عليه وآله وسلّم قال: فاطمة بضعة منّي منأغضبها أغضبني ومن أغضبني فقد أغضب الله(1).ثم يروي البخاري نفسه بأن فاطمة ماتت وهيغاضبة على أبي بكر فلم تكلّمه حتى ماتت(2) ـأليس ذلك شهادة منهم بأنّ الله ورسولهغاضبان على أبي بكر؟ فهذا ما يفهمه كلّالعقلاء، ولذلك أقول دائماً بأنّ الحق لابدّ أن يظهر مهما ستره المُبطلون ومهماحاول أنصار الأمويين التمويه والتلفيقفإنّ حجة الله قائمة على عباده من يوم نزولالقرآن إلى قيام الساعة والحمد لله ربالعاليمن.حدّث الإمام أحمد بن حنبل أنّ أبا بكر جاءمرّة واستأذن على رسول الله صلّى اللهعليه وآله وسلّم وقبل الدّخول سمع صوتعائشة عالياً وهي تقول للنبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم: «والله لقد عرفتُ أنّعلياً أحبّ إليك منّي ومن أبي تعيدهامرتين أو ثلاثاً…» الحديث(3).وبلغ من أمر عائشة وبغضها للإمام علي،أنّها كانت تحاول دائماً إبعاده عن النبيصلّى الله عليه وآله وسلّم ما استطاعتلذلك سبيلاً.قال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحالنهج. أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآلهوسلّم استدني عليّاً فجاء حتّى قعد بينهوبينها وهما متلاصقان، فقالت له: أما وجدتمقعداً لكذا إلاّ فخذي.وروي أيضاً أنّ رسول الله صلّى الله عليهوآله وسلّم ساير يوماً الإمام علي وأطالمناجاته، فجاءت عائشة وهي سائرة خلفهماحتى دخلت بينهما، وقالت لهما: فيم أنتمافقد أطلتما، فغضب لذلك رسول الله صلّىالله عليه وآله وسلّم(4). (1) البخاري: 4/210.(2) صحيح البخاري: 5/82 و8/3.(3) الإمام أحمد في مسنده: 4/275.(4) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 9/195.