أشار أحدهما بالأقرع بن حابس التميميالحنظلي أخي بني مجاشع وأشار الآخر بغيره،فقال أبو بكر لعمر: إنما أردت خلافي، فقالعمر: ما أردت خلافك فارتفعت أصواتهما عندالنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فنزلت:(يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا اصواتكمفوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهربعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لاتشعرون، إن الذين يغضّون أصواتهم عند رسولالله أولئك الذين امتحن الله قلوبهمللتقوى لهم مغفرة وأجرٌ عظيم).قال ابن أبي مليكة قال ابن الزبير: فكانعمر بعد ولم يذكر ذلك عن أبيه يعني أبا بكرإذا حدّث النبي صلّى الله عليه وآله وسلّمبحديث حدّثه كأخي السرار لم يسمعه حتّىيستفهمه.كما أخرج البخاري في صحيحه من الجزءالخامس صفحة 116 من كتاب المغازي ـ وفد بنيتميم قال: حدثنا هشام بن يوسف أن ابن جريجأخبرهم عن ابن أبي مليكة أنّ عبدالله بنالزبير أخبرهم أنّه قدم ركبٌ من بني تميمعلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم،فقال أبو بكر أمر القعقاع بن معبد بنزرارة: فقال عمر: بل أمِّر الأقرع بن حابس.قال أبو بكر ما أردت إلا خلافي، قال عمركما أردت خلافك فتمارياً حتّى ارتفعتأصواتهما فنزلت في ذلك: (يا أيها الذينآمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) حتىانقضت.والظاهر من خلال هذه الروايات أنّ أبا بكروعمر لم يتأدّبا بحضرة الرسول صلّى اللهعليه وآله وسلّم بالآداب الإسلامية وسمحالانفسهما بأن يقدّما بين يدي الله ورسولهبغير إذن ولا طلب منهما رسول الله صلّىالله عليه وآله وسلّم أن يبديا رأيهما فيتأمير أحد من بني تميم، ثم لم يكتفيا حتىتشاجرا بحضرته وارتفعت أصواتهما أمامه منغير احترام ولا مبالاة بما تفرضه عليهماالأخلاق والآداب التي لا يمكن لأي أحد منالصّحابة أن يجهلها أو