کبائر نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
وروى مسلم عن أبي حسان قال قلت لأبي هريرة رضي الله عنه حدثنا بحديث تطيب به أنفسنا عن موتانا قال نعم صغارهم دعاميص 1 الجنة يتلقى أحدهم أباه أو قال أبويه فيأخذ بثوبه أو قال بيده فلا ينتهي حتى يدخله الجنة وعن مالك بن دينار رحمه الله تعالى قال كنت في أول أمري مكبا على اللهو وشرب الخمر فاشتريت جارية وتسريت بها وولدت لي بنتا فأحببتها حبا شديدا إلى أن دبت ومشت فكنت إذا جلست لشرب الخمر جاءت وجذبتني عليه فأهرقته بين يدي فلما بلغت من العمر سنتين ماتت فأكمدني حزنها قال فلما كان ليلة النصف من شعبان بت وأنا ثمل من الخمر فرأيت في النوم كأن القيامة قد قامت وخرجت من قبري وإذا بتنين قد تبعني يريد أكلي والتنين الحية العظيمة قال فهربت منه فتبعني وصار كلما أسرعت يهرع خلفي وأنا خائف منه فمررت في طريقي على شيخ نقي الثياب ضعيف فقلت يا شيخ بالله أجرني من هذا التنين الذي يريد أكلي وإهلاكي فقال يا ولدي أنا شيخ كبير وهذا أقوى مني ولا طاقة لي به ولكن مر وأسرع فلعل الله أن ينجيك منه قال فأسرعت في الهرب وهو ورائي فأشرفت على طبقات النار وهي تفور فكدت أن أهوي فيها وإذا قائل يقول لست من أهلي فرجعت هاربا والتنين في أثري فأشرفت على جبل مستنير وفيه طاقات وعليها أبواب وستور وإذا بقائل يقول أدركوا هذا البائس قبل أن يدركه عدوه فتحت الأبواب ورفعت الستور وأشرقت علي منها أطفال بوجوه كالأقمار وإذا ابنتي معهم فلما رأتني نزلت إلى كفة من نور وضربت بيدها اليمنى إلى التنين فولى هاربا وجلست في حجري وقالت يا أبت ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق فقلت يا بنية وأنتم تعرفون القرآن قالت نحن أعرف به منكم قلت يا بنية ما تصنعون ههنا قالت نحن من مات من أطفال المسلمين أسكنا ههنا إلى يوم القيامة ننتظركم تقدمون علينا فقلت يا بنية ما هذا التنين الذي يطاردني ويريد إهلاكي قالت يا أبت ذلك عملك السوء قويته فأراد إهلاكك فقلت ومن ذلك الشيخ الضعيف الذي رأيته قالت ذلك عملك الصالح أضعفته حتى لم يكن له طاقة بعملك السوء فتب إلى الله ولا تكن من الهالكين قال ثم ارتفعت عني واستيقظت فتبت إلى الله من ساعتي فانظر رحمك الله إلى بركة الذرية إذا ماتوا صغارا ذكورا كانوا أو إناثا وإنما يحصل للوالدين النفع بهما في الآخرة إذا صبروا واحتسبوا وقالوا الحمد لله إنا لله وإنا إليه راجعون فيحصل لهم ما وعد الله تعالى بقوله الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله أي نحن وأموالنا يصنع بنا ما يشاء وإنا إليه راجعون إقرار بالهلاك والفناء وعن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله ما أصاب عبدا مصيبة إلا بإحدى خلتين إما بذنب لم يكن الله ليغفر له إلا بتلك المصيبة أو بدرجة لم يكن الله يبلغه إياها إلا بتلك المصيبة وقال سعيد بن جبير لقد أعطيت هذه الأمة عند المصيبة ما لم تعط الأنبياء قبلهم ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) ولو أعطيته الأنبياء عليهم السلام لأعطيه يعقوب عليه السلام إذ يقول يا أسفي على يوسف وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله يقول من قال عند المصيبة ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا آجره الله وأخلف له خيرا منها قالت فلما توفي أبو سلم قالت من خير من أبي سلمة ثم قلتها فأخلفني الله رسول الله رواه مسلم وعن الشعبي أن شريحا قال إني لأصاب المصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات أحمده إذ لم يكن أعظم منها وأحمده إذ رزقني الصبر عليها وأحمده إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو من الثواب وأحمده إذ لم يجعلها في ديني وقوله أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة الصلوات من الله الرحمة والمغفرة وأولئك هم المهتدون يريد الذين اهتدوا للترجيع وقيل إلى الجنة والثواب وعن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال نعم العدلان ونعم العلاوة أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة نعم العدلان وأولئك هم المهتدون نعم العلاوة وأما إذا سخط صاحب المصيبة ودعا بالويل والثبور أو لطم خدا أو شق جيبا أو نشر شعرا أو حلقه أو قطعه أو نتفه فله السخط من الله تعالى وعليه اللعنة رجلا كان أو امرأة وقد روي أيضا أن الضرب على الفخذ عند المصيبة يحبط الأجر وقد روي أن من أصابته مصيبة فخرق عليها ثوبا أو لطم خدا أو شق جيبا أو نتف شعرا فكأنما رمحا يريد أن يحارب ربه وقد تقدم أن الله عز وجل