أن يبيّن له ربّه وإذا كان في المسائلالصغيرة لا يحكم حتى ينزل عليه الوحي فمابالك في الدّماء والحدود؟وأنه لمن اليسير جداً على من يتأمل في ذلكليعرف إنها روايات موضوعة من جهةالأموّيين وأتباعهم ليرضوا بها الحكّامالذين لا يتورّعون عن قتل الأبرياء علىالظنّ والتهمة ويمثلون بهم أشنع التمثيلوالدّليل على ذلك ما جاء في ذيل الروايةنفسها التي أخرجها البخاري يقول: قال سلامفبلغني أنّ الحجّاج قال لأنس حدّني بأشدّعقوبة عاقبها النبي صلّى الله عليه وسلّمفحدّثه بهذا. فبلغ الحسن فقال وددت أنّه لميحدّثه بهذا»(1).ويشمّ من الرواية رائحة الوضع لإرضاءالحجاج الثّقفي الذي عاث في الأرض فساداًوقتل من شيعة أهل البيت آلاف الأبرياءومثّل بهم فكان يقطع الأيدي والأرجل ويسملالأعين ويخرج الألسن من القفا ويصلبالأحياء حتى يحترقوا بالشمس، ومثل هذاالرواية تبرّر أعماله فهو إنّما يقتديبرسول الله ولكم في رسول الله أسوة حسنة ـفلا حول ولا قوّة إلا بالله.ولذلك تفنّن معاوية في التّنكيل والتمثيلبالمسلمين الذين كانوا شيعة لعلي فكم أحرقبالنار وكم دفن أحياء وكم صلب على جذوعالنخل ومن الفنون التي ابتكرها وزيره عمروبن العاص أنّه مثل بمحمد بن أبي بكرواُلبسه جلد حمار وقذف به في النار.ولتبرير مجونهم وكثرة شغفهم بالجواريوالنّساء إليك ما يلي:
النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يحبالجماع
أخرج البخاري في صحيحه في كتاب الغسل بابإذا جامع ثم عادّ ومن دار على نسائه فيغسلٍ واحدٍ. (1) صحيح البخاري: 7/13.