الشاهد في هذا الأمر أيّ شيء؟
الشاهد هو أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان في وسعه أن يقول: قريش التي عذبتنا واضطهدتنا وألجأتنا إلى الهجرة.. فنأخذ أموال أهل مكّة ونستعين بها على ما نحن في سبيله.
لكن هذه الإمامة.. هذه النبوة الخاتمة، تأبى ذلك، فتندب الإمام لردّ الودائع وهو القصد الأساسي، لأنّ نجاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)من قبضة الكفار كان من اليسير أن تتمّ بغير نوم أمير المؤمنين (عليه السلام)في فراشه (صلى الله عليه وآله وسلم)، لكن الأهم ردّ الودائع، وهذه عملية مادية، فنهض أمير المؤمنين بردّ الودائع، ليكون في ذلك برهان ساطع على أنّ منهج محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وقرآن محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) مصدّق لما بين يديه من الكتاب ومهيمن عليه.
[محاولة كفّار مكّة هدم الإسلام من داخله:]
كفّار مكّة بعد أن نجا منهم رسول الله(صلى الله عليه وآله) وبعد أن حاربوه في بدر وأُحد والأحزاب ـ وكلّها مشاهد ما جلاّها ولا كشف غمّتها عن وجه رسول الله إلاّ سيف أمير المؤمنين علي ـ بعد أن يئست قريش من أن تهدم الإسلام من خارجه، رأت أن تهدمه من داخله، واستغلّت الخُلُق العظيم للنبي الكريم الرؤوف الرحيم ـ لأنّه ليس نبي انتقام ـ فجاؤوا يوم فتح مكة وشهدوا على أنفسهم وشهد عليهم