كتاب الفاء
فأد : الفاء والألف والدال هذا أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على حُمَّى وشِدّةِ حرارة . من ذلك : فأَدْتُ اللَّحمَ : شويته . وهذا فَئِيدٌ؛ أَي مشويّ . والمِفْأد : السَّفُود . والمُفتأَد : الموضِع يُشوَى فيه . قال :
كأنَّه خارجاً من جَنْبِ صفحته
سَفُّود شَرْب نسُوه عنده مُفتَأدِ
سَفُّود شَرْب نسُوه عنده مُفتَأدِ
سَفُّود شَرْب نسُوه عنده مُفتَأدِ
وممّا هو مِن قياس الباب عندنا : الفُؤاد ، سمِّي بذلك لحرارته . والفأد : مصدر فأدتُه ، إذا أصبتَ فؤاده . ويقولون : فأَدْتُ المَلَّةَ ، إذا مَلَلْتَها .
فأر : الفاء والألف والراء ، ويسمُّون الألف فيه همزة . الفأر معروف ، يقال منه : مكانٌ فَئِرٌ؛ أَي كثير الفأر . وفأرة المِسْك معروفة ، وهي على معنى التشبيه . وكذلك فأرة البعير ، وهي ريحٌ تجتمع في رُسْغ البعير ، وإذا مشى انْفَشَّتْ .
فأس : الفاء والألف والسين كلمة واحدة ، وتستعار . الفأس معروفة ، والعدد أفؤس ، والجمع فؤوس . ويستعار فيقال لمُؤْخر القَمَحْدُوَةِ : فأسٌ . وفأس اللِّجام : الحديدة القائمة في الحَنَك .
فأل : الفاء والألف واللام . الفأل : ما يُتفاءَل به .
فأم : الفاء والألف والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على اتِّساع في الشَّيء ، وعلى كثرة . فأمّا الكثرة فالفئام : الجماعة من الناس . وأمّا السَّعَة فالفِئام : وِطاءٌ يكون في الهَودج ، وجمعه فُؤُمٌ على فُعُل . ويقال للبعير إذا امتلأ حارِكُه شَحْماً : قد فُئِمَ حاركُه ، وهو مُفْأَم . والمُفْأَم من الرِّجال : الواسع الجَوْف . قال :
أخَذْنَ خُصُور الرَّمل ثمّ جَزَعْنَه
على كلِّ قَينيٍّ قَشيب وَمُفْأَمِ
على كلِّ قَينيٍّ قَشيب وَمُفْأَمِ
على كلِّ قَينيٍّ قَشيب وَمُفْأَمِ
فأو : الفاء والألف والواو أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على انفراج في شيء . يقال : فَأوت رأسَه بالسَّيف فأْواً؛ أَي فلَقْته . والفَأْو : فُرجةُ ما بين الجبلَين . قال :
حتَّى انْفَأى الفَأْوُ عن أعناقها سحراً
وقد نَشَحن فلا ريٌّ ولا هِيمُ
وقد نَشَحن فلا ريٌّ ولا هِيمُ
وقد نَشَحن فلا ريٌّ ولا هِيمُ
فتّ : الفاء والتاء كلمةٌ تدلُّ على تكسير شيء ورفْتِه . يقال : فَتَتُّ الشَّيءَ أفُتُّ فَتّاً ، فهو مفتوتٌ وفَتيت . وفُتَّة : ما يُفَتُّ ويُوضَع تحتَ الزَّند . وفَتَّ في عضُده ، وذلك إذا أساء إليه ، كأنَّه قد فَتَّ من عَضُده شيئاً .
وممّا شذَّ عن هذا الأصلَ الفَتفتة : أن تشرب الإبلُ دونَ الرِّيّ .
فتح : الفاء والتاء والحاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على خلافِ الإغلاق . يقال : فتحت البابَ وغيرَه فتحاً . ثمّ يحمل على هذا سائرُ ما في هذا البناء . فالفَتْح والفُِتاحة : الحُكْم . والله تعالى الفاتح؛ أَي الحاكم . قال الشّاعر في الفُِتاحة :
ألاَ أَبْلِغْ بني عوف رسولاً
بأنِّي عن فتاحتكم غنيُّ
بأنِّي عن فتاحتكم غنيُّ
بأنِّي عن فتاحتكم غنيُّ
والفَتح : الماء يَخرُج من عين أو غيرها . والفَتْح : النَّصر والإظفار . واستفتحت : استَنْصَرت . وفي الحديث «أنَّه (صلى الله عليه وآله) كان يَستفتِحُ بصعاليك المهاجرين والأنصار» . وفَواتحُ القُرآنِ : أوائل السُّوَر . وبابٌ فُتُحٌ؛ أَي واسع مفتوح .
فتخ : الفاء والتاء والخاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على لِين في الشَّيء . فالفَتْخ : لِينٌ في جناح الطّائر . وعُقابٌ فَتخاءُ ، إذا انكسر جَناحُها في طَيَرانها . وفَتَخَ أصابِعَ رجلِهِ في جلوسه ، إذا ليّنها . وفي الحديث : « أنّه كان (عليه السلام) إذا سَجَد جافَى عَضُدَيه عن جنبيه ، وفَتَخَ أصابِعَ رِجلَيه » . ويقال : إنّ الفَتَخَ : عِرَضُ الكتف والقَدَم .
وممّا شذَّ عن هذا الأصل الفَتَخ ، جمع فَتَخة ، وهي كالحَلْقة تُلبَس لُبْس الخاتم . قال :
تسقطُ منه فَتَخِي في كُمِّي
فتر : الفاء والتاء والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على ضَعف في الشَّيء . من ذلك : فَتَر الشَّيءُ يَفْتُر فُتُوراً . والطّرْف الفاتر : الذي ليس بحديد شَزْر . وفَتَّرت الشَّيءَ وافْتَرته. قال الله تعالى: ) لاَ يُفَتَّرُ عَنْهم ( الزخرف: 75، أي لا يُضْعَف .
وممّا شذَّ عن هذا الباب : الفِتْر : ما بين طَرَف الإبهام وطرَف السّبّابة إذا فتحتَهما . وفَِتْر : اسم امرأة ، في قوله :
أَصَرَمْتَ حَبْلَ الوُدِّ من فَِتْر
فتش : الفاء والتاء والشين كلمةٌ واحدة تدلُّ على بحث عن شيء . تقول : فتَشْت فَتْشاً ، وفَتَّشت تفتيشاً .
فتق : الفاء والتاء والقاف أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على فتح في شيء . من ذلك : فتَقت الشَّيء فتْقاً . والفَتْق : شقُّ عصا الجماعة . والفَتْق : الصُّبح . وأعوام الفَتَق : أعوام الخِصْب . قال :
لم تَرْجُ رِسْلاً بعد أعوامِ الفَتَق
ويقال : أفتَقَ القمر ، إذا صادَفَ فَتقاً من سَحاب وطَلَع منه . وأفْتَق القومُ ، إذا انفتَقَ عنهم الغَيم .
قال الأصمعيّ : جملٌ فتيق ، إذا تفتَّقَ سِمَناً . ويقال : فَتِقَ يَفْتَق فَتَقاً . والفَيْتق : النَّجّار ، في قول الأعشى :
في الباب فَيْتَقُ
فتك : الفاء والتاء والكاف كلمةٌ تدلُّ على خلاف النُّسك والصَّلاح . من ذلك الفَتْك ، وهو الغَدْر ، وهو الفِتْك أيضاً . يقال : فتَكَ به : اغتالَه . وفي الحديث : « الإيمان قَيْد الفَتْك » . وقال الشّاعر :
لا مَهْرَ أغلَى من عليٍّ وإنْ غَلاَ
ولا فَتْكَ إلاّ دُونَ فتكِ ابن مُلْجِم
ولا فَتْكَ إلاّ دُونَ فتكِ ابن مُلْجِم
ولا فَتْكَ إلاّ دُونَ فتكِ ابن مُلْجِم
فتكر : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله فاء قولُهم : لقيت منه الفَُِتَكْرِينَ ، وهي الشَّدائد . وهذا من الفتك ، وسائره زائد .
فتل : الفاء والتاء واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على ليِّ شيء . من ذلك : فتَلت الحبلَ وغيرَه . والفَتيل : ما يكون في شِقِّ النَّواة كأنّه قد فُتِل . قال :
يَجمع الجَيش ذا الألوفِ ويَغزُو
ثمَّ لا يرزَأ العدوَّ فَتِيلا
ثمَّ لا يرزَأ العدوَّ فَتِيلا
ثمَّ لا يرزَأ العدوَّ فَتِيلا
ويقال : بل الفَتيل ما يُفتَل بين الإصبَعَين . والفَتَل : تباعُد الذِّراعين عن جنْبَيِ البعير ، كأنَّهما لُوِيا لَيّاً وفُتِلا حتَّى لُوِياً . قال طَرفَة :
لها عَضُدانِ أفْتَلانِ كأنَّها
تمرُّ بسَلْمَيْ دالج متشدِّدِ
تمرُّ بسَلْمَيْ دالج متشدِّدِ
تمرُّ بسَلْمَيْ دالج متشدِّدِ
ومن أمثالهم : « فلان يَفْتِل في ذِرْوةِ فُلان »؛ أَي يدور من وراءِ خَديعته .
فتن : الفاء والتاء والنون أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على ابتلاء واختبار . من ذلك الفِتْنة . يقال : فتَنْتُ أفْتِنُ فَتْناً . وفَتَنْتُ الذّهبَ بالنّار ، إذا امتحنتَه . وهو مفتونٌ وفَتِين . والفَتّان : الشَّيطان . ويقال : فتنه وأفْتَنَه . وأنكر الأصمعيُّ أفتِنَ . وأنشدُوا في أفتَنَ .
لَئِنْ أفتنَتْني لَهْيَ بالأمسِ افْتَنَت
سعيداً فأضْحَى قد قَلَى كلَّ مسلمِ
ويقال : قلبٌ فاتن؛ أَي مفتون . قال :
رخِيمُ الكلامِ قَطِيع القيامِ
أضْحَى فؤادِي به فاتِنا
أضْحَى فؤادِي به فاتِنا
أضْحَى فؤادِي به فاتِنا
قال الخليل : الفَتْن : الإحراق . وشيءٌ فتين : أي مُحْرَق . ويقال للحَرَّة : فَتين ، كأنَّ حجارتَها مُحرَقة .
وممّا شذَّ عن هذا الأصل : الفِتان : جِلدة الرَّحْل . وقولهم العيش فَِتْنان ؛ أَي لونان . وهذه يجوز أن تُحمل على القياس ، لأنَّه يقول :
والعيش فَِتْنان فحلوٌ ومُرّْ
ويمكن أن يُختَبَر ابنُ آدمَ بكلِّ واحد منهما .
فتى : الفاء والتاء والحرف المعتلّ أصلانِ : أحدهما يدلُّ على طَراوة وجِدّة ، والآخر على تبيين حكم .
الفَتيّ : الطَّرِيّ من الإبل ، والفَتَى من الناس : واحد الفِتْيان . والفَتاء : الشباب ، يقال فتىً بيِّن الفَتاء . قال :
إذا عاشَ الفتى مِئَتين عاماً
فقد ذهبَ البشاشةُ والفَتاءُ
فقد ذهبَ البشاشةُ والفَتاءُ
فقد ذهبَ البشاشةُ والفَتاءُ
والأصل الآخر الفُتْيا . يقال : أفتى الفقيه في المسألةِ ، إذا بيَّن حكمَها . واستفتَيت ، إذا سألتَ عن الحكم ، قال الله تعالى : ) يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُم في الكَلاَلَة ( النساء : 176 وقال منه فَتْوى وفُتْيا .
وإذ هُمِز خَرَج عن البابين جميعاً . يقال : ما فَتئْتُ وفَتَأتُ أذكرُه؛ أَي مازِلت . قال الله تعالى : ) قالُوا تَاللهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ ( يوسف : 85؛ أَي لا تزالُ تَذكُر .
فثأ : الفاء والثاء والهمزة يدلُّ على تسكين شيء يغلي ويفور . يقال : فَثَأْتُ القِدرَ : سكَّنت من غَلَيانها . قال :
ونَفثؤها عَنّا إذا حَمْيُها غلا
ويقال : عدا حَتَّى أفثَأَ؛ أَي أعيا .
فثّ : الفاء والثاء كلماتٌ تدلُّ على كَسْر شيء ، أو نثرِه ، أو قلعه . من ذلك قولهم : فَثَّ جُلَّته : نَثَرها . وانفَثَّ الرّجُلُ من همٍّ أصابه؛ أَي انكسر . ويقال : إنّ الفَثَّ : الفسِيلُ يُقتلَعُ من أصله .
ومن الباب الفَثُّ ، وهو هَبِيدُ الحَنظل ، لأنّهُ يُنثَر .
فثج : الفاء والثاء والجيم أُصَيْلٌ يدلُّ على انقطاع في شيء ماء أو غيرِه . عَدا الرّجُل حتّى أفثج؛ أَي أعيا . ويقال : بئر لا تُفْثَج؛ أَي لا تُنزَح . وقيل ذلك لما قلنا ، فلا تُفْثَج أي لا ينقطع ماؤها . ويقال : فَثَجَت النّاقةُ ، إذا حالت فلم تَحمِل .
فثر : الفاء والثاء والراء كلمةٌ واحدة ، وهي الفاثور ، وهو الخُِوان يُتَّخَذ من رَخام أو نحوِه . ويقولون في بعض الكلام : هم على فاثور واحد ، كأنّه أراد بساطاً واحداً .
فجّ : الفاء والجيم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تفتُّح وانفراج . من ذلك الفَجُّ : الطَّريق الواسع . ويقال : قَوسٌ فَجّاءُ ، إذا بانَ وترُها عن كَبِدها . والفَجَج أقْبَحُ من الفَحَج . ومنه حافرٌ مُفِجٌّ؛ أَي مقبَّب؛ وإذا كان كذا كان في باطنه شِبْه الفَجْوة .
وممّا شذَّ عن هذا الأصل : الفِجُّ : الشَّيء لم ينضَجْ ممّا ينبغي نُضْجُه .
وشذّت كلمةٌ واحدة أُخرى حكاها ابن الأعرابيّ ، قال : أَفَجَّ يُفِجُّ ، إذا أسرع . ومنه رجلٌ فجفاجٌ : كثير الكلام .
فجر : الفاء والجيم والراء أصلٌ واحدٌ ، وهو التفتّح في الشَّيء . من ذلك الفَجْر : انفِجار الظُّلمة عن الصُّبح . ومنه : انفجَرَ الماءُ انفجاراً : تفتَّحَ . والفُجْرَة : موضع تفتُّح الماء . ثمَّ كثُر هذا حتَّى صار الانبعاثُ والتفتُّح في المعاصي فُجوراً ، ولذلك سمِّي الكَذِب فجوراً . ثمّ كثُر هذا حتَّى سمِّي كلُّ مائل عن الحقِّ فاجراً . وكلُّ مائل عندَهم ، فاجر . قال لبيد :
فإنْ تتقدَّمْ تَغْشَ منها مقدَّماً
غليظاً وإن أخَّرتَ فالكِفل فاجرُ
غليظاً وإن أخَّرتَ فالكِفل فاجرُ
غليظاً وإن أخَّرتَ فالكِفل فاجرُ
ومن الباب الفَجَر ، وهو الكرم والتفجُّر بالخير . ومَفاجِر الوادي : مَرافِضُه ، ولعلَّها سمِّيت مفاجرَ لانفجار الماء فيها . قال :
بِجَنْبِ العَلَنْدَى حيث نام المَفاجِرُ
ومُنْفجر الرمل : طريقٌ يكون فيه . ويوم الفِجارِ : يومٌ للعرب استُحِلّتْ فيه الحُرمة .
فجس : الفاء والجيم والسين كلمة إنْ صحَّت . يقولون : الفَجْس : التكبُّر والتعظُّم . يقال منه : تَفَجَّسَ .
فجع : الفاء والجيم والعين كلمةٌ واحدة ، وهي الفَجِيعة ، وهي الرَّزيَّة . ونزلتْ بفلان فاجعةٌ ، وتفجَّعَ ، إذا توجَّع لها .
فجل : الفاء والجيم واللام كلمةٌ هي نَبْت ، وقال قوم : فَجِلَ الشَّيءُ : غَلُظ واستَرْخَى . وكلُّ شيء عَرَّضته فقد فجَّلْتَه .
فجم : الفاء والجيم والميم . زعم ابنُ دريد : تفجَّم الوادِي وانفجم ، إذا اتّسع . وهذه فَُجْمَة الوادِي؛ أَي متَّسَعُه .
فجن : الفاء والجيم والنون . يقولون : إنّ السَّذاب يُقال له : الفَيْجَن .
فجو : الفاء والجيم والحرف المعتلّ يدلُّ على اتِّساع في شيء . فالفَجْوة : المتَّسَع بين شَيئين . وقَوْسٌ فَجْواءُ : بانَ وترُها عن كَبدها . وفَجوة الدَّار : ساحتُها . والفَجا : تَباعُدُ ما بين عُرقوبَيِ البعير .
وإذا هُمِزَ قلت : فَجِئَني الأمرُ يفجَؤُني .
فحث : الفاء والحاء والثاء كلمةٌ واحدة . فالفَحث : الجَوْف . يقال : ملأ أفحاثه؛ أَي جوفَه .
فحج : الفاء والحاء والجيم كلمةٌ واحدة ، وهي الفَحَج ، وهو تباعُدُ ما بين أوساطِ السّاقَينِ في الإنسانِ والدّابة . والنَّعت أفحجُ وفحجاء ، والجمع فُحْج .
فحّ : الفاء والحاء كلمةٌ واحدةٌ ، وهو الفَحيح : صوتُ الأفعى . قال :
كَأنَّ نَقيقَ الحَبِّ في حاويائِهِ
فَحِيحُ الأفاعي أو نقيقُ العقاربِ
فحس : الفاء والحاء والسين . يقولون : الفَحْس : لَحْسُك الشَّيءَ بلسانك عن يَدِك .
فحش : الفاء والحاء والشين كلمةٌ تدلُّ على قُبْح في شيء وشَناعة . من ذلك الفحْش والفَحْشاء والفاحشة . يقولون : كلُّ شيء جاوَزَ قَدرَه فهو فاحش؛ ولا يكون ذلك إلاّ فيما يُتَكَرَّه . وأفْحَشَ الرّجلُ : قال الفُحْشَ ، وفَحَشَ ، وهو فَحّاش . ويقولون : الفاحش : البخيل ، وهذا على الاتِّساع ، والبخلُ أقبحُ خِصال المرء . قال طرفة :
أرَى الموتَ يَعتامُ الكِرامَ ويصطفي
عقيلةَ مالِ الفاحشِ المتشدِّدِ
عقيلةَ مالِ الفاحشِ المتشدِّدِ
عقيلةَ مالِ الفاحشِ المتشدِّدِ
فحص : الفاء والحاء والصاد أصلٌ صحيحٌ ، وهو كالبحث عن الشَّيء . يقال : فحصت عن الأمر فحصاً . وأُفحوص القَطا : موضِعُها في الأرض ، لأنَّها تفحصه . وفي الحديث : « فَحَصُوا عن رؤوسهم » ، كأنَّهم تركوها مثلَ أفاحِيص القَطا فلم يَحلِقُوا عنها . وفحَصَ المطرُ التُّراب ، إذا قلَبَه .
فحل : الفاء والحاء واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على ذَكارة وقُوَّة . من ذلك الفَحْلُ من كلِّ شي وهو الذَّكَرُ الباسل . يقال : أفحلتُه فحلاً ، إذا أعطيتَه فحلاً يَضرِب في إبله . وفَحَلْتُ إبلي ، إذا أرسلتَ فيها فحلَها . قال :
نَفَحَلها البِيضَ القليلاتِ الطَّبَعْ
وهذا مثَلٌ؛ أَي نُعَرْقِبُها بالبِيض . يصف إبلاً عُرْقِبَتْ بالسُّيوف .
وأمّا الحصير المتَّخَذ من الفُحّال فهو يسمَّى فَحْلاً لأنَّه من ذلك يُتَّخَذ . والفُحّال : فُحّال النَّخْل ، وهو ما كان من ذُكورة فحلاً لإناثه ، والجمع فَحاحيل . وفَحْلٌ فَحِيلٌ : كريمٌ . قال :
كانتْ نجائبُ مُنْذِر ومحرِّق
أُمّاتِهِنَّ ، وطَرْقُهُنَّ فَحِيلا
أُمّاتِهِنَّ ، وطَرْقُهُنَّ فَحِيلا
أُمّاتِهِنَّ ، وطَرْقُهُنَّ فَحِيلا
والعرب تسمِّي سهيلاً : الفحل ، تشبيهاً له بفحل الإبل ، لاعتزالِهِ النجوم ، وذلك أنَّ الفحلَ إذا قَرَعَ اعتزَلَها . ويقولون على التشبيه : امرأةٌ فَحْلَة؛ أَي سليطة .
فحم : الفاء والحاء والميم أصلانِ ، يدلُّ أحدُهما على سواد والآخر على انقطاع .
فالأوَّل الفحْم ويقال الفَحَم ، وهو معروف . قال :
كالهَِبْرَقِيِّ تَنَحَّى ينفُخ الفَحَما
ويقال : فحَّمَ وجهَه ، إذا سوّده . وشعرٌ فاحم : أسود . وفَحمة العِشاء : سَواد الظَّلام .
والأصل الآخر : بكى الصَّبيّ حتَّى فَحُم ؛ أَي انقطع صوتُه من البُكاء . ويقال : كلَّمتُه حتّى أفحمتُه . وشاعرٌ مُفحَم : أي انقطَعَ عن قول الشِّعْر .
فحو : الفاء والحاء والحرف المعتلّ كلمةٌ واحدة . منها الفَِحا : أبزارُ القدر . يقال : فحِّ قِدرَك . فأمّا فَحوَى الكلامِ فهو ما ظَهَرَ للفهم من مَطاوِي الكلام ظهورَ رائحة الفحاء من القدر ، كفَهْم الضَّرب من الأُفّ .
فخت : الفاء والخاء والتاء كلمة ، وهي الفَخْت ، ويقولون : إنَّه ضوء القمرِ أوّلَ ما يبدو منه . ومنه اشتقاق الفاختة ، للونها .
فخّ : الفاء والخاء كلماتٌ لا تنقاس . من ذلك الفَخِيخ كالغَطيط في النَّوم . والفَخَّة : استرخاءٌ في الرجلين . ويقال الفَخَّة : المرأة الضخمة. والفَخُّ للصَّيد معروف .
فخذ : الفاء والخاء والذال كلمةٌ واحدة ، وهي الفَخِذ من الإنسان ، معروفة ، واستعير فقيل الفَخْذ بسكون الخاء ، دون القَبِيلة وفوق البَطْن ، والجمع أفخاذ .
فخر : الفاء والخاء والراء أصلٌ صحيحٌ ، وهو يدلُّ على عِظَم وقِدَم . من ذلك الفخر . ويقولون في العبارة عن الفَخْر : هو عَدُّ القديم ، وهو الفَخَر أيضاً .
قال أبو زيد : فَخَرت الرَّجلَ على صاحبه أفْخَرُه فخراً : أي فضَّلتُه عليه . والفَخِير : الذي يفاخرك ، بوزن الخصيم . والفِخِّير : الكثير الفَخْر . والفاخر : الشَّيء الجيِّد . والتفخُّر : التعظّم . ونخلةٌ فَخُور : عظيمة الجِذْع غليظةُ السَّعَف . والناقة الفَخور : العظيمة الضَّرْع القليلةُ الدَّرِّ . كذا قال ابن دريد . والفاخر من البُسْر : الذي يعظُمُ ولا نَوَى فيه . ويقولون : فرسٌ فَخُور ، إذا عظُمَ جُرْدانُه .
وممّا شذَّ عن هذا الأصل الفَخّار من الجِرارِ ، معروف .
فخل : الفاء والخاء واللام ليس فيه شيءٌ . غير أنّ ابنَ دريد زعم أنَّه يقال : تفخّل الرجل ، إذا أظهَرَ الوقار والحِلْمَ . وتفخَّل أيضاً ، إذا تهيَّأ ولَبِسَ أحسنَ ثيابِه .
فخم : الفاء والخاء والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على جَزالة وعِظَم . يقال : منطِقٌ فَخْم : جزل . ويقولون : الفَخْم من الرِّجال : الكثير لحم الوجْنَتين .
فدج : الفاء والدال والجيم . يقولون : إنّ الفَوْدج : الهَودج . قال الخليل : الفَودج : النّاقةُ الواسعة الأرفاغ . وشاةٌ مُفَوْدَجَة : ينتصب قرناها ويلتقي طَرَفاهُما .
فدح : الفاء والدال والحاء كلمة . فَدَحَه الأمر ، إذا عالَه وأثقله ، فَدْحاً . وهو أمرٌ فادح .
فدخ : الفاء والدال والخاء ليس فيه إلاّ طريفة ابنِ دريد : فدَخْتُ الشَّيءَ ، مثل شَدَختُه .
فدّ : الفاء والدال أصلٌ صحيحٌ ، يدلُّ على صَوت وجَلَبة . قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « إنّ الجفاءَ والقَسْوَة في الفَدَّادِين » ، وهي أصواتُهم في حروثِهم ومواشيهم . قال الشّاعر :
نُبِّئْتُ أخوالِي بني يزيدُ ( )
ظلماً علينا لهُمُ فَدِيدُ
ظلماً علينا لهُمُ فَدِيدُ
ظلماً علينا لهُمُ فَدِيدُ
وممّا شذَّ عن هذا : الفَدْفَد : الأرض المستويَة .
فدر : الفاء والدال والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على قَطْع وانقطاع . من ذلك الفِدْرَة : القِطعةُ من اللَّحم؛ ولست أدرِي أُبنِيَ منها فعلٌ أم لا . ويقولون : فَدَرَ الفحلُ ، إذا عَجَز عن الضِّراب ، وهو فادر . وسمِّي لأنَّه إذا عَجَز فقد قَطَعه . وجمع فادر فوادر .
وقال ابن دريد : هذا ممّا نَدَر فجاء منه فاعل على فواعل . والمَفْدَرة : مكان الوُعول الفُدْر .
فدش : الفاء والدال والشين ليس فيه إلاَّ طريفة من طرائف ابن دريد ، قال : فدشت الشَّيء ، إذا شدختَه . وفدشْتُ رأسَه بالحجَر .
فدع : الفاء والدال والعين أصلٌ فيه كلمة واحدة ، وهي الفَدَع : عِوَجٌ في المفاصل ، كأنَّها قد زالت عن أماكنها . ويقولون : كلُّ ظليم أفدع ، وذلك أنَّ في مفاصله انحرافاً . ويقال بل الفدَع : انقلابُ الكفِّ إلى إنسيِّها ، يقال منه : فَدِعَ يفدَع فَدَعاً .
فدغ : الفاء والدال والغين . زعم ابنُ دريد أنّ الفَدْغ : الشَّدخ . وذَكَر الحديث : « إذاً تَفْدَغ قُرَيشٌ رأسي » . وهذا صحيح .
فدغم : الفَدْغَم : الرّجُل العظيم الخَلْق ، والميم فيه زائدة ، وكأنَّه يَفْدَغ بخَلْقِه الأشياءَ فَدْغاً .
فدك : الفاء والدال والكاف كلمةٌ واحدة ، وهي فَدَك : بلد . ومن طرائف ابن دريد : فَدَكْتُ القطن : نفشتُه . وهي لغةٌ أزْديَّة .
فدم : الفاء والدال والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على خُثورة وثِقَل وقِلّةِ كلام في عِيٍّ . من ذلك قولُهم : صِبْغٌ مُفَدَّم ؛ أَي خاثر مشبّع . قالوا : ومن قياسِه الرّجلُ الفَدْم ، وهو القليل الكلام مِن عِيّ . وهو بيِّنُ الفُدُومة والفَدامة وهذا كلُّه قياسُه الفِدام : الذي تُفَدَّم به الأباريقُ لتصفية ما فيها من شَراب .
فدن : الفاء والدال والنون كلمةٌ واحدة ، وهي الفَدَن ، يقولون : إنَّه القَصْر .
فدى : الفاء والدال والحرف المعتلّ كلمتانِ متباينتان جدّاً . فالأُولى : أنْ يُجعلَ شيءٌ مكانَ شيء حِمىً له ، والأُخْرى شيء من الطَّعام .
فالأُولى قولك : فدَيتُه أَفدِيه ، كأنَّك تَحميه بِنَفسِك أو بِشيء يُعوِّض عنه . يقولون : هو فِداؤك ، إذا كسرتَ مددت ، وإذا فَتحتَ قَصرت ، يقال : هو فَداك . قال :
فَدىً لكما رجليَّ أُمِّي وخالتي
غداةَ الكُلاب إذْ تحزُّ الدوابِرُ
غداةَ الكُلاب إذْ تحزُّ الدوابِرُ
غداةَ الكُلاب إذْ تحزُّ الدوابِرُ
وقال في الممدود :
مهلاً فِداءٌ لك الأقوامُ كلُّهم
وما أثمِّرُ من مال ومن وَلَدِ
وما أثمِّرُ من مال ومن وَلَدِ
وما أثمِّرُ من مال ومن وَلَدِ
ويقال : تفادَى من الشَّيء ، إذا تحاماه وانزَوَى عنه . والأصل في هذه الكلمةِ ما ذكرناه ، وهو التَّفادِي : أن يَتَّقيَ النّاسُ بعضُهم ببعض ، كأنَّه يجعل صاحبَه فداءَ نفسِه . قال :
تَفادَى الأُسودَ الغُلبُ منه تفاديا
والكلمة الأُخرى الفَداء ممدود ، وهو مَِسْطَح التَّمر بلغة عبد القيس ، حكاه ابن دُريد . وقال أبو عمرو : الفَداء : جماعة الطَّعام من الشَّعير والتَّمر ونحوِها . قال :
كأنّ فَداءَها إذْ جرّدُوه
وَطافوا حولَه سُلَكٌ يتيمُ
وَطافوا حولَه سُلَكٌ يتيمُ
وَطافوا حولَه سُلَكٌ يتيمُ
فذح : الفاء والذال والحاء . ذكر ابن دريد : تفذَّحَتِ النّاقة وانفذَحَت ، إذا تفاجَّت لتَبُول . والله أعلم بالصَّواب .
فذّ : الفاء والذال كلمةٌ واحدة تدلُّ على انفراد وتفرُّق . من ذلك الفَذُّ ، وهو الفَرْد . ويقال : شاةٌ مُفِذٌّ ، إذا ولدت واحداً ، فإن كان ذلك عادتَها فهي مِفْذاذ . ولا يقال : ناقةٌ مُفِذّ ، لأنَّ الناقة لا تلِدُ إلاّ واحداً . ويقال تَمْرٌ فَذٌّ : متفرِّق . والفَذُّ : الأوَّل من سِهام القِداح .
فرت : الفاء والراء والتاء كلمة واحدة ، وهي الماء الفُراتُ ، وهو العَذْبُ . يقال : ماءٌ فرات ، ومِياهٌ فُرات .
فرث : الفاء والراء والثاء أُصَيْلٌ يدلُّ على شيء متفتِّت . يقال : فَرَثَ كَبِدَه : فَتَّها . والفَرْث : ما في الكَرِش . ويقال على معنى الاستعارة : أفْرَثَ فلانٌ أصحابه ، إذا سَعَى بهم وألقاهم في بَليَّة .
فرج : الفاء والراء والجيم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تفتُّح في الشَّيء . من ذلك الفُرجة في الحائط وغيرِه : الشَّقُّ . يقال : فَرَجْته وفرَّجته . ويقولون : إنّ الفَرْجة : التفصِّي من همٍّ أو غمّ . والقياسُ واحد ، لكنَّهم يفرقون بينهما بالفتح . قال :
ربَّما تجزع النُّفوس من الأمْــ
ـرِ له فَرجة كحلِّ العِقالِ
ـرِ له فَرجة كحلِّ العِقالِ
ـرِ له فَرجة كحلِّ العِقالِ
والفَرْج : ما بين رِجْلَي الفَرَس . قال امرؤ القيس :
لها ذنبٌ مثلُ ذَيل العروس
تَسُدُّ به فَرجَها من دُبُرْ
تَسُدُّ به فَرجَها من دُبُرْ
تَسُدُّ به فَرجَها من دُبُرْ
والفُروج : الثُّغور التي بين مَواضِع المخافة ، وسمِّيت فُرُوجاً لأنَّها محتاجةٌ إلى تفقُّد وحِفْظ . ويقال : إنّ الفرجَين اللذين يُخاف على الإسلام منهما : التُّرك والسُّودان . وكلُّ مَوضعِ مَخافة فَرْج . وقوسٌ فُرُجٌ ، إذا انفجَّتْ سِيَتُها . قالوا : والرَّجُل الأفْرَجُ : الذي لا يلتقي أَليتاه . وامرأةٌ فَرْجاء . ومنه الفُرُج : الذي لا يكتُم السِّرّ ، والفِرْج مثله . والفَرِج : الذي لا يزالُ ينكشفُ فَرجُه . والفَرُّوج : القَباء؛ وسمِّي بذلك للفُرجة التي فيه .
وممّا شذَّ عن هذا الأصل : المُفْرَج ، قالوا : هو القتيل لا يُدرَى مَن قتَلَه ، ويقال : هو الحَميل لا وَلاءَ له إلى أحد ولا نَسَب . ورُوي في بعض الحديث : « لا يُتْرَك في الإسلام مُفْرَجٌ » ، بالجيم .
فرح : الفاء والراء والحاء أصلانِ ، يدلُّ أحدهما على خلاف الحُزْن ، والآخر الإثْقال .
فالأوَّل الفَرَح ، يقال : فَرِحَ يَفرَح فَرَحاً ، فهو فَرِح . قال الله تعالى : ) ذ لِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الاَْرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ ( غافر : 75 . والمِفراح : نقيض المِحْزان .
وأمّا الأصل الآخر فالإفراح ، وهو الإثقال . وقولُه عليه الصلاة والسَّلام : « لا يُتْرَك في الإسلام مُفْرَحٌ » قالوا : هذا الذي أثْقَلَه الدَّين . قال :
إذا أنت لم تَبْرحْ تؤدِّي أمانةً
وتَحمِلُ أُخرى أفرحتكَ الودائعُ
وتَحمِلُ أُخرى أفرحتكَ الودائعُ
وتَحمِلُ أُخرى أفرحتكَ الودائعُ
فرخ : الفاء والراء والخاء كلمةٌ واحدة ، ويقاس عليها . فالفَرْخ : وَلَد الطّائر . يقال : أفرَخ الطّائر : ويُقاس فيقال : أفْرَخَ الرُّوع : سَكَنْ . وليُفْرِخ رُوعك ، قالوا : معناه ليخرج عنك رَوْعُك وليفارقْك ، كما يَخرُج الفَرخ عن البيضة . ويقولون : أفرَخَ الأمر : استبانَ بعد اشتِباه . والفُرَيْخ : قينٌ كان في الجاهليَّة ، يُنسبَ إليه النِّصال أو السِّهام . قال :
ومقذُوذَين من بَرْي الفُرَيْخ