تريد؟ قلت أريد نضرة ابن عمّ رسول اللهصلّى الله عليه وسلّم! فقال: قال رسول اللهصلّى الله عليه وسلّم إذا تواجد المسلمانبسيفهما فكلاهما من أهل النار، قيل فهذاالقاتل فما بال المقتول قال إنّه أراد قتلصاحبه ـ قال حمّاد بن زيد فذكرت هذا الحديثلأيّوب ويونس بن عبيدٍ وأنا أريد أنيحدّثاني به، فقالا إنّما روى هذا الحديثالحسن عن الأحنف بن قيس عن أبي بكرة.كما أخرج مسلم في صحيحه من كتاب الفتنوأشراط الساعة باب إذا تواجد المسلمانبسيفهما.حديث أبي بكرة عن الأحنف بن قيس، قال: ذهبتلأنصر هذا الرّجل، فلقيني أبو بكرة، فقال:أين تريد، قلت: أنصر هذا الرجل قال: ارجعفإنّي سمعت رسول الله يقول: «إذا التقىالمسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول فيالنّار» فقلت يا رسول الله! هذا القاتل،فما بال المقتول؟ قال: «إنّه كان حريصاًعلى قتل صاحبه»(1).من خلال هذه الأحاديث الموضوعة يفهمالقارئ بوضوح الأسباب التي دعت لوضعه،ويتجلّى أبو بكر بعداوته إلى ابن عمّالمصطفى وكيف عمل على خذلان أمير المؤمنينولم يكتف بذلك حتّى أخذ يثبّط عزائمالصّحابة الذين أرادوا نصرة الحقّ ضدّالباطل فيختلق لهم مثل هذا الحديث الذي لاتقبله العقول ولا يقرّه القرآن الكريم ولاالصحيح من السنة النبوية. فقول اللهسبحانه وتعالى: (فقاتلوا التي تبغي حتىتفيء إلى أمر الله) [الحجرات: 9]. أمرٌ صريحفي قتال البغاة والظالمين ولذلك تلاحظ أنشارح البخاري نفسه كتب على هامش الحديثهذه العبارة (أنظر هل في هذا الحديث حجّةعلى مقاتلة البغاة مع قول الله تعالىفقاتلوا التي تبغي) وإذا تعارض الحديث معكتاب الله فهو مكذوب وليضرب به عرض الجدار.أمّا (1) أخرج هذا الحديث أيضاً البخاري في كتابالإيمان باب المعاصي من أمر الجاهلية.