ولكنّك عندما تقول أمامهم بأنّ عمر أخطأفي تعطيل سهم المؤلفة قلوبهم. أو في تحريمالمتعتين أو في التفضيل في العطاء فإنّكترى أوداجهم تنتفخ وأعينهم تحمّرويتّهمونك بالخروج عن الدّين ويقال لك منأنت يا هذا حتى تنتقد سيدنا عمر الفاروقالذي يفرق بين الحقّ والباطل. وما عليك إلاأن تسلّم ولا تحاول الكلام معهم ثانيةوإلاّ قد يلحقك منهم الأذى.
البخاري يدلّس الحديث حفاظاً على كرامةعمر بن الخطاب
نعم إنّ الباحث إذا ما تتّبع أحاديثالبخاري لا يفهم الكثير منها وتبدوا كأنهاناقصة أو مقطّعة وأنّه يخرج نفس الحديثبنفس الأسانيد ولكنّه في كل مرّة يعطيهألفاظاً مختلفة في عدّة أبواب. كل ذلك لشدةحبه لعمر بن الخطاب. ولعلّ ذلك هو الذيرغّب أهل السنّة فيه فقدّموه على سائرالكتب رغم أن مسلماً أضبط وكتابه مرتب حسبأبواب، إلا أن البخاري عندهم أصحّ الكتببعد كتاب الله لأجل هذا ولأجل انتقاصهفضائل علي بن أبي طالب، فالبخاري عمل منجهة على تقطيع الحديث وبتره إذ كان فيه مسّبشخصية عمر، كما عمل نفس الأسلوب معالأحاديث التي تذكر فضائل علي. وسنوافيكببعض الأمثلة على ذلك قريباً إن شاء الله.بعض الأمثلة على تدليس الحديث التي فيهاحقائق تكشف عن عمر بن الخطاب1 ـ أخرج مسلم في صحيحه في كتاب الحيض بابالتيمم قال: جاء رجل إلى عمر فقال: إنّيأجنبت فلم أجد ماءً؟ فقال عمر: لا تصلّفقال عمّار: أما تذكر يا أمير المؤمنين إذأنا وأنت في سرّية فأجنبنا فلم نجد ماءًفأما أنت فلم تصلّ، وأما أنا فتمعّكت فيالتّراب وصلّيت فقال النبي صلّى الله عليهوآله وسلّم: إنّما كان يكفيك أن تضرب بيديكالأرض ثم تنفخ ثم تمسح بهما وجهك وكفّيك،فقال عمر: إتّق الله يا عمّار! قال: إن شئتلم