لم يذكر ذنباً ولكنّه قال نفسي! نفسي!نفسي! اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمّد.قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّمفيأتوني، فأنطلق فآتي تحت العرش فأقعساجداً لربّي عزّ وجلّ، ثم يفتح اللهعليَّ من محامده وحسن الثّناء عليه شيئاًلم يفتحه على أحد قبلي، ثم يقال: يا محمد،ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفع، فأرفعرأسي، فأقول: أمّتي يا ربّ أمتي ياربّ،فيقال: يا محمّد أدخل من أمتك من لا حسابعليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة،وهم شركاء النّاس فيما سوى ذلك منالأبواب، ثم قال: والذي نفسي بيده إنّ مابين المصراعين من مصاريع الجنة كما بينمكّة وحمير، أو كما بين مكّة وبصرى».وفي هذه الأحاديث يقول رسول الله صلّىالله عليه وآله وسلّم بأنّه سيد النّاسيوم القيامة! ويقول بأنّ موسى قال: يارب ماكنت أظنّ أن يرفع علي أحدٌ. ويقول بأنّموسى بكى وقال: يا ربّ هذا الغلام الذي بعثبعدي يدخل الجنة من أمته أفضل مما يدخل منأمتي.ونفهم من خلال هذه الأحاديث بأنّ كلّالأنبياء والمرسلين من آدم حتى عيسىمروراً بنوح وإبراهيم وموسى (عليهم وعلىنبينا أفضل الصّلاة وأزكى التسليم) لنيشفعوا عند الله يوم القيامة وخص الله بهامحمّداً صلّى الله عليه وآله وسلّم ونحننؤمن بكلّ ذلك ونقول بتفضيله صلّى اللهعليه وآله وسلّم على سائر البشر ولكنّالإسرائيليين وأعوانهم من بني أميّة لميتحمّلوا هذا الفضل والفضيلة لمحمّد صلّىالله عليه وآله وسلّم حتى اختلقوا رواياتٌتقول بتفضيل موسى عليه، وقد مرّ بنا فيخلال أبحاث سابقة قول موسى لمحمد ليلةالإسراء والمعراج ولما فرض الله عليهخمسين صلاة: قال له موسى أنا أعلم بالنّاسمنك. وهذا لم يكف فاختلقوا روايات أخرىتقول بتفضيله (أي موسى على محمد) على لسانمحمد نفسه فإليك بعض هذه الروايات.أخرج البخاري في صحيحه من كتاب التوحيدباب في المشيئة