، فكان بعضهم وجد في نفسه ، فقال : لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله ؟ فقال عمر : إنه من حيث علمتم ، فدعا ذات يوم ، فأدخلني معهم ، فما رئيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم . قال : ما تقولون في قوله تعالى : {إذا جاء نصر الله والفتح} [النصر : 1] ؟ فقال بعضهم : أمرنا نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا ، وسكت بعضهم فلم يقل شيئاً . فقال لي : أكذاك يا ابن عباس ؟ قلت : لا ، قال : فما تقول ؟ قلت : هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له ، قال : إذا جاء نصر الله والفتح ، وذلك علامة أجللك ، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً . فقال عمر : ما أعلم منها إلا ما تقول " . وأسباب الاختلاف غير هذه كثيرة، وإنما أشرت هنا إلى بعضها ، والله أعلم .