السنّة النبويّة الصحيحة فقوله صلّى اللهعليه وسلّم في علي «من كنت مولاه فعليمولاه، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداهوانصر من نصره، واخذل من خذله وأدر الحقمعه حيث دار»، فموالاة علي هي موالاةلرسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونصرةأمير المؤمنين واجبة على كل مسلم وخذلانههو خذلان للحق ونصرة للباطل.ثم لو تأملت في حديث البخاري لوجدت هناكفي سلسلة الرواة واحداً مجهولاً لم يذكروااسمه إذ يقول: حدثنا حماد عن رجل لم يسمّه،وهذه تدل دلالة جليّة بأن هذا المجهول هومن المنافقين الذين يبغضوا عليّاًويحاولون جهدهم طمس فضائله أو بالأحرىالقضاء عليه وعلى ذكره ما استطاعوا لذلكسبيلاً. وقد قال سعد بن أبي وقّاص الذيامتنع هو الآخر عن نصرة الحق «ائتنونيبسيف يقول هذا على حق وهذا على باطل لأقاتلبه» وبمثل هذا التمويه يلبس الحق بالباطلوتضيع السّبل الواضحة لتحل محلّهاالظلمات.على أنّنا نجد في كتب السنّة المعتمدة أنّرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بشّرالكثير من أصحابه بالجنة وخصوصاً العشرةالذين اشتهروا بين المسلمين بأنّهمالمبشرين بالجنّة.فقد أخرج أحمد والترمذي وأبو داود أنّالنّبي صلّى الله عليه وسلّم قال: أبو بكرفي الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنةوعلي في الجنة وطلحة في الجنة، والزبير فيالجنة، وعبدالرحمن بن عوف في الجنة، وسعدبن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد فيالجنة وأبوعبيدة بن الجراح في الجنة(1).وقد صحّ عن النبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم قوله: ابشروا آل ياسر فإن موعدكمالجنّة وقوله اشتاقت الجنة إلى أربع عليوعمّار، وسلّمان (1) مسند أحمد: 1/193، صحيح الترمذي: 13/183، سننأبو داود: 2/264.