لرسوله والله يشهد إنّ المنافقينلكاذبون، إتّخذوا أيمانهم جنّة فصدوا عنسبيل الله إنّهم ساء ما كانوا يعملون، ذلكبأنّهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهمفهم لا يفقهون) [المنافقون: 3].* (ألم تر إلى الذين يزعمون أنّهم آمنوابما انزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون انيتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروابه، ويريد الشيطان أن يضلّهم ضلالاًبعيداً، وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزلالله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدّونعنك صدوداً، فكيف إذا أصابتهم مصيبة بماقدّمت أيديهم ثم جاؤوك يحلفون بالله إنأردنا إلاّ إحساناً وتوفيقا) [النساء: 62].* (إنّ المنافقين يخادعون الله وهو خادعهموإذا قاموا إلى الصّلاة قاموا كسالىيراؤون النّاس ولا يذكرون الله إلاّقليلاً) [النساء: 142].* (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولواتسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كلصيحة عليهم، هم العدو فاحذرهم قاتلهم اللهأنّى يؤفكون) [المنافقون: 4].* (قد يعلم الله المعوّقين منكم والقائلينلإخوانهم هلمَّ إلينا ولا يأتون البأسإلاّ قليلاً، أشحَّةً عليكم فإذا جاءالخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهمكالذي يغشى عليه من الموت، فإذا ذهب الخوفسلقوكم بألسنةٍ حدادٍ أشحًّةً على الخيرأولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكانذلك على الله يسيراً) [الأحزاب: 19].* (ومنهم من يستمع إليك حتّى إذا خرجوا منعندك قالوا للّذين أوتوا العلم ماذا قالأنفاً أولئك الذين طبع الله على قلوبهمواتّبعوا أهواءهم) [محمد: 16].* (أم حسب الذين في قلوبهم مرضٌ أن لن يخرجالله أضغانهم، ولو نشاء لأريناكهمفلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنّهم في لحنالقول والله يعلم أعمالكم) [محمد: 30].* (سيقول لك المخلّفون من الأعراب شغلتناأموالنا وأهلونا، فاستغفر لنا يقولبألسنتهم ما ليس في قلوبهم…) [الفتح: 11].فهذه الآيات البيّنات من كتاب اللهالمجيد وما بيّنته من نفاق البعض منهمالذين اندسّوا في صفوف الصّحابةالمخلصين، حتّى غابت حقيقتهم عن صاحبالرسالة نفسه لولا وحي الله.ولك لنا دائماً من أهل السنّة اعتراضٌ علىهذا، فهم يقولون. ما لنا والمنافقين لعنهمالله، والصحابة ليسوا من هؤلاء، أو أنّهؤلاء المنافقين ليسوا من الصحابة، وإذاما سألتهم مَنْ هؤلاء المنافقين الذيننزلت فيهم أكثر من مائة وخمسين آية فيسورتي التوبة والمنافقون؟ فسيجيبون: هوعبد الله بن أُبي وعبد الله بن أبي سلّول،وبعد هذين الرجلين لا يجدون إسماً آخر!سبحانه الله! فإذا كان النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم هو نفسه لا يعرف الكثيرمنهم، فكيف يُحصر النّفاق بابن أبي وابنأبي سلّول المعلومين لدى عامّة المسلمين؟وإذا كان رسول الله صلّى الله عليه وآلهعلم ببعضهم وعلّم أسماءهم إلى حذيفة بناليمان كما تقولون وأمره بكتمان أمرهمحتّى أن عمر بن الخطاب أيام خلافته كانيسأل حذيفة عن نفسه، هل هو من أهل النّفاق؟وهل أخبر النّبي باسمه؟ كما تروون فيكتبكم(1).وإذا كان رسول الله صلّى الله عليه وآلهقد أعطى للمنافقين علامةً يعرفون بها وهيبغض علي بن أبي طالب كما تروون ذلك فيصحاحكما(2) (1) كنز العمّال: 7/24. تاريخ ابن عساكر: 4/97.إحياء العلوم للغزالي: 1/129.(2) صحيح مسلم: 1/61. صحيح الترمذي: 5/306. سننالنسائي: 8/116. كنز العمّال: 15/105.