فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ)(1) أبي القاسم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
[سنة الحياة دائماً نحو الأفضل]
إعلم يا أخي الحبيب: أنّ سُنة الله في الأرض وفي المخلوقات ـ وحتى الفلاسفة وعلماء الطبيعيات يقولون ـ أنّ الحياة دائماً إلى الأفضل، أرجو أن نلتفت إلى هذه النقطة: الحياة في مجموعها دائماً إلى الأفضل، لماذا؟ لأنّ الله تبارك وتعالى ربّ الحياة، وهو ينمّيها ويجلّيها باعتبارها مظهراً لقدرته.
يعني الملك القادر ـ الملك البشري ـ لمّا يبدي من فنون قدرته حداً معيناً لتتوقّف عند هذا الحدّ وأصبحت قدرته عاجزة عن الإبداع فيما بعد، يثبت محدوديته وعجزه عن أن يأتي بجديد.
أمّا الله فمن أسمائه وصفاته بديع السماوات والأرض، وما دام هو بديع فلا يزال مبدعاً، وما دام لا يزال مبدعاً لا يزال الكون متقدّماً إلى الأفضل، الأفضل في نوع البشر والأفضل في أنماط الحياة، كيف وما الدليل من القرآن؟
إنّ الله تعالى علّمنا في القرآن أنّ مواكب الأُمم لمّا توافدت على الأرض كانت كلّ أمة يأتيها نبي تكفر به، فيهلك الكافرين ويستبقي الصالحين، والدليل على هذا ما جرى في سفينة نوح:
1 - الأعراف: 156 ـ 157.