المسلمين من بعده وأمر أصحابه وزوجاتهبتهنئته بإمرة المؤمنين فجاءه أبوها فيمقدمة النّاس يقول: بخ بخ لك يا ابن أبيطالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.وقد عرفت بأنّ رسول الله صلّى الله عليهوآله وسلّم أمّر على أبيها شاباً صغيراًلا نبات بعارضيه عمره سبعة عشر عاماًوأمره بالسّير تحت قيادته والصلاة خلفه.ولا شك بأنّ أم المؤمنين عائشة كانتتتفاعل مع هذه الأحداث فكانت تحمل فيجنباتها همَّ أبيها والمنافسة علىالخلافة والمؤامرة التي تدور عند رؤساءالقبائل في قريش، فكانت تزداد بُغضاًوحنقاً على علي وفاطمة وتحاول بكل جهودهاأن تتدخّل لتغيير الموقف لصالح أبيهابشتّى الوسائل كلّفها ذلك ما كلّفها ـ وقدرأيناها كيف أرسلت إلى أبيها على لسانزوجها تأمره ليصلّي بالنّاس عندما علمتبأنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّمأرسل خلف علي ليكلفّه بتلك المهمّة ولمّاعلم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّمبتلك المؤامرة اضطرّ للخروج فأزاح أبا بكرعن موضعه وصلّى بالنّاس جالساً، وغضب علىعائشة وقال لها إنّكنّ أنتنّ صويحبات يوسف(يقصد أن كيدها عظيم)(1).والباحث في هذه القضية التي روتها عائشةبروايات مختلفة ومتضاربة يجد التناقضواضحاً وإلاّ فإنّ أباها عبّأه رسول اللهصلّى الله عليه وآله وسلّم في جيش وأمرهبالخروج تحت قيادة أسامة بن زيد قبل تلكالصلاة بثلاثة أيام، ومن المعلومبالضرورة أنّ قائد الجيش هو إمام الصلاةفأسامة هو إمام أبي بكر في تلك السرية،فلمّا أحسّت عائشة بتلك الإهانة وفهمتمقصود النبي صلّى الله عليه وآله وسلّممنها خصوصاً وأنها تفطّنت بأنّ علي بن أبيطالب لم يعيّنه رسول الله صلّى الله عليهوآله وسلّم في ذلك الجيش الذي عبّأ فيهوجوه المهاجرين (1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 9/197ينقل ذلك عن الإمام علي.