عن أبي هريرة 1 رضي الله عنه قال قال رسول الله من جادل في خصومة بغير علم لم يزل في سخط حتى ينزع وعن أبي أمامة 2 رضي الله عنه عن رسول الله قال ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدال ثم تلا ما ضربوه لك إلا جدلا الآية وقال 3 أخوف ما أخاف عليكم زلة عالم وجدال منافق في القرآن ودنيا تقطع أعناقكم رواه ابن عمر وقال النبي 4 المراء في القرآن كفر
فصل
يكره التغيير في الكلام بالتشدق وتكلف السجع بالفصاحة بالمقدمات التي يعتادها المتفاصحون فكل ذلك من التكلف لمذموم بل ينبغي أن يقصد في مخاطبته لفظا يفهمه جليا ولا يثقله روينا في كتاب الترمذي عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله قال إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة قال الترمذي حديث حسن وروينا فيه أيضا عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله قال إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا وإن من أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون قالوا يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون قال المتكبرون قال الترمذي حديث حسن قال والثرثار هو كثير الكلام والمتشدق من يتطاول على الناس في الكلام ويبذو عليهم واعلم أنه لا يدخل في الذم تحسين ألفاظ الخطب والمواعظ إذا لم يكن فيها إفراط وأغراب إلا أن المقصود منها تهييج القلوب إلى طاعة الله تعالى ولحسن اللفظ في هذا أثر ظاهر والله أعلم