وغادرتهم وأنا ساخط متأسّف على ما وصلتإليه حالة المسلمين وخصوصاً الذينيتزعّمون مراكز الصدارة ويتسمّونبالعلماء وقلتُ في نفسي إذا كان العلماءبهذه الدرجة من التعصّب الأعمى فكيف يكونعامة النّاس وجهّالهم، وعرفتُ عندئذٍ كيفكانت تقوم المعارك والحروب التي تسفك فيهاالدماء المحرّمة وتُهتك فيها الأعراضوالحُرماتُ باسم الدفاع عن الإسلام،وبكيتُ على مصير هذه الأمة التّعيسةالمنكوبة التي حمّلها الله سبحانهمسؤولية الهداية وحمّلها رسول الله صلّىالله عليه وآله وسلّم أيضاً مسؤولية إيصالالنور إلى القلوب المظلمة فإذا بها تصبحبحاجة إلى بصيص من النّور، وفي وقت يكونفيه في الهند وحدها سبعمائة مليون نسمةيعبدون غير الله تعالى، ويقدّسون البقروالأصنام والأوثان، وبدلاً من أن تتوحّدجهود المسلمين لهدايتهم وإرشادهموإخراجهم من الظلمات إلى النور حتىيُسلموا لربّ العالمين، نرى أن المسلميناليوم وخصوصاً في الهند هم بحاجة إلىالهداية والتصحيح.لهذا سيدي أرفع كتابي إليكم داعياًإيّاكم باسم الله الرحمن الرحيم وباسمرسوله الكريم وباسم الإسلام العظيمولقوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاًولا تفرقوا) أدعوكم أن تقفوا وقفة المسلمالشجاع الذي لا يخشى في الله لومة لائم ولاتأخذه العصبية ولا الطائفية إلى حيث يحبالشيطان وأولياءه.أدعوكم لوقفة مخلصة وصريحة، فأنتم منالذين حمّلهم الله المسؤولية ما دمتمتتكلمون باسم الإسلام في تلك الربوع، فلايرضى الله منكم أن تقفوا وقفة المتفرّجالراضي بما يقعُ هنا وهناك من مآسٍ يدفعثمنها الأبرياء من المسلمين سنّة وشيعة،والله سائلكم يوم القيامة عن كل صغيرةوكبيرة ومحاسبكم عن كل شاردة وواردة لأنّهلا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمونفعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتيعلى قدر الكرام المكارم.