قالوا: أهل البيت هم نساء النبي وأنت لاتعرف من القرآن شيئاً قلت: فإنّ صحيحالبخاري وصحيح مسلم يفيدان غير ما ذكرتم!قالوا: كل ما في البخاري ومسلم وكتب السنةالأخرى من حجج تحتجّون بها هي من وضعالشيعة دسّوها في كتبنا.أجبتهم ضاحكاً: إذا كان الشيعة وصلواللدّس في كتبكم وفي صحاحكم فلا عبرة ولاقيمة لها لمذهبكم القائم عليها!! فسكتواوأفحموا ولكنّ أحدهم عَمَدَ إلى التهريجوالإثارة من جديد فقال: من لا يؤمن بخلافةالخلفاء الراشدين سيدنا أبي بكر وسيدناعمر وسيدنا عثمان وسيدنا علي وسيدنامعاوية وسيدنا يزيد رضي الله عنه وأرضاهفليس بمسلم!ودهشت لهذا الكلام الذي ما سمعتُ مثله فيحياتي وهو تكفير من لا يعتقد بخلافةمعاوية وابن يزيد، وقلتُ في نفسي: معقول أنيترضّى المسلمون على أبي بكر وعمر وعثمانفهذا أمرٌ طبيعي أما على يزيد فلم أسمع ذلكإلا في الهند. والتفتُ إليهم جميعاًأسألهم: أتوافقون هذا على رأيه! فأجابواكلّهم: نعم.وعند ذلك عرفتُ بأن لا فائدة في مواصلةالكلام، وفهمتُ بأنهم إنّما يريدونإثارتي حتّى ينتقموا منّي، وربّمايقتلوني بدعوى سبّ الصحابة فمن يدري؟ورأيت في أعينهم شرّاً وطلبتُ من مرافقيالذي جاء بي إليهم أن يُخرجني فوراً،فأخرجني وهو يتحسّر ويعتذر إليَّ على ماوقع. وهذا الشخص البريء الذي كان يرمي منوراء هذا اللقاء أن يتعرّف على الحقيقة هوالشاب المهذّب شرف الدين صاحب المكتبةوالمطبعة الإسلامية في «بومباي» فهو شاهدعلى كل ما دار بيننا من هذه المحاورةالمذكورة ولم يُخفِ استياءه من هؤلاءالذين كان يعتقد بأنهم من أكبر العلماء.