دفع المعتدين ولا مسح العار عن جبينها.والعلاج الوحيد فيما أعتقد لهذه المعضلةهو النقد الذّاتي فكفانا التغنّيبأسلافنا وبأمجادنا المزيّفة التي تبخرتوأصبحت متاحف أثرية خالية حتى من الزّوار.والواقع يدعونا أن نبحث عن اسباب أمراضناوتخلّفنا وتفرّقنا وفشلنا حتى نكتشفالدّاء فنشخّص له الدواء الناجع لشفائناقبل أن يقضي علينا ويأتي على آخرنا.هذا هو الهدف المنشود والله وحده هوالمعبود وهو الهادي عباده إلى سواءالصراط.وما دام هدفنا سليماً، فما قيمة اعتراضالعترضين والمتعصّبين الذين لا يعرفونإلا السّباب والشتائم بحجّة الدفاع عنالصّحابة، وهؤلاء لا نلومهم ولا نحقدعليهم بقدر ما نرثى لحالهم لأنهم مساكينمنعهم حسنُ ظنهم بالصّحابة وحجبهم عنالوصول للحقيقة فما أشبههم بأولاد اليهودوالنّصارى الذين أحسنوا الظنّ بأبائهموأجدادهم، ولم يكلّفوا أنفسهم جهد البحثفي الإسلام معتقدين بمقالة أسلافهم بأنّمحمداً كذّابٌ، وليس هو بنبيّ. قال تعالى:(وما تفرّق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعدما جاءتهم البينة) [البيّنة: 3]. وبمرورالقرون المتتالية أصبح من العسير اليومعلى المسلم أن يُقنع يهوديّاً أونصرانيّاً بعقيدة الإسلام فما بالك بمنيقول لهم بأن التوراة والإنجيل اللذينيتدالونهما هما محرّفان ويستدل على ذلكبالقرآن، فهل يجد هذا المسلم آذاناً صاغيةلديهم؟وكذلك المسلم البسيط الذي يعتقد بعدالةكلّ الصّحابة ويتعصّب لذلك بدون دلل فهليمكن لأحد من النّاس أن يقنعه بعكس ذلك؟وإذا كان هؤلاء يطيقون جرح ونقد معاويةوابنه يزيد وأمثالهم كثير الذين شوّهواالإسلام بأعمالهم القبيحة فما بالك إذاكلّمتهم عن أبي بكر وعمر وعثمان «الصديقوالفاروق ومن تستحي منه الملائكة» أو عنعائشة أم