فاستحلّوا حلاله وحرّموا حرامه(1).عجيبٌ والله أمر أبي بكر ها هو وبعد أيامقائل من ذلك اليوم المشؤوم الذي سمّيبرزيّة يوم الخميس يوافق ما قاله صاحبهعمر بن الخطاب بالضّبط عندما قال إن رسولالله يهجر وحسبنا كتاب الله يكفينا.وها هو يقول: لا تحدّثوا عن رسول اللهشيئاً فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتابالله فاستحلّوا حلاله وحرّموا حرامه.والحمد لله على اعترافه صراحة بأنّهمنبذوا سنّة نبيّهم وراء ظهورهم وكانتعندهم نسياً منسياً.والسّؤال هنا إلى أهل السنّة والجماعةالذين يدافعون عن أبي بكر وعمرويعتبرانهما أفضل الخلق بعد رسول اللهصلّى الله عليه وآله وسلّم فإذا كانتصحاحكم كما تعتقدون تروي بأن رسول اللهصلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «تركت فيكمخليفتين ما إن تمسكتم بهما لن تضلّواأبداً كتاب الله وسنّتي» وعلى فرض أنّناسلّمنا بصحّة هذا الحديث، فما بال أفضلالخلق عندكم يرفضان السنّة ولا يقيمان لهاوزناً بل ويمنعان النّاس من كتابتهاوالتحدّث بها؟؟ وهل من سائل يسأل أبا بكرفي أي آية وجد قتال المسلمين الذين يمنعونالزكاة وسبي نسائهم وذراريهم؟فكتاب الله الذي بيننا وبين أب بكر يقولفي حقّ مانعي الزكاة: (ومنهم من عاهد اللهلئن أتانا من فضله، لنصدّقنّ ولنكوننّ منالصالحين، فلمّا أتاهم من فضله بخلوا به،وتولّوا وهم معرضون. فأعقبهم نفاقاً فيقلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ماوعدوه وبما كانوا يكذبون)(2). وباتفاق جميعالمفسّرين فإن هذه الآيات نزلت بخصوصثعلبة الذي منع الزكاة على عهد النّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم ـ أضف إلى ذلكبأنّ ثعلبة منع الزكاة وامتنع من أدائهاإلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لأنهأنكرها وقال هي جزية. وقد (1) تذكرة الحفاظ الجزء الأول و