التّناقض في الفضائل
ومن الأحاديث المتناقضة التي تجدها فيالصّحاح هو تفضيل رسول الله صلّى اللهعليه وآله وسلّم على كل الأنبياءوالمرسلين، وأحاديث أخرى ترفع من شأن موسىدرجة أعلى من درجته، وأعتقد بأنّ اليهودالذين أسلموا في عهد عمر وعثمان أمثال كعبالأحبار وتميم الدّاري ووهب بن منّبه همالذين وضعوا تلك الأحاديث على لسان بعضالصّحابة الذين كانوا معجبين بهم أمثالأبي هريرة وأنس بن مالك وغيرهم. فقد أخرجالبخاري في صحيحه في كتاب التوحيد بابقوله تعالى: (وكلّم الله موسى تكليما).عن أنس بن مالك حكاية طويلة تحكي إسراءالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ثمعروجه إلى السماوات السّبع ثم إلى سدرةالمنتهى وقصّة فرض الصّلوات الخمسين التيفرض على محمد وأمّته وبفضل موسى ردت إلىخمس عمليّة وما فيها من الكذب الصريحوالكفر الشنيع من أن الجبّار ربّ العزّةدنا فتدلّى حتّى كان من النّبي قاب قوسينأو أدنى، وغيرها من التخريف ولكن مايهمّنا في هذه الرواية هو أنّ محمّداًلمّا استفتح السّماء السّابعة وكان فيهاموسى وأنّ الله رفعه في السابعة بتفضيلكلام الله فقال موسى: ربّ لم أظنّ أن يرفععليّ أحدٌ. وأخرج مسلم في صحيحه(1) صحيح البخاري: 8/204.