الكبيرة الثامنة عشرة شهادة الزور
قال الله تعالى والذين لا يشهدون الزور الآية وفي الأثر 1 عدلت شهادة الزور الشرك بالله تعالى مرتين وقال الله تعالى واجتنبوا قول الزور وفي الحديث 2 لا تزول قدما شاهد الزور يوم القيامة حتى تجب له النار قال المصنف رحمه الله تعالى شاهد الزور قد ارتكب عظائم ( أحدها ) الكذب والافتراء قال الله تعالى إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب وفي الحديث 3 يطبع المؤمن على كل شيء ليس الخيانة والكذب ( وثانيها ) إنه ظلم الذي شهد عليه حتى أخذ بشهادته ماله وعرضه وروحه ( وثالثها ) إنه ظلم الذي شهد له بأن ساق إليه المال الحرام فأخذه بشهادته فوجبت له النار وقال 4 من قضيت له من مال أخيه بغير حق فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من نار ( ورابعها ) أنه أباح ما حرم الله تعالى وعصمه من المال والدم والعرض قال رسول الله ألا أنبئكم بأكبر الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين ألا وقول الزور ألا وشهادةالزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت رواه البخاري 1 فنسأل الله تعالى السلامة والعافية من كل بلاء
الكبيرة التاسعة عشر شرب الخمر
قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون فقد نهى عز وجل في هذه الآية عن الخمر وحذر منها وقال النبي 2 اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث فمن لم يجتنبها فقد عصى الله ورسوله واستحق العذاب بمعصية الله ورسوله قال الله تعالى ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين وعن ابن عباس 3 رضي الله عنهما قال لما نزل تحريم الخمر مشى الصحابة بعضهم إلى بعض وقالوا حرمت الخمر وجعلت عدلا للشرك وذهب 1 عبدالله بن عمرو إلى أن الخمر أكبر الكبائر وهي بلا ريب أم الخبائث وقد لعن شاربها في غير حديث 2 وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله كل مسكر خمر وكل خمر حرام ومن شرب الخمر في الدنيا ومات ولم يتب منها وهو مدمنها لم يشربها في الآخرة رواه مسلم 3 وروى مسلم 4 عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله إن على الله عهدا لمن شرب المسكر أن يسقيه الله من طينة الخبال قيل يا رسول الله وما طينة الخبال قال عرق أهل النار أو عصارة أهل النار وفي الصحيحين أن رسول الله قال من شرب الخمرة في الدنيا يحرمها في الآخرة
ذكر أن مدمن الخمر كعابد الوثن
رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال مدمن الخمر كعابد الوثن ذكر أن مدمن الخمر إذا مات ولم يتب لا يدخل الجنة روى النسائي 5 من حديث ابن عمر أن رسول الله قال لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر وفي رواية ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة مدمن الخمر والعاق لوالديه والديوث وهو الذي يقر السوء في أهله ذكر أن السكران لا يقبل الله منه حسنة روى 6 جابر بن عبدالله أن رسول الله قال ثلاثة لا تقبل لهم صلاة ولا ترفع لهم حسنة إلى السماء العبد الأبق حتى يرجع إلى مواليه فيضع يده في أيديهم والمرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى عنها والسكران حتى يصحو والخمر ما خامر العقل أي غطاه سواء كان رطبا أو يابسا أومأكولا أو مشروبا وعن أبي سعيد الخدري 1 قال قال رسول الله لا يقبل الله لشارب الخمر صلاة ما دام في جسده شيء منها وفي رواية من شرب