كتاب الواو
وأب : الواو والهمزة والباء . كلمتانِ تدل إحداهما على تقعير شيء ، والأُخرى على غَضَب .
فالأُولى : الحافر الوأْب : المُقعَّب . والوَأْبة : نُقَيرةٌ في صَخرة تُمسِك الماء .
والكلمة الأُخرى أَوْأَبْتُ فلاناً : أغضَبْتُه . ويقال : إنّ الإبَةَ منه .
وأد : الواو والهمزة والدال كلمةٌ تدلُّ على إثقال شيء بشيء . يقال للإبل إذا مَشَت بثَقَلِها : لها وئيدٌ . قال :
ما للجمالِ مشيَُِها وَئيدا
أي مشياً بِثِقَل . والموؤودة من هذا ، لأنّها تُدفَن حيّة ، فهي تُثْقَل بالتُّراب الذي يعلوها . وَأدَها يَئِدُها وَأْداً . ومن ذلك قوله :
وأحْيا الوَئيدَ فلم يُوأدِ
وأر : الواو والهمزة والراء . يقولون : استَوْأرَت الإبلُ : تتابعت . وذهب أبو إسحاقَ الزَّجّاجُ إلى أنّ أصل الباب شِدَّة الحرّ . قال : وَوَئِرَ يومُنا : اشتَدّ حرّه وَأَراً . و يومٌ وئِرٌ . قال : ومنه الاْرةُ : حفرةٌ تكون لمُستَوْقَد النّار . وَوَأَر المكانَ : اتَّخَذَ حفرةً للنّار . قال : والوَأْر : شِدّة الفزَع ، كأنّه فزَعٌ يُحرِق من شِدّته. ووأَرْتُه أَئِرُهُ وَأْراً : أفزَعْته. ووُئِرَ زَيدٌ : ذُعِر .
وأص : الواو والهمزة والصاد . يقولون : ما أدري أي الوَئِيصَةِ هو ، أيْ أيُّ الناس هو . والوئيصة : الجماعة .
وأق : الواو والهمزة والقاف . يقولون : الوَأْق : الصُّرَد . قال :
ولقد غَدَوْتُ وكنت لا
أغدو على وأق وحاتِمْ
أغدو على وأق وحاتِمْ
أغدو على وأق وحاتِمْ
وأل : الواو والهمزة واللام كلمةٌ تدلُّ على تجمُّع والتجاء . يقال استوأَلَتِ الإبلُ : اجتَمَعتْ . والمَوْئِل : الملجأ ، مِن وأَلَ إليه يَئِلُ . والوَأْلَة : البَنَّة من البَعر المتجمِّع .
وأم : الواو والهمزة والميم . كلمةٌ تدلُّ على موافَقَة ومقاربة . يقولون : الوِئام : الموافَقة؛ وواءَمْتُه . ومَثَلُهم :
لولا الوئامُ هَلَكَ الأنامُ
وأه : الواو والهمزة والهاء كلمةٌ يقولونَ عند استطابة الشَّيء . واهاً له .
وأى : الواو والهمزة والياء كلمتان متباينتان : الأُولى الوَعْد ، يقال : وأيْتُه أئيهِ وَأْياً ، وهو صادق الوَأْي .
والثانية : تدلُّ على قُوَّة أو تجمُّع وعِظَم . يقال : حِمارٌ وَأَى : قويٌّ ، وكذلك الفَرَس . وقِدرٌ وئِيَّة : عظيمة . وقول أوس :
وحَطّت كما حَطَّت وَئِيّةُ تاجر
وهَي عِقدُها فارفضَّ منها الطَّوائف
وهَي عِقدُها فارفضَّ منها الطَّوائف
وهَي عِقدُها فارفضَّ منها الطَّوائف
ويقال : الوَئِيَّةُ : الجُوالِق . والله أعلَم .
وبأ : الواو والباء والهمزة كلمةٌ واحدة . هي مالوَباء . وأرضٌ وَبِئَةٌ على فَعِلة وقد وَبِئَت ، وموبوءةٌ وقد وُبِئَتْ . وقولهم : وَبأْتُ إليه وأوبَأْتُ؛ أي أشرتُ ، من باب الإبدال ، والأصل الميم . وقد أنشدوا بالباء :
تَرَى النّاسَ ما سِرنا يَسيرُون خَلْفَنا
وإنْ نحنُ أوْيأْنا إلى النّاس وقَّفُوا
وإنْ نحنُ أوْيأْنا إلى النّاس وقَّفُوا
وإنْ نحنُ أوْيأْنا إلى النّاس وقَّفُوا
وبخ : الواو والباء والخاء كلمة واحدة . وبَّخه : لامَه ، توبيخاً .
وبد : الواء والباء والدال كلمةٌ تدلُّ على سُوءِ حال . يقال : أرضٌ وَبِدةٌ ، إذا ساءت حالُ أهلِها . ويقولون : الوَبْد : نُقرةٌ في صخرة . ورجُلٌ مُسْتَوْبِدُ المكان : جاهلٌ به .
وبر : الواو والباء والراء كلماتٌ لا تَنقاس ، بل هي منفردة . فالوَبَر معروفٌ . والوَبْر : دابّةٌ . وبناتُ أوْبَرَ : شِبْهُ الكَمء الصغار . وما بالدار وابِرٌ؛ أي أحد .
وحكَى بعضُهم : وبَّر في منزلهِ توبيراً : لم يبرحه . ووَبْرٌ : أحد أيّامِ العجوز .
وبش : الواو والباء والشين كلمةٌ تدلُّ على اختلاط . يقال : جاءَ أوباشٌ من النّاس؛ أي أخلاط . وأوبَشَت الأرض : اختلَطَ نباتُها .
وبص : الواو والباء والصاد يدلُّ على ظُهورِ شيء في بَريق وَبَصَ يَبِص : بَرَق . وقد أوْبَصْتُ ناري . ووَبَّصَ الجُِرو : فتح عينَيه . وأوبَصَتِ الأرضُ : ظَهَر نباتُها ، كأنّه يَلمَعُ .
وممّا شذّ عن هذا : إنّ فُلاناً لَوابِصَةُ سَمع ، إذا كان يَسمعُ الكلامَ فيعتمدُه ويظنُّه .
وبط : الواو والباء والطاء كلمةٌ تدلُّ على ضَعف . يقال : وَبَِطَ رأيُه : ضعف . والوابِطْ : الجَبان . وَوَبَطَنِي فلانٌ عن حاجتي : حبَسَني .
وبق : الواو والباء والقاف كلمتان . يقال لكلِّ شيء حالَ بين شيئيْن مَوْبِق .
والكلمة الأُخرى : وَبَقَ : هَلَك . وأوْبَقَه الله . ويقال : المَوْبِق : المَوْعِد .
وبل : الواو والباء واللام أصلٌ يدلُّ على شدّة في شَيء وتجمُّع . الوَبْل والوابل : المَطَر الشَّديد . ويقال : وَبَلَتِ السَّماء : أتَتْ بوابل . قال :
إن ديَّمُوا جادَ وإنْ جادُوا وَبَلْ
ووَبَلَةُ الشَّيءِ : ثِقَلُه . ومنه يقال شيءٌ وبيلٌ أي وخيم . واسْتَوبَلْتُ البلدَ ، إذا لم يوافقْكَ وإن كنت مُحبّاً . والوَبيل : الضَّرْبُ الشَّديد . والوَبيل : الرّجُل الثَّقيل في أمر يتولاّه لا يُصلِحه . والمَوْبل : الأمْعَزُ الشَّديد . والوَبيل : خَشَبَةٌ القَصّار التي يدُقُّ بها الثِّياب . والوبيل : الحُزْمة من الحَطَب . ويقال : الوَبيل الكلأُ رطباً كان أو يابساً . والوابلة : عَظْمُ مَفْصِل الرُّكبة .
وتح : الواو والتاء والحاء كلمةٌ تدلُّ على قِلَّة في شيء . فالوتْح والوتَِح القليل . يقال : وَتَحَ العَطِيَّةَ . وتوتَّحْتُ من الشراب : شربت منه قليلاً . وأوتَحْتُ حَظَّه : أقلَلْتُه .
وتد : الواو والتاء والدال : كلمةٌ واحدة ، هي الوَتِد ، يقال : وَتَدَهُ ، وتِدْ وتِدَكَ . ويقال : وَتْد أيضاً . ووَتِد الأُذن : الذي في باطِنِها كأنّه وَتِد .
وتر : الواو والتاء والراء : باب لم تَجِئْ كلمُهُ على قياس واحد ، بل هي مفرداتٌ لا تتشابَه . فالوَتِيرة : غُرَّة الفَرَس مستديرةً . والوَتِيرة : شَيء يُتَعلَّم عليه الطَّعن . والوَتيرة : المداوَمَة على الشَّيء ، يقال : هو على وتيرة . والوَتر : الذَّحْل ، يقال : وَتَرْتُه أُتِرُهُ وَتْراً . والوِتر والوَتْر : الفَرد . ووَترُ القَوسِ معروفٌ . يقال : وَتَرْتها وأوْتَرتُها . والوَتَرة : طرَفُ الأنف .
أمّا المواتَرَة في الأشياء فقال اللِّحيانيّ : لا تكون مواترةً إلاّ إذا وقعت بينهما فَتْرة ، وإلاّ فهي مُدارَكَة . ويقال : ناقةٌ مُواتِرةٌ : تضَعُ ركبتَها ، ثمَّ تمكُث ثمّ تضَعُ الأُخرى .
وتش : الواو والتاء والشين . الوَتْش : القليل الرُّذالُ من كلِّ شيء . والله أعلمُ بالصّواب .
وتغ : الواو والتاء والغين كلمةٌ تدلُّ على إثمِ وَبليَّه . فالوَتَغ : الإثم . وأوْتغَه : ألقاه في بَليَّة . ووتِغَ وَتَغاً : هلَكَ . وأوتَغَه : أهلكه .
وتن : الواو والتاء والنون كلمةٌ تدلُّ على ثَبات ومُلازَمة . واتَنَ الأمرَ : لازَمَه . وماءٌ واتِنٌ : دائم . ومنه الوَتين : عرقٌ ملازمٌ للقَلْبِ يَسقِيه .
وثأ : الواو والثّاء والهمزة ، ليس فيه إلاّ وُثِئَتْ يدُه ، وهي موثوءة .
وثب : الواو والثاء والباء يدلُّ في لُغة العرب على الظَّفْر ، إلاّ في لغات من لُغات حِمْير فإنّه بخلاف هذا . ووَثَب من مكانه : طَفَر . وفي لغةِ حمير يقولون لمن قَعَدَ : قد وَثَب . وإذا أَمَروا بالقُعُود فالواثِبْ . ويقولون للملِك إذا قَعَدَ ولم يَغْزُ : المَوْثَبان . ويقولون : وَثَّبَه وِسادةً : ألقاها له ليَقعُدَ عليها .
وثج : الواو والثاء والجيم يدلُّ على اكتناز . ووَثُجَ الفَرسُ وَثاجةً : اكتنَزَ لحمُه ، وهو وَثيجٌ . واستَوْثَجَ نَبْتُ الأرضِ : عَلِقَ بعضُه بعضاً . وأرضٌ مُؤتثِجةٌ : كثيرة الكلأ .
وثر : الواو والثاء والراء كلمةٌ تدلُّ على وَطاءة في شَيء . وفِراشٌ وَثْرٌ ووَثِيرٌ : وطِيٌّ . والمَياثِر : ثيابٌ حمرٌ تكون في مراكب الأعاجم . وقولهم : وَثَرَ الجملُ النّاقةَ : ضرَبَها ، كأنّها له فراشٌ وثير .
وثق : الواو والثاء والقاف كلمةٌ تدلُّ على عَقْد وإحكام . ووثَّقْت الشَّيءَ : أحكَمْتُه . وناقةٌ موثَّقَة الخَلْق . والمِيثاق : العَهدُ المُحكَم . وهو ثِقَةٌ . وقد وَثِقْتُ به .
وثل : الواو والثاء واللام كلمة . يقولون : الوَثِيل : اللِّيف أو رِشاءٌ يتّخَذ منه .
وثم : الواو والثاء والميم : أصلٌ يدلُّ على جَمع وتجمُّع . والأصل الوَثِيمة : الحَجر . يقولون : والذِي أخرَجَ النّارَ من الوثيمة . ثمّ يقال للحُزْمة من الحَشيش وَثِيمة . يقال ثِمْ؛ أي اجْمَعْ . والوَثِيم : المكتنِزُ لحماً .
وثن : الواو والثاء والنون . كلمةٌ واحدة ، هي الوَثَن واحد الأوثان : حِجارةٌ كانت تُعْبَد . وأصلها قولهم : استَوْثَنَ الشَّيءُ : قَوِيَ . وأوْثَنَ فلانٌ الحِمْلَ : كَثَّره . وأَوثَنْتُ له : أعطيتُه جزيلاً .
وجب : الواو والجيم والباء أصلٌ واحد ، يدلُّ على سُقوط الشَّيءِ ووُقوعِه ، ثمّ يتفرَّع . ووَجَب البيعُ وُجوباً : حَقَّ ووَقَع . ووَجَب الميِّت : سقَط ، والقتِيلُ واجب . وفي الحديث : « فإذا وجَبَ فلا تبكِيَنَّ باكية »؛ أي إذا ماتَ . وقال الله في النَّسائك : ) فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها ( الحج : 36 . قال قيس :
أطاعتْ بنو عوف أميراً نهاهُمُ
عن السَّلْمِ حتّى كان أوَّلَ واجبِ
عن السَّلْمِ حتّى كان أوَّلَ واجبِ
عن السَّلْمِ حتّى كان أوَّلَ واجبِ
وَجَب الحائطُ : سقَطَ ، وجْبَةً . والوجيبة : أن تُوجِبَ البيعَ ، في أن تأخذ منه بعضاً في كلِّ يوم ، فإذا فرَغَ قيل : اسْتَوْفَى وَجِيبَتَه . ويقولون : الوَجْبُ : الجَبان . قال :
طلوبُ الأعادِي لا سَؤُومٌ ولا وَجْبُ
سمّي به لأنّه كالسّاقط . ويقولون : المُوَجِّب : النّاقة لا تنبعث من كثرة لحمها .
ومن الباب المُوَجِّب من النُّوق : التي يَنعقِد اللِّبَأُ في ضَرعها .
وَأَمّا وَجِيبُ القَلْب فمن الإبدال ، والأصل الوجيف ، وقد مَرَّ .
وجّ : الواو والجيم ليس إلاّ « وَجّ » بلدُ الطّائِفِ . وفي الحديث : « آخِر وطأة وطِئَها الله تعالى بوَجّ » ، يريد غَزاةَ الطّائف .
وجح : الواو والجيم والحاء . كلمةٌ تدلُّ على سَتر شيء لشيء . وكلُّ ما استَتَرتَ به وِجاح ووَجاح . ويقال الوجاح : الشَّخص ، لأنَّ كلَّ شخص يستُر ما وراءَه . ومنه : حفَرتُ حتّى أوْجَحْت؛ أي بلغت الصَّفا . والصَّفا يستُر ما تَحتَه ويمنعُه .
وجد : الواو والجيم والدال يدلُّ على أصل واحد ، وهو الشَّيء يُلفيه . ووَجَدْتُ الضّالَّةَ وِجْداناً . وحكَى بعضُهم : وجَدتُ في الغضَب وِجداناً . وأنشد :
كِلانا ردَّ صاحبَهُ بيأْس
على حَنَق ووِجدان شديدِ
على حَنَق ووِجدان شديدِ
على حَنَق ووِجدان شديدِ
وجذ : الواو والجيم والذال كلمةٌ صحيحة ، هي الوَجْذ ، نُقرة في الصَّخرة ، والجمع وِجاذ . وبلغنا أنّه يقال ، أوجَذَه على الأمر ، أكْرَهَه .
وجر : الواو والجيم والراء كلمةٌ تدلُّ على جنس من السَّقْي . ووَجَرْت الصَّبيَّ الدَّواء وأوجرتُه . ويستعيرونه فيقولون : أوْجَرْتُه الرُّمحَ ، إذا طعنتَه في صَدرِه . والوِجار ، سَرَبُ الضَّبُع ، لأنّها تَغِيب فيه كما يغيب المشروب في الحَلْق .
وجز : الواو والجيم والزاء كلمةٌ واحدة . يقال : كَلامٌ وَجْزٌ ووجيز . وربَّما قالوا : توجَّزْتُ الشَّيءَ ، مثل تنجَّزْت .
وجس : الواو والجيم والسين : كلمةٌ تدلُّ على إحساس بشيء وتسمُّع له . تَوَجَّسَ الشَّيءَ : أحَسَّ به فتسمَّعَ له . قال الله تعالى : ) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى ( طه : 67 ، ثمَّ قال ذو الرُّمَّة :
إذا توجَّسَ
وممّا شَذَّ عن هذا وهو من الكلام المُشكِل : قولهم : لا أَفعَلُه سَجِيسَ الأوْجَسِ : الدَّهْر . وما ذُقْتُ عِنده أوجَسَ؛ أي شيئاً من الطَّعام .
وجع : الواو والجيم والعين كلمةٌ واحدة ، هي الوَجَع : اسمٌ يجمع المرض كلَّه . وهو يِيجَعُ وياجَعُ ، وأنت نِيجع من كذا . وقال رائدٌ من الرُّوّاد : « رأيتُ كَلأً يِيجَعُ له كَبِدُ المُصْرِم » . وهو وَجِعٌ وقومٌ وَجاعَى . وأنا أوْجَعُ رأسي ، ويُوجعُني رأسي . وتوجّعت له : رَثَيت . ويقولون : إنّ الوَجْعاء : السَّهُ .
وجم : الواو والجيم والميم يدلُّ على سكوت في اهتمام . وَوَجَم من الأمرِ يَكرَهُه : أَسْكَتَ له . وفي الحديث : « مالي أراكَ واجماً » . ويقولون : يومٌ وجيم : شديد الْحَرّ ، وفيه نظر . ومصدرهُ الوَجْمُ والوجوم .
وجن : الواو والجيم والنون يدلُّ على صلابة في الشَّيء . ومنه الوَجِين : العارض من الأرض يَنقاد ، وهو صُلْبٌ ، وبه سمِّيت الناقة وَجْناء . وقياس وَجْنَةِ الإنْسان منه ، لأنَّ فيها صلابةً وشِدّة ، والجمع وَجَنات . وربَّما سمَّوْا شَطَّ الوادِي وَجِيناً . ووَجَن ثوبَه : ضَرَبه بالمِيجَنَة ، هي الخشَبةُ يُدَقُّ بها .
وجه : الواو والجيم والهاء أصلٌ واحد يدلُّ على مقابلة لشيء . والوجه مستقبِلٌ لكلِّ شيء . يقال : وَجْه الرّجلِ وغَيره . وربَّما عُبِّر عن الذات بالوَجْه . و تقول : وَجْهي إليك . قال :
أستغفِرُ اللهَ ذَنْباً لستُ مُحْصِيَهُ
ربَّ العِبادِ إليه الوَجْهُ والعَمَلُ
ربَّ العِبادِ إليه الوَجْهُ والعَمَلُ
ربَّ العِبادِ إليه الوَجْهُ والعَمَلُ
وواجهتُ فلاناً : جعلتُ وجهِي تِلقاءَ وجهِه .
ومن الباب قولُهم : هو وجيهٌ بيِّنُ الجاه . والجاه مقلوبٌ . والوِجهة : كلُّ موضع استقبلتَه . قال الله تعالى : ) وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ ( البقرة : 148 . ووجَّهت الشَّيءَ : جعلتُه على جهة . وأصل جِهَتِه وِجْهَته . والتَّوجيه : أن تَحفِر تحت القِثّاءَة ، أو البِطِّيخة ثمّ تُضجِعَها . وتَوجَّهَ الشَّيْخُ : ولَّى وأدْبَر ، كأنّه أقْبَلَ بوجهه على الآخر . ويقال للمُهْر إذا خَرَجَتْ يداه من الرّحم : وَجِيهٌ .
وجى : الواو والجيم والحرف المعتلّ . يقولون : تركتُه وما في قلبي منه أوْجَى؛ أي يَئِسْت منه . ويقولون : سألْتُه فأوجَى عليَّ؛ أي بَخِلَ عَلَيَّ .
وحد : الواو والحاء والدال أصلٌ واحد يدلُّ على الانفراد . من ذلك الوَحْدَة . وهو واحدُ قبيلتِه ، إذا لم يكن فيهم مثلُه . قال :
يا واحدَ العُرْبِ الذي
ما في الأنامِ له نَظِير
ما في الأنامِ له نَظِير
ما في الأنامِ له نَظِير
ولقيتُ القَومَ مَوْحَدَ مَوْحَدَ . ولقيتُه وَحْدَه . ولا يُضاف إلاّ في قولهم : نَسيجُ وَحْدِه ، وعُيَيْرُ وَحِده ، وجُحَيْش وَحده ، ونَسيجُ وحدِه؛ أي لا يُنسَج غيره لنفاسته ، وهو مَثَل . والواحد : المنفرد . وقول عَبِيد :
واللهِ لو مِتُّ ما ضَرَّني
وما أنا إن عشت في واحِدَه
وما أنا إن عشت في واحِدَه
وما أنا إن عشت في واحِدَه
يريد : ما أنا إن عِشت في خَلّة واحدة تدوم ، لأنّه لا بدَّ لكلِّ شيء من انقضاء .
وحر : الواو والحاء والراء كلمة واحدة ، هي الوَحَرة : دُوَيْبَّةٌ شبه العَظاية إذا دبَّتْ على اللحم وَحِر ، ثمّ شبِّه الغِلُّ في الصَّدر بها ، فيقال وَحِرَ صدره . وفي الحديث « يذهب وَحَرُ صدرهِ » .
وحش : الواو والحاء والشين : كلمةٌ تدلُّ على خلاف الأُنس . توحَّش : فارَقَ الأنيس . والوَحْش : خلاف الإنس . وأرضٌ مُوحِشَةٌ ، من الوَحْش . ووَحشيُّ القَوس : ظَهْرُها؛ وإنسيُّها : ما أقبَلَ عليك . ووَحْشِيُّ الدّابّة في قول الأصمعيّ : الجانبُ الذي يَرْكَب منه الرّاكبُ ويحتلِبُ الحالب . قال : وإنّما قالوا :
فجال على وحشيِّه
و :
انصاعَ جانِبُه الوَحشيُّ
لأنّه لا يُؤتَى في الرُّكوب والْحَلَب والمعالجة إلاّ منه ، فإنّما خوفُه منه ، والإنسيّ : الجانِب الآخَر .
ويقولون : لقيتُ فلاناً بوحْشِ إصْمِتَ؛ أي ببلد قَفْر . ويقال : وَحَش بثَوْبه . وبات الوَحْشَ ؛ أي جائعاً ، كأنّه كان بأرض وَحْش لا يجد ما يأكلُه .
وحف : الواو والحاء والفاء كلمة تدلُّ على سَواد في شيء . وشعرٌ وحْفٌ : أسوَدُ ليِّن . والوَحْفاء : أرضٌ فيها حجارةٌ سود . وعُشْب وَحْف : كثير ، وإذا كَثُر تبيَّنَ أسودَ .
وممّا شذّ عنه كلمتان : المُوَحَّف ، يقولون : البعير المهزول . قال :
لمّا رأيتُ الشّارفَ المُوَحَّفا
والواحِفُ : الغَرْب الذي ينقطع منه وَذَمَتان ويتعلَّق بوَذَمَتَيْن .
وحل : الواو والحاء واللام كلمةٌ واحدة ، هي الوَحَل . واستَوْحَل المكان : صار في الوَحَل . والمَوْحِل : موضع الوَحَل . ووَحِلَت الدّوابُّ تَوْحَلُ : وقعت في الوَحَل .
وحم : الواو والحاء والميم كلمتان . الوَحَم والوَِحام . والوَحَم : شهوةُ المرأة للشيء على الحَبَل . وامرأةٌ وَحْمَى ، وقد وحَّمْناها . قال :
أيّامَ ليلَى عامَ لَيْلَى وَحَمِي
أي شَهوتي وغايتي وَطَلِبَتِي .
ومن هذا الاشتقاق : وحمْتُ وَحْمَهُ ، كأنَّكَ اشتهيتَ ما اشتهاه .
وأمّا الوَِحامُ فيقال : الأُنثى إذا حَمَلَتْ استعصَتْ ، فيقال وَحِمَتْ .
وحى : الواو والحاء والحرف المعتلّ : أصلٌ يدلُّ على إلقاء عِلْم في إخفاء أو غيره إلى غيرك . فالوَحْيُ : الإشارة . والوَحْي : الكتابُ والرِّسالة . وكلُّ ما ألقيتَه إلى غيرك حتّى عِلمَهُ فهو وَحيٌ كيف كان . وأوْحَى الله تعالى ووَحَى . قال :
وَحَى لها القرارَ فاستقَرَّتِ
وكلّ ما في باب الوحي فراجعٌ إلى هذا الأصل الذي ذكرناه . والوَحِيّ : السَّريع . والوَحَى : الصَّوت . والله أعلَم .
وخّ : الواو والخاء . يدلُّ على اختلاط واضطراب . ورجلٌ وَخْواخٌ : مختلطٌ ضعيف . قال :
لم أَكُ في قومي امرأً وَخْواخا
وخد : الواو والخاء والدال كلمةٌ واحدة . يقال : وخدت النّاقة تَخِدُ وَخَداناً ، وهو سَعَة الخطْو .
وخز : الواو والخاء والزاء كلمةٌ واحدة ، هي الوَخْز : الطَّعن بالرمح وغيره ، ولا يكون نافذاً .
وخش : الواو والخاء والشين كلمةٌ واحدة هي الوَخْش : الدُّناةُ من الرِّجال والأخلاطُ . ويقال : أوْخَشُوا الشَّيء : خَلَطوه . قال :
وألقيتُ سهمي بينهم حينَ أَوْخَشُوا
قال أبو بكر : الوَخْش : الرديُّ من كلِّ شَيء .
وخض : الواو والخاء والضاد كلمةٌ ، وهي الطَّعن غير جائف . ووخَضَه بالرُّمح .
وخط : الواو والخاء والطاء كلمتان : إحداهما وَخَطَ الشَّيْبُ في رأسه . والأُخرى : الوخْط : الطَّعن . وَوَخَطه بالسَّيف : تناوَلَه مِن بعيد . وذكروا كلمةً ثالثة ، قالوا : مرَّ يَخِطُ ، وهو مَشْيٌ فوق العَنَق .
وخف : الواو والخاء والفاء كلمةٌ ، هي الوَخيف : ضَرْبُك الخَِطْميَّ في الطَّسْت ، تُوخِفُه ليختلط .
وخم : الواو والخاء والميم : كلمةٌ واحدة ، هي الوَخِْم : الوَبِيُّ من الشَّيء . واستوخَمْتُ البِلادَ ، وبلادٌ وَخِْمَةٌ ووخيمة : لا تُوافِق ساكنَها . ورجل وَخِْم ووخيم : ثَقيل . والتُّخَمة من هذا ، والتاء في الأصل واو .
وخى : الواو والخاء والحرف المعتلّ كلمةٌ تدلُّ على سَيْر وقصد . يقال : وخَت النّاقة تَخِي وَخْياً . قال :
يتْبَعْنَ وَخْيَ عَيْهَل نِيافِ
وهذا وَخْيُ فُلان؛ أي سَمْتُه . وما أدرِي أيْنَ وخى؛ أي توجَّهَ .
ودج : الواو والدال والجيم كلمة واحدة : الوَدَجانِ : عِرْقانِ في الأخدَعَين . ثمّ يشبَّه بذلك ، فيقال للأخوين : وَدَجانِ . قال :
فقُبِّحْتُما من وافِدَينِ اصطُفيتُما
ومن وَدَجَيْ حَرب تَلَقَّحُ حائلِ
ومن وَدَجَيْ حَرب تَلَقَّحُ حائلِ
ومن وَدَجَيْ حَرب تَلَقَّحُ حائلِ
وَوَدَجْتُ بين القَوم : أصلحتُ بينهم ، مأخوذٌ من الودَجين؛ أي اتَّفَقوا كاتِّفاق الوَدَجَيْن .
ودّ : الواو والدال كلمةٌ تدلُّ على مَحَبَّة . وَدِدْتُه : أحببته . ووَدِدْت أنّ ذاك كان ، إذا تمنَّيْتَه ، أَوَدُّ فيهما جميعاً . وفي المحبَّة الوُدُّ ، وفي التَّمنِّي الوَدادة . وهو وَديدُ فلان؛ أي يُحِبُّه .
فأمّا الوَدُّ : فـ ـالوَتِد وقد ذكر .
ودس : الواو والدال والسين كلمتان :
الأُولى : الوديس : النبات ، يقال : أودَسَت الأرضُ : أخرجَتْ نَبْتَها .
والأُخرى : وَدَسَ الشَّيءَ : خَبَّأه . وما أدرِي أين وَدَسَ؛ أي ذَهَب .
ودص : الواو والدال والصاد . يقولون : ودَصَ إليَّ بكلام : ألقاه ولم يتمَّه .