وإجابةً على هذا السّؤال لا بدّ لي مناستعراض أعمال وأقوال بعض الصحابة في حياةالنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وبعدوفاته، من خلال ما ذكره علماء أهل السنّةفي صحاحهم ومسانيدهم وتواريخهم مقتصراًعليهم دون ذكر أي كتاب من كتب الشيعة لأنّهؤلاء موقفهم من بعض الصّحابة معروف ولايتطلّب مزيداً من التوضيح.وحتّى أرفع الإلتباس لكي لا أترك للخصمحجّة يحتجّ بها عليً، أقول إنّه عندمانتكلّم في هذا الفصل عن الصّحابة فالمقصودهو البعض منهم وليس جميعهم، وقد يكون هذاالبعض أكثريّة أو أقلّية، فهذا ما سنعرفهمن خلال البحث إن شاء الله تعالى. لأنّكثيراً من المشاغبين يتّهموننا بأنّنا ضدالصّحابة، وأنّنا نشتم الصّحابة ونسبّهمليؤثّروا بذلك على السّامعين ويقطعوابذلك الطريق على الباحثين، في حين أنّنانتنزّه عن سبّ الصّحابة وشتمهم بل ونترضّىعلى الصّحابة المخلصين الذين سمّاهمالقرآن، بـ(الشاكرين) ونتبرّأ منالمنقلبين على الأعقاب الذين ارتدّوا علىأدبارهم بعد النبيّ وتسبّبوا في ضلالةأغلب المسلمين وحتّى هؤلاء لا نسبّهم ولانشتمهم، وإنّما كل ما في الأمر أنّنا نكشفأفعالهم التي ذكرها المؤرخون والمحدّثونليتجلّى الحقّ للباحثين، وهذا ما لايرتضيه إخواننا من أهل السنّة ويعتبرونذلك سبّاً وشتماً.وإذا كان القرآن الكريم وهو كلام اللهالذي لا يستحي من الحقّ هو الذي فتح لناهذا الباب وأعلمنا بأنّ من الصّحابةمنافقين، ومنهم الفاسقين، ومنهمالظّالمين، ومنهم المكذّبين، ومنهمالمشركين ومنهم المنقلبين، ومنهم الذينيؤذون الله ورسوله.وإذا كان رسول الله صلّى الله عليه وآلهوسلّم الذي لا ينطق عن الهوى، ولا أخذه فيالله لومة لائم، هو الذي فتح لنا هذا البابوأعلمنا بأنّ من الصّحابة مرتدّين، ومنمالمارقين، والناكثين والقاسطين، ومنهم منيدخل النار ولا تنفعه الصّحبة، بل تكونعليه حجّة قد تضاعف عذابه يوم