بیشترلیست موضوعات تفسير
جزء عم المقدمة المسألة الأولى : مفهوم التفسير المسألة الثانية : أنواع الاختلاف
وأسبابه المسألة الثالثة : طبقات السف في التفسير المسألة الرابعة : تفسير السلف للمفردات سورة النبأ سورة النازعات سورة عبس سورة التكوير سورة الانفطار سورة المطففين سورة الإنشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى سورة الغاشية سـورة الفجــر سـورة الليـل سـورة الضحـى سـورة الشـرح سـورة التيــن سورة العلق ســورة القــدر سورة البينة سورة الزلزلة سورة العاديات ســورة القارعــة سـورة التكاثــر سـورة العصـر سورة الهمزة سـورة الفيـل سورة قريش ســورة الماعــون سـورة الكوثـر سـورة الكافـرون سـورة النصــر سـورة الـمَسَـد ســورة الإخـلاص ســورة الفلــق سـورة النـاس توضیحاتافزودن یادداشت جدید
أن المعصرات : السماء ، وهذا إن حمل على التفسير على المعنى ، كان له وجه ، ويكون تفسيرهما على إرادة الجهة التي تأتي منها المعصرات ، لا أنه تفسير مطابق لمعنى المعصرات ؛ كما جاء في قوله تعالى : {وأنزلنا من السماء ما طهورا} [الفرقان : 48] ، والله أعلم . ويكون الاختلاف من اختلاف التنوع الذي يرجع إلى أكثر من معنى . وسبب الاختلاف هنا المعصرات وصف لموصوف محذوف ، وهو محتمل لأحد المعنيين المذكورين ، ويترجح أحدهما بدلالة ظاهر الآية . في هذه الآيات ( 6 ـ16) أدلة على البعث ، أنظر في تفصيلها : تتمة أضواء البيان ، لمحمد عطية سالم. سميت البساتين جنات ، لأنها تجن من بداخلها ؛ أي : تستره ، وهذا هو أصل معنى هذه المادة في لغة العرب . عبر بهذا ابن عباس من طريق العوفي ، ومجاهد ، وقتادة من طريق سعيد بن أبي عروبة ومعمر بن راشد، وابن زيد ، وسفيان . وجاء عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة : مجتمعة ، وهو تفسير بالمعنى ؛ لأن من لازم التفافها أن تكون مجتمعة . أكد الخبر بـ "إن" لأنه مما كان يخالف فيه المشركون ، وقد وقعت هذه الآية بعد قوله تعالى : {وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا * لنخرج به حبا ونباتا * وجنات الفافا} [النبأ : 14 ـ16] ، للمشابهة التي بين خروج النبات وخروج الناس من قبورهم يوم البعث . جاء الفعل " ينفخ " مبنياً للمفعول اهتماماً بالحديث ، وهو النفخ في الصور ، وطوي ذكر قيامهم من قبورهم ، وسيرهم إلى أرض المحشر تنبيها على سرعة هذا الحدث ، وأن الفاصل بين البعث والإتيان يسير جداً ، والله أعلم . بنى الفعل " فتحت " للمعفول للاهتمام بالحديث ، وقرئ بتشديد التاء ، وفيه مبالغة : إما لكثرة الفتح ، وإما لشدته . وجاء الفعل ماضياً ، والحدث لم يقع بعد ، لتأكد وقوعه وتحققه ، وفي هذا الحدث فساد لنظام هذا الجرم العظيم ، وهو إيذان بنهاية هذا العالم الفاني . وقد ورد هذا المعنى في غير ما آية ؛ كقوله تعالى : {ويوم تشقق السماء بالغمم ونزل الملائكة تنزيلاً} [الفرقان : 25] ، وقوله : {فإن أنشقت السماء فكانت وردة كالدهان} [الرحمن : 37] ، وقوله : {وانشقت السماء فهي يومئذ واهبة} [الحافة : 16] ، وقوله : {وإذا المساء فرجت} [المرسلات:9] وقوله : {إذا السماء انفطرت} [الانفطار : 1] ، وقوله : {إذا السماء انشقت} [الانشقاق : 1] . بُنى الفعل للمفعول للاهتمم بالحدث ، وقد ذكر الله في هذه الآية حالين للجبال في هذا اليوم ، وهما التسيير ، وتحولهما إلى هيئة السراب ، وهي مرحلة الهباء والعهن الذي ذكره الله بقوله : {وبست الجبال بسا * فكانت هباء منبثا} [الواقعة : 5 ـ6] ، وقوله : {وتكون البجال كالعهن المنفوش} [القارعة : 5] ، وقوله : {وكانت الجبال كتيبا مهيلا} [المزمل : 14] ، وبين هذين الحالين أحوال تمر بها في هذا اليوم ، كداك ، والنسف ، والرجف ، ذكرها الله في مواضع من القرآن . لما كان المقام مقام وعيد وتهديد للمختلفين في النبأ قدم ذكر جهنم ، التي هي اسم من أسماء دار العذاب الأخروي ، والمرصاد : مكان الرصد والترقب ، وفي هذا إشارة إلى ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم من أمر الصراط الذي وضع على متن جهنم ، فيمر الناس عليه ، فتختطف النار بكلاليبها وخطاطيفها أهلها الذين حكم الله عليهم بدخولها ، وقد أشار السلف في تفسير هذه الآية إلى المرور على النار ؛ كالحسن ، وقتادة ، وسفيان الثوري . ورد عن بعض السلف - كالحسن وقتادة والربيع بن أنس - تحديد مدة الحقب ، ومع ذلك نبهوا على أن هذه الأحقاب تتوالى على الكافرين فلا تنتهي ، وهذا يرفع ما يورده بعض من استدل على فناء النار بهذه الآية ، وذلك أنه كان للحب مدة محددة ، لكن الله أطلق هذه الأحقاب فلم يقيدها بعدد ، فصدق عليهم أنهم يمكثون في النار أحقاباً لا حصر لها ، كما لو قيل : لابثين فيها سنين ، فهذا لا يمنع الخلود ، فهم يصدق عليهم أنهم يلبثون سنين ، لكن لا حصر لها . وفيه توجيه آخر ذكره الطبري ، فقال : وقد يحتمل أن يكون معنى ذلك : لابثين فيها أحقاباً في هذا النوع من العذاب ، وهو أنهم : {لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا * إلا حميما وغساقا} [النبأ : 24 ـ25] ، فإذا انقضت تلك الأحقاب ، صار لهم من العذاب أنواع غير ذلك ؛ كما قال جل ثناؤه في كتابه : {هذا وإن للطاغين لشر مئاب * جهنم يصلونها فبأس الهماد * هذا فليذوقوه حميم وعشاق * وءاخر من شكله أزواج} [ص : 55 ـ 58] ، وهذا القول عندي أشبه بمعنى الآية . وقد ذكر الإمام الطبري عن مقاتل بن حيان أن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى : {فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذاباً} [النبأ : 30] ، ثم قال : "ولا معنى لهذا القول ؛ لأن قوله : {لابثين