أيها العبد لا شيء أعز عليك من عمرك وأنت تضيعه ولا عدو لك كالشيطان وأنت تطيعه ولا أضر من موافقة نفسك وأنت تصافيها ولا بضاعة سوى ساعات السلامة وأنت تسرف فيها لقد مضى من عمرك الأطايب فما بقي بعد شيب الذوائب يا حاضر البدن والقلب غائب اجتماع العيب الشيب من جملة المصائب يمضي زمن الصبا وحب الحبائب كفى زاجرا واعظا تشيب منه الذوائب يا غافلا فإنه أفضل المناقب أين البكا لخوف العظيم الطالب أين الزمان الذي ضاع في الملاعب نظرت فيه آخر العواقب كم في القيامة مع دمع ساكب على ذنوب قد حواها كتاب الكاتب من لي إذا قمت في موقف المحاسب وقيل لي ما صنعت في كل واجب كيف ترجو النجاة وتلهو بأسر الملاعب إذا أتتك الأماني بظن الكاذب الموت صعب شديد مر المشارب يلقي شره بكأس صدور الكتائب فانظر لنفسك وانتظر قدوم الغائب يأتي بقهر ويرمي بسهم صائب يا آملا أن تبقى سليما من النوائب بنيت بيتا كنسيج العناكب أين الذين علوا متون الركايب ضاقت بهم المنايا سبل المذاهب وأنت بعد قليل حليف المصايب فانظر وتفكر وتدبر قبل العجايب
الكبيرة الحاديثة والثلاثون القاضي السوء
قال الله تعالى ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون وقال الله تعالى ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون وقال الله تعالى ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون روى الحاكم بإسناده 1 وفي صحيحه عن طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه عن النبي أنه قال لا يقبل الله صلاة إمام حكم بغير ما أنزل الله وصحح الحاكم 2 أيضا من حديث بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله القضاة ثلاثة قاض في الجنة وقاضيان في النار قاض عرف الحق فقضى به فهو في الجنة وقاض عرف الحق فجار متعمدا فهو في النار وقاض قضى بغير علم فهو في النار قالوا فما ذنب الذي يجهل قال ذنبه أن لا يكون قاضيا حتى يعلم وعن أبي هريرة 3 رضي الله عنه قال قال رسول الله من جعل قاضيا فقد ذبح بغير سكين وقال الفضيل بن عياض رحمه الله ينبغي للقاضي أن يكون يوما في القضاء ويوما في البكاء على نفسه وقال محمد بن واسع رحمه الله أول من يدعى يوم القيامة إلى الحساب القضاة وعن عائشة 4 رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله يقول يؤتى بالقاضي العدل يوم القيامة فيلقى من شدة الحساب ما يود أنه لم يقض بين اثنين في تمرة وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله قال إن القاضي ليزل في زلقة في جهنم أبعد من عدن وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول