أم المؤمنين عائشة تشهد على نفسها
ولنستمع إلى عائشة تروي عن نفسها وكيفتفقدها الغيرة صوابها، فتتصرّف بحضرةالنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم تصرفاًلا أخلاقياً، قالت: «بعثت صفية زوج النبيإلى رسول الله بطعام قد صنعته له، وهوعندي، فلما رأيت الجارية أخذتني رعدة حتّىأستقلّني أفكل، فضربت القصعة ورميت بها،قالت: فنظر إليّ رسول اله صلّى الله عليهوآله وسلّم فعرفت الغضب في وجهه، فقتل:أعوذ برسول الله أن يلعنني اليوم، قالت،قال: أوِّلي، قلت وما كفّارته يا رسولالله؟ قال: طعام كطعامها وإناء كإنائها(1).ومرة أخرى تروي عن نفسها، قالت: قلت للنبيحسبُك من صفيّة كذا وكذا، فقال لي النبيصلّى الله عليه وآله وسلّم: لقد قلتِ كلمةلو مُزجتْ بماء البحر لمزجته(2).سبحان الله! أين أم المؤمنين من الأخلاقوأبسط الحقوق التي فرضها الإسلام في تحريمالغيبة والنّميمة؟ ولا شكّ بأن قولها:«حسبك من صفية كذا وكذا»، وقول الرسولبأنها كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجتهبأنّ ما قالته عائشة في ضرّتها أمّالمؤمنين صفية أمرٌ عظيم. وخطبٌ جسيم.(1) مسند الإمام أحمد بن حنبل: 6/277. وسننالنسائي: 2/148.(2) صحيح الترمذي وقد رواه عنه الزركشي فيصفحة 73.