شبراً بشبرٍ وذراعاً بذراع حتّى لو دخلواجحر ضبٍّ تبعتموهم ـ قلنا: يا رسول اللهاليهود والنّصارى قال: فمن؟ (صحيح البخاري:8/151).
شهادة التاريخ في الصّحابة
ولنا بعد القرآن والسنّة شهادة أخرى قدتكون أوضح وأصرح لأنها ملموسة ومحسوسةعاشها النّاس وشاهدوها وتفاعلوا معهافأصبحت تاريخاً يدوّن وأحداثاً تحفظوتكتب.وإذا قرأنا كتب التاريخ عند أهل السنّةوالجماعة كالطبري وابن الأثير وابن سعدوأبي الفداء وابن قتيبة وغيرهم لرأيناالعجب العجاب ولأدركنا أنّ ما يقوله أهلالسنّة والجماعة في عدالة الصّحابة وعدمالطّعن في أيّ واحد منهم، كلام لا يقوم علىدليل ولا يقبله العقل السّليم ولا يوافقعليه إلاّ المتعصّبون الذين حجبت الظلماتعنهم النور، ولم يعودوا يفرّقون بين محمدالنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم المعصومالذي لا ينطق عن الهوى ولا يفعل إلاّالحق.وبين صحابته الذين شهد القرآنبنفاقهم وفسقهم وقلة تقواهم، فتراهميدافعون عن الصّحابة أكثر ممّا يدافعون عنرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.وأضرب لذلك مثلاً.* عندما تقول لأحدهم بأنّ سورة عبسوتولَّى لم يكن المقصود بها رسول اللهصلّى الله عليه وآله وسلّم، وإنّماالمقصود بها أحد كبار الصّحابة الذي عاتبهالله على تكبّره واشمئزازه عند رؤيتهالأعمى الفقير ـ فتراه لا يقبل بهذاالتفسير ويقول: ما محمد إلاّ بشرٌ وقد غلطمرات عديدة وعاتبه ربّه في أكثر من موقع.وما هو بمعصوم إلاّ في تبليغ القرآن، هذارأيه في رسول الله!ولكنّك عندما تقول بأنّ عمر بن الخطابأخطأ في ابتداعه لصلاة التّراويح التي نهىرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عنهاوأمر النّاس بالصلاة في بيوتهم