[هبة الإمامة مرتبطة بأنوار الزهراء(عليها السلام)]
حسناً، ما الذي يدلّ على أنّ الهبة ـ هبة الإمامة ـ مرتبطة بأنوار الزهراء صلوات الله عليها؟
ها هي سورة الشورى تتحدّث عن اختيار الأنبياء بدءاً من نوح (عليه السلام) إلى اختيار الأئمة وفرض المودّة، ثمّ تختم بأنّ الله عزّ وجلّ لا يُنازع في ملكه ولا يُعترض عليه في قضائه وقدره لا يُقدّم عليه ولا يؤخر عليه، لقوله تعالى: (للهِِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إنَاثَاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورُ * أوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرانَاً وَإنَاثَاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إنَّهُ عَليمٌ قَديرٌ)(1).
الهبة هنا بدأت بالإناث، ثمّ قال: (وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورُ)، أي: يهب لمن يشاء الذكور المناسبين للإناث، لأنّ الإناث هنّ التربة، هنّ المستودع الذي تستودع فيه النطف، ولذلك قلنا: إنّ سارة ارتبط بها آل البيت، مريم بنت عمران التي يصفها الحقّ بقوله: (وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرانَ الَّتي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ القَانِتِينَ)(2).
اعلموا يا أحباب: إنّ من أقوى الأدلّة العقلية والنقلية على
1 - الشورى: 49 ـ 50.
2 - التحريم: 12.