والمقداد وقد روى مسلم في صحيحه أنعبدالله بن سلام بشره رسول الله بالجنةوصحّ عنه قوله: الحسن والحسين سيدا شبابأهل الجنّة، وكذلك صحّ عنه أن جعفر بن أبيطالب يطير مع الملائكة في الجنة. وأن فاطمةالزهراء سيدة النساء في الجنة وأن أمّهاخديجة بشرها جبرئيل ببيت من قصب في الجنّةوصحّ عنه قوله: صهيب سابق الروم إلىالجنّة، وبلال سابق الحبشة إلى الجنةوسلمان سابق الفرس إلى الجنّة.وإذا كان الأمر كذلك فلماذا تختص أحاديثالبشارة بالجنّة إلا على هؤلاء العشرة فلاتجد مجمع ولا مجلس إذا ما تحدّثوا عن الجنةإلا وجاءوا بذكر العشرة المبشرين بالجنة.ونحن لا نحسدهم على ذلك ولا نضيّق رحمةالله الواسعة التي وسعت كل شي ولكن نقولفقط بأنّ هذه الأحاديث تناقض وتتعارض معحديث إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتلوالمقتول في النّار. لأنّنا لو صدّقنا بهلتبخّر حديث البشارة بالجنّة إذا أنّ معظمهؤلاء تحاربوا وتقاتلوا وقتل بعضهمبعضاً، فطلحة والزبير قتلا في حرب الجملالتي قادتها أم المؤمنين عائشة ضد الإمامعلي بن أبي طالب وسلّت سيوفهم بل وتسبّبوافي قتل الآلاف من المسلمين.كما أنّ عمّار بن ياسر قتل في حرب صفينالتي أشعل نارها معاوية بن أبي سفيان وكانعمار متواجداً بسيفه مع علي بن أبي طالبفقتلته الفئة الباغية كما نصّ على ذلكرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كماأنّ سيد الشهداء سيد شباب أهل الجنةالإمام الحسين تواجد بسيفه هو وأهل بيتالمصطفى صلّى الله عليه وآله وسلّم مقابلجيش يزيد بن معاوية، وقد قتلهم كلهم ولمينج منهم إلاّ علي بن الحسين.فعلى رأي هؤلاء الكذّابين فإنّ كل هؤلاءفي النّار القاتلين والمقتّولين، لأنهمالتقوا بسيوفهم.